إلى جميع العاملين بمصانع تصدير الغاز المصري إلى اليهود والصهاينة المجرمين

منذ 2009-01-06

نقول للعاملين في تلك المصانع - والظن بهم إن كانوا من مصر أنهم من الغافلين- استنقذوا أنفسكم من لعنة الله وغضبه، ولعنة التاريخ ولعنة الناس أجمعين، قبل أن تكونوا مسمارا في نعش مصر، وصونوا أولادكم وذراريكم وآليكم من المال الحرام الذي يأتيكم من عملكم وسعيكم


بعد أن فضح الله سرائر الخائنين، وأسفر الصبح لكل ذي عينين عن أبشع جريمة بيعت فيها كرامة الأمة وشرفها بثمن بخس دراهم معدودة، باعوها وكانوا فيها من الزاهدين.

نقول للعاملين في تلك المصانع - والظن بهم إن كانوا من مصر أنهم من الغافلين- استنقذوا أنفسكم من لعنة الله وغضبه، ولعنة التاريخ ولعنة الناس أجمعين، قبل أن تكونوا مسمارا في نعش مصر، وصونوا أولادكم وذراريكم وآليكم من المال الحرام الذي يأتيكم من عملكم وسعيكم مع الساعين في خرابها وتدميرها، واعلموا أن الجريمة لا يبررها ضرورة ولا تُسوِّغُها حاجة، وكل لحم - كما قال صلى الله عليه وسلم - نبت من حرام فالنار أولى به، فإياكم وبيع شرفكم وأعراضكم جراء دريهمات رخيصة للمجرمين، إنه لا حرمة لجريمة ولا براءة لمجرم كائنا من كان {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [سورة التحريم: من الآية 6]، أطيعوا الله وحده في سلامة مصر وسلامة الأمة كلها {وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (151) الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ} [سورة الشعراء 151:152].

لا تظلموا أنفسكم فتسلكوها في عداد المجرمين الذين احتالوا ثم باعوا تمهيدا لغدٍ مظلم، ويومٍ أسود، واستعمار قبيح جديد لن يكون أقل ضراوة مما هو عليه الآن في عاصمة المنصور والرشيد، التي جهزوها لتكون "أول تلميذ يتخرج من المدرسة التعليمية التي أسستها عصبة الأمم منذ عام 1932م لتكون نموذجا لما يفعل بالشعوب المتأخرة" - (هنري فوستر، نشأة العراق الحديث ص15).

كونوا أول الثائرين على الخيانة بصادق عزيمتكم على الحق، واجتماع أمركم على حصارها بالزوال عنها، وتلك وأيم الحق عزيمة إن صدقتم الله فيها فلن يغلبكم أحد عليها، لأنه سلطان لظالم على القلوب و{إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [سورة الأنفال: من الآية 70]، ولا عذر يقبل عند التفريط في حقها أو استرخاص قدرها.

إعزموا، وقاطعوا، واعذروا إلى الله وإلى التاريخ، قبل أن تستأصلكم الجريمة وتأتي بنيرانها عليكم وعلى من تعولون، ورثوا أولادكم تاريخا شريفا يبقى لهم ولكم ذخرا خير لهم ولكم من دنيا تسربلت بسربال الخيانة وتزينت بزينة الفجور، يقول جل جلاله: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً} [سورة النساء: 97].

ثم ثقوا بعد ذلك في نصر الله وتأييده لكم، ف{إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} [سورة النحل: 128].

{فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} [سورة محمد: 35]، هذا إن وفيتم لأمتكم وأخلصتم لربكم، {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ} [سورة المنافقون: من الآية 8].

صدر عن جبهة العلماء ليلة الأثنين التاسع والعشرون من ربيع الثاني 1429هـ الموافق 5 من مايو 2008م.








المصدر: جبهة علماء الأزهر