فتوح مصر

منذ 2015-07-02

لطالما بقيت مصر تحت قبضة الطواغيت وفُجار المتجبرين، قديمًا وحديثًا، وأهلها على طول الخط مُستضعَفون مُسترقّون، حتى تأتيهم المعونة من خارجهم، فيَستردّون عافيتَهم، ويقهرون عدوّهم، فينفع الله بهم الإسلامَ والبلاد والعباد

مصر من البلاد التي تحتاج معونةً ومناصرة خارجية.
وفَتحُها أبدًا لا يكون من داخل.

لمَّا أراد عمرو بن العاصي رضي الله عنه فتح مصر حرَّض خليفةَ المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله عنه على ذلك، وكان مما قال له: "إنك إن فتحتها كانت قوّةً للمسلمين وعونًا لهم"، ثم قال عمرو: "وهي أكثر الأرض أموالًا، وأعجزها عن القتال والحرب" (انظر: فتوح مصر، لابن عبد الحكم المصري).

قلتُ:
وهذا حقٌّ لا مريةَ فيه، ويشهد له الحِسُّ والمُشاهدة والواقع.
فلطالما بقيت مصر تحت قبضة الطواغيت وفُجار المتجبرين، قديمًا وحديثًا.
وأهلها على طول الخط مُستضعَفون مُسترقّون، حتى تأتيهم المعونة من خارجهم، فيَستردّون عافيتَهم، ويقهرون عدوّهم، فينفع الله بهم الإسلامَ والبلاد والعباد، نفعًا عظيمًا مؤزَّرًا.

ولنا في التاريخ عِبَر وعظات! فانظرهم يومَ أن أتاهم عمرو بن العاصي فاتحًا، وانظرهم يوم أن أعانهم التُرك بعد قهر الحاكم العُبيديّ لهم، وانظرهم يوم أن أتاهم صلاح الدين فاتحًا، إلخ..

فشتان بين ما كانوا عليه من استضعافٍ واسترقاقٍ ومهانة، وبين ما صاروا إليه بعد هذه الفتوحات والمعونات.
فاللهمَّ هيِّىء لمصرَ وأهلها، فتحًا أو أمرًا من عندك، فترضيهم وتُهلك عدوَّهم.

والأملُ والخير في المصريين، لا يَنقطع.

قال ابنُ تيمية رحمه الله:
"وقد حدَّثنا أبي رحمه الله: أنه كان عندهم كتابٌ عتيق وُقف عليه من أكثر من خمسين سنة، قبل مجيىء التتار إلى بغداد، وهو مكتوبٌ من سنين كثيرة وفي آخرِه: والتتار يَقلعهم المصريون، وقد رأى المسلمون أنواعًا من المُبشِّرات بنصر اللهِ ورسولِه، وهذا لا شكَّ منه إن شاء الله" (انظر: جامع المسائل).

قلتُ:
وهكذا ظنّ المسلمين في أقطار الأرض بإخوانهم المصريين؛ متى أزال الله عنهم قهرَ طواغيتهم، وتحرَّروا من رِقّهم وطُغيانهم؛ أرَوا الدنيا شجاعةَ المجاهدين، وبأسَ المُقاتِلين، ونُصرة المظلومين.
فاللهمَّ عجِّل على أيديهم بهلاك كل تتَر.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو فهر المسلم

باحث شرعي و أحد طلاب الشيخ سليمان العلوان حفظه الله