الجهاد تأصيل و أحكام - (1) لماذا هذه السلسلة، وهذا الوسْم؟!

منذ 2015-06-01

من أسباب هذه السلسلة عن الجهاد الحرص على ترغيب المسلمين في تلك الشعيرة الكريمة، وحضّهم وتحريضهم عليها، وإحياء ما مات واندرس من ذكرها وحقوقها، وتهييج النفوس الصالحة، على ذكر تيك الشعيرة، ولو حديث نفس؛ لئلا نكون من المنافقين والقاعدين.

- لرفع الجهل عن أنفسنا وعن المسلمين، حيث عمّ الجهل بهذه الشعيرة العظيمة وطمّ، ومعلومٌ أن الإنسان عدوّ ما يجهل، وقد يَلقى الله بإثم القعود والتخلّف عن الجهاد في سبيله ولا يشعر، فوجب العلم بأحكام ذلك؛ ليرَى كلٌّ أين موقفه الشرعي مما يحصل، ومع من يكون، وفي سبيل من يوالي ويُعادي.

- لأنه أصبح من الضرورات المُلحّة؛ خاصة مع قيام حركات الجهاد المعاصرة بفضل الله هنا وهناك، ولا زال في المسلمين من لا يَقدر ذلك حقّ قدره، فضلاً عن تخوّفه منه، فضلًا عن تخذيله عنه، ومحاربته إياه، وطعنه في المجاهدين بحق وبغير حق، فوجب العلم وتعيّن.

- كذلك لنحاول طمأنة القلِقين، وهداية الحيارى، وتسكين المُضطربين؛ الذين يشعرون بالتيه والحيرة، تجاه الجهاد والمجاهدين، فبالتأصيل والعلم والحُجّة؛ يندفع هذا كلّه، ويثبت المسلم على ما تبين له من الحق والهدى.

- كذلك من باب إعداد العُدّة، والاستعداد بما نستطيعه، والتهيئة العامة للمسلمين لتقبّل الواقع الجهادي، الذي والحمد لله قد طلّ وأظلّ البلاد والعباد، ولو سماعًا، وهو في طريقه للتمكين والانتشار، فيجب أن نتهيَّأ لذلك ونستعد له كما ينبغي، حتى يتفقّد كلٌّ موقعه، وأين يكون مقامه ووقوفه.

- وأيضًا: فكلنا يرى الجبهات المُتحزبة الناقمة على الجهاد وأهله -بالطبع لا ينقمون على ذات الشعيرة-، فهؤلاء يطرحون شُبهًا في الليل والنهار، ويُخذّلون عن الجهاد والسلاح، بقصدٍ وعن غير قصد، وأحسنهم حالًا: من هو طالبٌ للحقّ، لكنه إما مُلبّس عليه، أو يعجز عن تحقيق مناط أدلته وحُججه، فوجب الوقوف والتصدّي لذلك، بعرض المسائل بأدلتها وحُججها، وردّ الشُّبه، وبيان الراجح وما ظهر من الحقّ.

- وكذلك الحرص على ترغيب المسلمين في تلك الشعيرة الكريمة، وحضّهم وتحريضهم عليها، وإحياء ما مات واندرس من ذكرها وحقوقها، وتهييج النفوس الصالحة، على ذكر تيك الشعيرة، ولو حديث نفس؛ لئلا نكون من المنافقين والقاعدين.

- وأيضًا: نُقيم الحُجّة التي علِمنا على من لم يَعلم، ونقدّم المعذرة إلى الله بالبلاغ والبيان، كي لا نَبوء بإثم الكتمان والخِذلان، والله يتقبّل ويغفر ويرحم، إنه قريبٌ مُجيبٌ سميعُ الدعاء.

• ختامًا: 
ضيق المقام لا يُتيح الاستطالة أكثر، فانسُج على منوال ما ذُكر، ولا أدّعي لنفسي في ذلك عصمةً ولا كمالًا، فخُذ بأحسنه، ولا عليك من سيّئه، ولا يصدنّك عن الحقّ؛ هوًى أو حزبية أو عصبية، وأستغفر الله لنفسي وإخواني أجمعين.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو فهر المسلم

باحث شرعي و أحد طلاب الشيخ سليمان العلوان حفظه الله

 
المقال التالي
(2) تعريف الجهاد وحقيقته وما يتفرّع عنه