تساؤلات عن الروح

س1: أين تذهب الروح أثناء النوم؟

ج1: وأين هي أثناء اليقظة؟ هل (في الجسد)؟
هل يصلح من الأساس أن أسأل عن مكان ما هو ليس مادي؟
اظن السؤال بـ(أين) عن الروح من الأساس مغالطة.

س2: قرأت في احدى كتب دكتور سلمان العودة أن الروح تخرج جزئيًا أثناء النوم وكليًا عند الموت.. فكان سؤالي إلى أين تخرج أثناء النوم أو كيف؟

ج2: طبعًا دكتور سلمان العودة عالم كبير، لكنني لا أتفق معه إن كان يقصد أن الروح يمكن وصفها بالخروج والدخول المكانيين، بل هي في الدنيا مرتبطة ارتباطًا غير مادي بالجسد، وعند الموت ينفك هذا الارتباط به.

لكن ربما يقصد د. سلمان الآية الكريمة: {اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الزمر:42].

وبالتالي فهو انفكاك جزئي عن الجسد في النوم وانفكاك كلي عند الموت، لكن لا يوجد في الآية ما يدل على ذهاب وإياب ماديين للروح من الجسد وإليه.

ربما من المفيد أيضًا النظر إلى الروح أنها نوعان! نوع موجود لدى كل الكائنات الحية بما فيهم الإنسان، وهو الذي يكسبها صفة الحياة، ونوع آخر خاص فقط بالإنسان هو الروح التي نفخها الله في الإنسان دون الكائنات الحية الأخرى. وهذا النوع الثاني هو ما يُكسِب الإنسان العقل (اقصد العقل الذي يميز بين الحق والباطل ويكبح الشهوات، وليس الذكاء).

وعند النوم -وكذا عند الموت، كليهما- تنفك العلاقة بين النوع الثاني منها والجسد، أما عند الموت -دون النوم- فيزول النوع الأول من الروح عن الجسد.

وفي البداية والنهاية.. الله أعلم بحقيقة الروح.