كيف تختم القرآن الكريم في أسبوع؟

منذ 2015-05-03

عليك بتلاوة القرآنِ، وذكرِ اللهِ عزَّ وجلَّ؛ فإنه ذِكرٌ لك في السماءِ، ونورٌ لك في الأرضِ

الحمد لله الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرًا، والصلاة والسلام على من بعثه الله للناس بشيرًا ونذيرًا، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، بعثه الله داعيًا إليه وسراجًا منيرًا، أما بعد:

فإن من أعظم النعم التي أنعم الله بها علينا ما أكرمنا به من تلاوة كتابه والترنم بآياته آناء الليل وأطراف النهار.

فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله! أوصني. قال: «أُوصيك بتقوى اللهِ، فإنها زَينٌ لأمرِك كلِّه». قلتُ: يا رسولَ اللهِ زِدْني. قال: «عليك بتلاوة القرآنِ، وذكرِ اللهِ عزَّ وجلَّ؛ فإنه ذِكرٌ لك في السماءِ، ونورٌ لك في الأرضِ» (صحيح الترغيب؛ برقم: [2868]).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يجيءُ القرآنُ يومَ القيامةِ كالرجلِ الشاحب، يقولُ لصاحبه: هل تعرفني؟ أنا الذي كنت أُسهرُ ليلك، وأظمئ هواجركَ، وإن كلَّ تاجرٍ من وراء تجارته، وأنا لك اليومَ من وراء كلِّ تاجرٍ، فيعطى المُلكَ بيمينه، والخلدَ بشماله، ويوضع على رأسه تاجُ الوقار، ويكسى والداه حلَّتين لا تقوم لهم الدنيا وما فيها، فيقولان: يا ربِّ! أنَّى لنا هذا؟ فيقال: بتعليم ولدكما القرآن» (السلسلة الصحيحة؛ برقم: [2829]).

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ للَّهِ أَهْلينَ منَ النَّاسِ». قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، من هُم؟ قالَ: «هم أَهْلُ القرآنِ، أَهْلُ اللَّهِ وخاصَّتُهُ» (صحيح ابن ماجه؛ برقم: [179]).

 

فكيف تختم القرآن الكريم في أسبوع؟ 

يحتوي مصحف طبعة المدينة النبوية على [604] صفحة. 

فإذا قسمنا هذا العدد من الصفحات على سبعة أيام كان نصيب كل يوم [604 / 7] = [86 صفحة وثلث].

فإن وزعت هذه الصفحات على خمس صلوات في اليوم والليلة، كان نصيب كل صلاة [17 صفحة وثلث].

وهذا يعني أنه يقرأ في كل صلاة بأقل من الجزء الذي يحتوي على [20] صفحة. 

فلو أنه سمع الأذان وبادر إلى الصلاة فقرأ فقط نصف جزء [عشر صفحات] قبل الصلاة ومثلها بعدها، لختم القرآن في سبعة أيام بكل يسر وسهولة.

فكيف بمن يقرأ أكثر من ذلك؟!

وللعلم فإن الوقت الذي يكون بين الأذان والإقامة يستوعب قرابة الجزء من القرآن، وذلك من فضل الله تعالى على من يبادر إلى الصلوات الخمس مع الأذان، وبئس عبد لا يذهب لسيده إلا حين يدعوه!

مع ما يدرك من الأجور العظيمة والحسنات الكريمة لمن يبادر إلى الصلوات من أجر الرباط في سبيل الله، ودعاء الملائكة، واستجابة الدعاء، وكثرة التوفيق للذكر والرد على سلام المؤمنين الداخلين إلى المسجد، مع ما يترتب على المبادرة من الخشوع في الصلاة، وهو روحها ولبّها.

فهلم إلى محراب العبادة، لتنال من نفحات السعادة، وتحظى بنعيم الدنيا وزيادة!

المصدر: موقع هاجس