مع القرآن - الانتماء لمنهج الله (لله المشرق والمغرب)
الله قبل النفس، الله قبل الزوج، الله قبل الولد، الله قبل الوطن.. بلا يكون وطن بلا دين ولا إذعان ولا انصياع لمنهج الله.. قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}
لله المشرق والمغرب.. له وحده المحبة المطلقة، ولوجهه وحده الإخلاص في كل عمل؟
وعلى جلاله الاتكال في كل أمر، ولأمره يكون الامتثال والإذعان على الفور، وعن نهيه يكون الانتهاء والترك مع التسليم والسرور والعلم بأنه ما نهى عن شيء إلا ليحفظك..
الله قبل النفس، الله قبل الزوج، الله قبل الولد، الله قبل الوطن..
بلا يكون وطن بلا دين ولا إذعان ولا انصياع لمنهج الله.
قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة:115].
قال العلامة السعدي رحمه الله في تفسيرها:
"أي: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ} خصهما بالذكر، لأنهما محل الآيات العظيمة، فهما مطالع الأنوار ومغاربها، فإذا كان مالكًا لها، كان مالكًا لكل الجهات، {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا} وجوهكم من الجهات، إذا كان توليكم إياها بأمره، إما أن يأمركم باستقبال الكعبة بعد أن كنتم مأمورين باستقبال بيت المقدس، أو تؤمرون بالصلاة في السفر على الراحلة ونحوها، فإن القبلة حيثما توجه العبد أو تشتبه القبلة، فيتحرى الصلاة إليها، ثم يتبين له الخطأ، أو يكون معذورًا بصلب أو مرض ونحو ذلك، فهذه الأمور، إما أن يكون العبد فيها معذورًا أو مأمورًا.
وبكل حال، فما استقبل جهة من الجهات، خارجة عن ملك ربه.
{فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} فيه إثبات الوجه لله تعالى، على الوجه اللائق به تعالى، وأن لله وجها لا تشبهه الوجوه، وهو تعالى واسع الفضل والصفات عظيمها، عليم بسرائركم ونياتكم، فمن سعته وعلمه، وسع لكم الأمر، وقبل منكم المأمور، فله الحمد والشكر".
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: