حماس.. لا يضُرُّهم من خذلَهُم ولا من خالَفهُم..

منذ 2009-01-06

ولَكُم أن تتأملوا هذه ِالعِبارات التي تكلَّم بها رئيسُ الوزارءِ المُجاهد "أبو العبِد" إسماعيل هنيَّة في أولِ يومٍ من مجزرة غزة: "نحنُ هنا لن نلجأ في هذه اللَّحظات إلا لله، ونستجيرُ به، ونستعينُ بقوَّته وحولِه، وعظمته وجبروته، ونحتمي بحِماه ونركنُ إليه،

 
نعم.. لا يضرُّهم من خالفهم - بإذن الله - سواءٌ من أوباش الأنظمة العميلة.. أو التيَّارات الحاقدة.. أو العدوِّ الكافر.. أو الإعلام المنافق.. فالمستقبلُ والغَلَبةُ لمن يرفعُ راية هذا الدين..

إنَّني - يا أحبة - أكتُبُ هذا الكلمات وأنا أتابعُ بين الفيْنة والأخرى زوبعةً هنا.. وتصريحاً هناك.. إما لعدوٍ فاجر.. أو لمنافقٍ حاقد.. أو محسوبٍ على تيَّارٍ أو فئةٍ معيَّنة.. يجلِدون فيهِ ظهور إخواننا في الجهادِ والمقاومة من حركة حماس..

إنَّ عباراتي هذه ليست تحزُباً ولا انحيازاً إسلامياً أو حركياً.. إنما هوَ دفاعٌ عن أناسٍ اِّتخذوا خطَّ الجِهاد والمقاومةِ سبيلاً ومنهاجاً.. وبذلوا أرواحهم ودماءهم فداءاً لذلك.. وها هيَ بينَ اليومِ والآخر تقدِّم قائدً تلوَ قائد لاحقينَ بمن سبَقهم من ركبِ المجاهدين..

إنَّني أرجو أن يكونوا ممن ينطبقُ عليهم قولُ الله: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} [سورة الأحزاب: 23]، أحسبُهم كذلكَ واللهُ حسيبُهم.. ولا أ ُزكِّي على الله أحداً من الخلق.

إن حركة حماس قامةٌ شمَّاء.. وهامةٌ علياء.. وصخرةٌ صلباء.. تتحطَّمُ فوقها كلُّ براثنِ الكُفرِ والفِسقِ والنِّفاق..

إن حركة حماس لن تُضيرُها ولن توهنها مثلُ هذهِ التوافه والأراجيف.. فيكفيهمْ قولُ من بيدِهِ مقاليدُ الأمور {وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [سورة الروم: 47].. {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [سورة غافر: 51].

إنَّ من يتأملُ مثلَ هكذا مواقف.. يتذكَّرُ ما كان يفعلُهُ المنافقونَ في المدينة.. من تثبيطٍ وتخذيلٍ وإرجاف.. {لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ} [سورة الأحزاب: 60].. وسيظلُّ التاريخُ يلعنُ أمثالَ أولئك المُرجفين الجالسين في بيوتهم على الفُرُش الوثيرة.. وإخوانُهُم هناكَ يُلاقونَ الأذى ويطلبونَ الشهادة..

إنَّ حركة حماس ما دام أنها تأبى الذُّل وترفُضُ الدنيَّة في دينها فإنَّ الله ناصرُها.. وإن خذَلَها بعضُ البشر.. وإنَّ الله حافظُها.. وإن تكالبَ عليها بعضُ الخونةِ من ذوي القُربى.. وإنَّ الله مُمَكِّنُها من رِقابِ الكافرينَ وإن قلَّ عتادُها وسِلاحها.. ألم تسمعوا قولَ الله: {كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} [سورة البقرة: 249].. وهم صابرون مُحتسِبون.. فلا تحزنوا..

