يا أهل غزة.. سلام الله عليكم وأمانه
عندما تستعصي غزة وتحب الأمة الشهادة وتصرخ بنات وأطفال فلسطين في وجه العدو، بأنفة وقوة لا يهابون رصاصه، فهذا حدث تاريخي يؤذن بميلاد جديد ومستقبل مختلف..
عندما يقف رئيس وزراء إسرائيل يطالب (المجتمع الدولي) أن يعاقب حماس والمقاومة لعدم قبولهم وقف إطلاق النار! فهذا حدث تاريخي، حتى لو كان يمهد به لمواجهة أو شراسة أعلى، فلا تخفى دلالة الأمر من فضيحة له ولكيانه، وعندما يدافع عنه وزير خارجة أمريكا فيقول أن (المقاومة) تحاصر إسرائيل! فهذا حدث تاريخي..
عندما تصمد المقاومة وتهين العدو وتصنع سلاحًا لم تصنعه دول (شقيقة)! وترعب اليهود وهي ملتحمة مع شعبها، وهي مقاومة محاصرة داخل قطاع تعداده مليون ونصف، فإنها تفضح دولة عددها (90 مليون شخص) بنظام متواطىء مع الغرب وإسرائيل، وتفضح دولة تملك الميارات كالسعودية التي تتآمر مع اليهود ضد شعب مسلم، وتفضح مليارات الإمارات التي تتفق في لندن مع اليهود على الإنفاق على الحملة لإبادة المقاومة، كما أنفقت على حمل فرنسا لقتل مسلمي مالي وترسل مخابراتها في صورة مسعفين ليرسلوا لإسرائيل مواقع المقاومة في فضيحة تاريخية، كما تفضح تواطؤ اللأردن الذي يحكمه من ينتسب إلى بني هاشم..!
عندما يتلاحم شعب مع مقاومته، ويستعد أهالى الشهداء لبذل المزيد فهذا يسقط الآلة الإعلامية القذرة والمنحطة في مصر، وتسقط رموزها النجسة بملايينهم المنفقة من حرام وفي الحرام، وهو حدث تاريخي؛ فبينما ترقّص جيوشٌ بإعلامها نساءَ بلد وتجذب نساءها جاذبية وقحة، وتغير هوية المجتمع وتستعديه على أمته، يجاهد آخرون رجالاً ونساءً، فلهؤلاء العزة وللراقصين والمرتابين والمنجذبين والمنجذبات المذلة في طابور التموين وطوابير الخبز، يتعاركون ويتناطحون.. بئسًا لهم.
عندما تصنع المقاومة سلاحها لحماية أمتها ومقدساتها تفضح جيوشًا متخصصة في المكرونة والصلصة وكحك العيد! وأخرى تستورد جنودًا أجانب وتقيم لهم قواعد وتنفق عليهم ليدمروا الأمة بينما يرتع هؤلاء في الشهوات، وهذا حدث تاريخي أن اجتياز الفجوة التكنولوجية أصبح ميسورًا وفي متناول الرجال، لكن فقط عندما يوجد الرجال.
عندما تقتل المقاومة جنودًا للعدو، فيقتل العديد من الأطفال والنساء، فهو حدث تاريخي يفتضح به العدو الخسيس وتشرئب به عنق المقاومة الشريفة، ويعلم اليهود المدنيون -إن كان هناك مدنيون- أن لا حامي لهم، عندما تقرر المقاومة شروط ووقت إطلاق النار، فاعلم أنه حدث تاريخي، فهي تذل إسرائيل بينما تقبّل دول وأنظمة قدم ليبرمان ونتنياهو وجلعاد وجاموس ومعيز وفئران!
عندما تستعصي غزة وتحب الأمة الشهادة وتصرخ بنات وأطفال فلسطين في وجه العدو، بأنفة وقوة لا يهابون رصاصه، فهذا حدث تاريخي يؤذن بميلاد جديد ومستقبل مختلف..
عندما يتماهى الراقصون والانقلابيون في مصر مع موقف إسرائيل وأمريكا، وتأخذ مصر دور البوسطجي فتأخذ مطالب إسرائيل تصوغها (كمبادرة)!، فترفضها المقاومة، ثم تعدل إسرائيل الشروط فتأخذ ها مصر كبوسطجي وتعدل (المبادرة)!، ثم تقرر المقاومة متى تقبلها ومتى ترفضها ويدعمها شعبها من خلفها في كل مواقفها، فأنت أمام حدث تاريخي، بل أحداث.
يا أهل غزة.. سلام الله عليكم وأمانه، سلام الله عليكم وأمانه.
مدحت القصراوي
كاتب إسلامي
- التصنيف: