أحْييِ موات قلبك.. ولا تيأس من رَوح الله!
يا من قست قلوبكم بعد لِينها، وماتت بعد حياتها، اعلموا أن الذي أحيا الأرض بعد موتها قادر أن يحيي قلوبكم الميتة
في مُعاتبة الله تعالى للمؤمنين: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} [الحديد:16].
فبَعد أن عاتَبَهم على صدأ القلوب، وعدم خشوعها وانكسارها ولِينها، وما آل إليه حالُها من القسوة والجمود والصلابة والمَوت.. قال بعدها مُبشِّرًا: {اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [الحديد:17]!
وقد تساءل غيرُ واحدِ من السلف والمُفسّرين عن النُكتة والمناسبة؛ في إتيانه تعالى بالحديث عن الأرض المَيتة وإحيائها بعد ذِكر القلوب وقسوتها وعدم حياتها؟!
فقال غيرُ واحدٍ من المُفسّرين: إن في هذا أعظم بشارةٍ لكل من قسا قلبه ومات بأن حياتَه مُمكِنةٌ قابِلة!
وكأن الله أراد أن يقول: يا مَن قسَت قلوبُكم بعد لِينها، وماتَت بعد حياتها، اعلموا أن الذي أحيا الأرضَ بعد موتها قادرٌ أن يُحيي قلوبَكم المَيتةَ كذلك!
فاللَّهم أحْيِ قلوبنَا، وجدّد الإيمانَ فيها، ولا تحرمنا رضاكَ وتقواك!
أبو فهر المسلم
باحث شرعي و أحد طلاب الشيخ سليمان العلوان حفظه الله
- التصنيف: