هل مصر فعلًا من حقّ النصارى؟
حرر المسلمون أقباط مصر وأرضها من الرومان الغاصبين، وفتحوها فتحًا عظيمًا مُؤزَّرًا، فما كان من المسلمين بعد فتح مصر إلا أن رأفوا بأهلها، وأكرموهم وأعزّوهم، وأعادوهم إلى الكرامة والسعادة البشريّة.. وعاد أقباط مصر أسيادًا بعد أن كانوا عبيدًا، وأعزةً بعد أن كانوا أذلّة، ومالكين بعد أن كانوا مملوكين، حتى دخل جُلّهم في دين الله أفواجًا..
هل مصر فعلًا من حقّ النصارى؟ والجواب: اسألوا التاريخ!
هذا التاريخ الذي يشهد على المالك والمملوك، على الظالم والمظلوم.
* لقد كانت مصر قبل الفتح الإسلامي ولاية بيزنطية، تحت سيطرة وحكم الإمبراطور البيزنطي الوثنيّ، والذي كان مقرّه القسطنطينية..
وكان أهل مصر على طرائق عدَّة في التديّن، لكن عامّتهم كانوا على الوثنية القديمة، حتى تسلّلت الديانة النصرانية إليهم، وأخذت في الانتشار بعد منتصف القرن الأول الميلادي ومشارف القرن الثاني، فحتَّى النصرانية فهي دخيلة على أهل مصر.
* لقد كان قبط مصر قبل الفتح الإسلامي يعيشون معيشةً سوداء وضلالة عمياء، تسلّط عليهم هؤلاء الرومان الذين ظلّت مصر تحت ولايتهم قرابة سبعة قرون، فساموهم سوء العذاب، واستعبدوهم واسترقُّوهم، وسلبوهم أموالهم وديارهم، ولم يسمحوا لهم حتى بإقامة شعائر دينهم..
لقد كان الرومان أحقد ما يكون على أقباط مصر، وكانوا يستعذبون نواح الثكالى وبكاء الصغار، وصيحات الأرامل، سفكوا دماءهم، هدّموا بيوتهم، جرّدوهم من كل خير وفضيلة، وتفننوا في تعذيبهم، وكبتهم وتحزينهم، وإزهاق أرواحهم، واسألوا التاريخ.
* حتى جاء مصرَ وأقباطَها: الفتحُ الإسلامي.
وحرر المسلمون أقباط مصر وأرضها من الرومان الغاصبين، وفتحوها فتحًا عظيمًا مُؤزَّرًا، فما كان من المسلمين بعد فتح مصر إلا أن رأفوا بأهلها، وأكرموهم وأعزّوهم، وأعادوهم إلى الكرامة والسعادة البشريّة..
فأقطعوهم الديار والأرض والعقار، وملّكوهم الأملاك، وشيّدوا لهم الدور والمساكن، وسمحوا لهم بترميم معابدهم وكنائسهم، وأطلقوا لهم حرية ما يعبدون، وجعلوا لهم من الحقوق الدنيوية والحياتية ما للمسلمين من حماية وصيانة، وحفظ الحُرمات، والمشاركة المجتمعية في البيع والشراء، والتربّح والتكسّب، وتملك الأملاك..
وعاد أقباط مصر أسيادًا بعد أن كانوا عبيدًا، وأعزةً بعد أن كانوا أذلّة، ومالكين بعد أن كانوا مملوكين، حتى دخل جُلّهم في دين الله أفواجًا.. ناهيك عن كون مصر بعد الفتح اتّسعَت أرجاؤها، وترَامت أطرافُها أضعافًا مضاعفة، عما كانت عليه قبلُ! فلولا الله ثم المسلمون وفتحهم مصر ما كانت مصر، وما كان أقباطها، واسألوا التاريخ.
أبو فهر المسلم
باحث شرعي و أحد طلاب الشيخ سليمان العلوان حفظه الله
- التصنيف: