نصرة أهل فلسطين وغزة واجب شرعي.. وهي اليوم أوجب

منذ 2008-12-28

أيها المسلمون.. إن نصرة أهل فلسطين وفك الحصار على أهل «غزة» واجب قامت على وجوبه أدلة الكتاب والسنة، نصرة واجبة في حدود المستطاع، وإن من المستطاع بذلك المال وهو جهاد وأي جهاد.

مازال البعض يبحث عن دافع للتعامل مع «حصار غزة» للخروج من الحرج السياسي والاجتماعي بسبب التشويه الاعلامي من بعض المرجفين في الأرض، رغم أن ذلك من دوافع النصرة للمسلمين، وقد أصدرت رابطة علماء الشريعة بدول مجلس التعاون الخليجي التي يرأسها العالم الجليل أ.د. عجيل النشمي بيان استنكار حول الحصار الجائر على غزة، ووجه العلماء فيه نداء إلى المسلمين، وجاء في البيان:

«أيها المسلمون.. إن الله عز وجل قد جعل نصر المسلمين وعزهم بنصرة دينه فقال: ?إن تنصروا الله ينصركم? وجعل ولاء المسلمين لبعضهم واخوتهم في الدين علامة الايمان وشرطه فقال تعالى: ?إنما المؤمنون إخوة? (التوبة71)، وأوجب النبي صلى الله عليه وسلم النصرة العملية نصرة المسلم لأخيه المسلم فقال: المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه «متفق عليه» وقال صلى الله عليه وسلم: «كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه» (رواه مسلم) وبعد..

فإنا قد ظلمنا أهل فلسطين بل ظلمنا انفسنا إن خذلناهم واسلمناهم الى يهود والصهاينة الذين عاثوا في الارض فسادا وتكبروا وتجبروا، ان اهل فلسطين عامة واهل «غزة» خاصةالمحاصرين قد بلغ بهم ظلم يهود مبلغه الذي ترون ويراه العالم اجمع، اهدروا كرامتهم واستحلوا اموالهم ودماءهم يقتلون شبابهم وشيوخهم ولا يستحيون حتى نساءهم واطفالهم يفسدون في الارض والحرث والنسل والحيوان.

أيها المسلمون - ان اخوانكم واهليكم في «غزة» يحاصرهم يهود لاكثر من سنة ونصف أمام مرأى ومسمع من العالم اجمع، يضربون عليهم سياجاً لا ينفذ اليهم منه شيء، حتى توقفت الحياة وشلت الحركة فلا غذاء ولا ماء ولا دواء ولا كهرباء، وتركتم أهلكم يموتون موتا بطيئاً او سريعاً وفي ظل رعب لا ينقطع.. أسرا وتقتيلاً وتنكيلاً.

ايها المسلمون.. إن نصرة أهل فلسطين وغزة قد كانت واجباً شرعياً منذ أمد، وهي اليوم أوجب وآكد، وإن الله سائلنا عن التفريط بأرض فلسطين وأهلها، وإن الله سائلنا عن جوعة طفل يتيم ودمعته، وبكاء أرملة واستغاثتها وعن كل قطرة دم تهدر بظلم يهود وجبروتهم.

أيها المسلمون.. إن نصرة أهل فلسطين وفك الحصار على أهل «غزة» واجب قامت على وجوبه أدلة الكتاب والسنة، نصرة واجبة في حدود المستطاع، وإن من المستطاع بذلك المال وهو جهاد وأي جهاد.

أيها المسلمون في ارض الاسلام عامة وفي دول مجلس التعاون خاصة.. إن أهل فلسطين قد استحقوا وجوبا صدقاتكم وزكاة أموالكم بمصارفها الثمانية، لما ترون بأعينكم وتسمعون كما ان قواعد الشرع ومقاصده ونصوص فقهائنا متضافرة في وجوب نقل الزكاة من بلادنا إلى البلاد الأحوج. وإن أهل فلسطين هم الاحوج والاشد حاجة، وهم اليوم في جهاد وعلى ثغر وفي رباط في أرض باركها الله واختارها مسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأنزل فيها آيات تتلى الى يوم الدين يوم الجزاء فليكتبنا الله وإياكم من المجاهدين على ارضها بما نبذل من مال ونصرة.

ايها المسلمون.. كما ان نصرة اهل فلسطين وفك الحصار عن اهل «غزة» واجب على المسلمين كافة فانه واجب ايضا وبطريق أولى على الدول الاسلامية ممثلة في حكامها، ومطلوب منهم ان ينصروهم بأكثر مما نصروهم، وأن يقدموا اكثر مما قدموا، إنهم يستطيعون نصرة فعلية مؤثرة بأدوات وأساليب اهمها العون ماليا والضغط دوليا ودبلوماسيا وسياسيا وان الدول المجاورة لفلسطين يستطيعون ما لا يستطيعه غيرهم، فواجبهم فتح الحدود والمعابر لتوصيل الغذاء والماء والدواء حتى يفك الحصار قياما بالواجب الشرعي والانساني تجاه دينهم وشعوبهم وأمام التاريخ، وحتى يعلم اليهود ان للمسلمين في فلسطين وغزة أنصاراً وأولياء.

ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز? (الحج40).

فهل بعد ذلك من تردد؟!! لا أعتقد ذلك، بل آن أوان النصرة والمبادرة والاحتساب فمن فرج عن مؤمن كربة فرج الله بها عنه كربة من كرب يوم القيامة.

***

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير الرزق ما يكفي، وخير الذكر الخفي».



المصدر: الوطن الكويتية