وإنَّ حركة حماس ستبقى - بإذنِ الله - رغمَ كلِّ المُحاولاتِ لإسقاطها.. ما دامَ أنها قد وجَّهتِ المقاومة والجهاد توجيهاً صحيحاً وأعادته لِمسارهِ الأصلي.. فلم تتَّخذ شعاراً عربياً ولا قومياً ولا حزبياً.. إنما يُنادي قادتُها في كلِّ مكان أنهم مُقتدونَ بسُنَّة رسولِ الله - صلى الله عليهِ وسلم -.. سائرونَ على المنهجِ الربَّانيِّ الصحيح.

ولَكُم أن تتأملوا هذه ِالعِبارات التي تكلَّم بها رئيسُ الوزارءِ المُجاهد "أبو العبِد" إسماعيل هنيَّة في أولِ يومٍ من مجزرة غزة: "نحنُ هنا لن نلجأ في هذه اللَّحظات إلا لله، ونستجيرُ به، ونستعينُ بقوَّته وحولِه، وعظمته وجبروته، ونحتمي بحِماه ونركنُ إليه، لا إله إلا هو القهارُ ذو القوَّة المتين".

كما قالَ أيضاً رئيسِ المكتبِ السِّياسيِّ لحماس المُجاهد "أبو الوليد" خالد مشعل: "ولن يقدروا علينا لأننا نعتصمُ بالله، {قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا} [سورة التوبة: 51]، ونحن نلجأ إلى اللهِ القادرِ الكبيرِ الناصرِ ونعتصمُ به، مهما اعتصموا بالأمريكان فنحنُ نعتصمُ بالرحمن".

ونحنُ نقولُ لهُم ولكلِّ أهلنا هناك: لقدِ أويْتمْ إلى رٌكنٍ شديد.. والتجأتم إلى ربٍّ قادر.. واعتمدتُم على إلهٍ مُعينٍ مُقتدرٍ قاهر.. واللهِ لن يُخيِّبكم.. ولن يُضيِّعَ صبرَكم وجِهادَكُم.. {إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً} [سورة الكهف: 30].. {وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [سورة الروم: 47[، {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} [سورة النمل: 62].

يا قادة حماس ويا أيُّها المُجاهدون: {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [سورة آل عمران: 139]، {وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ} [سورة إبراهيم: 42]، {وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ} [سورة الروم: 60]، {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً} [سورة الفرقان: 63]، {وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ} [سورة القصص: 55].

اللهُمَّ فمن شنَّ على الدُّعاةِ والمُجاهدينَ حرباً، اللهُمَّ فأبطِل بأسه، ونكِّس رأسَه، واجعل الذُلَّ لِبَاسَه، وشرِّد بالخوفِ نُعاسَه، اللهُمَّ ممَن كانَ عليهم عيناً فافقأ عينيه، ومن كانَ عليهِم أُذُناً فصُمَّ أُذُنيه، ومن كانَ عليهِم يداً فشُلَّ يَديْه، ومن كانَ عليهِم رِجلاً فاقطع رِجليْه، ومن كانَ عليهم كُلاًّ فخُذهُ أخذَ عزيزٍ مُقتدرٍ يا ربَّ العالمين.

اللهمَّ وانصُر المُجاهدينَ في سبيلِكَ في كُلِّ مكان، اللهمَّ اشفِ بنا وبِهِم صدورَ قومٍ مؤمنين، عاجلاً غيرَ آجلٍ يا ربَّ العالمين، اللهمَّ ورُدَّ عنهم كيدَ الأشرار، وشرَّ الفُجَّار، وشرَّ طوارِقِ اللَّيلِ والنَّهار، واحفظهُم من كُلِّ سوءٍ يا ربَّ العالمين، واجعل أعمالنا وأعمالهم خالصةً لِوجهك، واختِم لنا ولَهُم بشهادةٍ في سبِيلك، خالصةٍ لِوجهِك، بعدَ نِكايةٍ ونصرٍ على عدوِّك، شهادةً كَمَسِّ القرصةِ ثُمَّ الجنة..

سُبحانَ ربِّكَ ربِّ العِّزة عمَّا يصِفون، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين.


حُرِّرَ بتاريخ 6 / 1 / 1430 هـ
عبد الرحمن بن محمد السيِّد ..

denana@denana.com








المصدر: طريق الإسلام