أمة الإسلام.. انتفضوا.. لا تقتلوا الحماس..

منذ 2009-01-10

إن شجرة الأمة قد رواها أبطالها من الدماء ما يكاد يكفيها لتثمر، وإن يوم النصر قريب، وإن اللحاق بركب العزة قد أزف وقته، فلا تتركوا ثمرات السنين لعدو يقصفها البكرة والعشي، وإن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص. يا جبناء الأمة.... يا


الأمة الليلة تقدم أغلى أعضائها.. تقدمهم لتاريخ الأمة المجيد ولعزة الأمة الضائعة.. يتقدم أبطالها إلى ميادين أجدادهم الأباة.. ويصطفون بأجسامهم عزّلاً، ليصدوا عدو الأمة عن الأمة التي تركتهم.. يضحون لأمة لم تضح لهم، ويدافعون عن أمة تتفرج عليهم، ويعدون الأمة بالنصر، والأمة تعدهم الفقر.. يخجلون لنا.. وربما لم نخجل، ويعتذرون لنا ونحن نعلم أن لا عذر، ولوا انتصروا وهم كذلك لا محالة لقلنا ألم نكن معكم.. فهنيئاً لهم.. هنيئاً لهم.. هنيئاً لهم تلك الدماء والأشلاء والبطولات والأمجاد والشجاعة والصبر والجنة بأذن الله..

جسد الأمة ينتفض تحت مقصلة أرذل الخلق.. في زمن الخيانة والخذلان والتبعية والذلة والركوع والإخلاد والانكسار والقهر الذي لا ينتهي.. الأمة من أقصاها إلى أقصاها تبكي.. لكنها لا تبكي أبطال الجهاد في غزة.. بل تبكي دوس كرامتها وبتر مصدر عزتها.. الأمة تبكي وعروشها قبور وسط القبور.. عروش أغلقت أبوابها على أصحاب الشهوات.. المتكئين على أرائكهم، وهم يحلفون بذلتهم التي ترفعت عنها كلاب البراري أنهم هم المنصورون.. وأن جند الله لو أطاعوهم ما ماتوا وما قتلوا.. أصحاب الكراسي اليوم ليس لهم من أمرهم شيء إلا حدود كرسيهم الذي يجلسون عليه.. لا صوت ولا صورة.. ولا دم.. قلوبهم تنبض بالموت.. وألسنتهم خرساء إلا من الخبث.. هؤلاء أعلنوا اليوم .. وأنا أحلف غير حانث.. أنهم ليسوا من الأمة.. ولا من جسدها الحي.. ولم يكونوا يوماً كذلك.. ولوا نطقوا لشهدوا بذلك.. ولكن أنى لهم ذلك.. وهم لا يتحركون إلا بأمر أمريكا.. ولا ينبسون إلا برضا الصهاينة..

الأمة الليلة تقدم أغلى أعضائها.. تقدمهم لتاريخ الأمة المجيد ولعزة الأمة الضائعة.. يتقدم أبطالها إلى ميادين أجدادهم الأباة.. ويصطفون بأجسامهم عزّلاً، ليصدوا عدو الأمة عن الأمة التي تركتهم.. يضحون لأمة لم تضح لهم، ويدافعون عن أمة تتفرج عليهم، ويعدون الأمة بالنصر، والأمة تعدهم الفقر.. يخجلون منا.. وربما لم نخجل، ويعتذرون لنا ونحن نعلم أن لا عذر، ولو انتصروا وهم كذلك لا محالة لقلنا ألم نكن معكم.. فهنيئاً لهم.. هنيئاً لهم.. هنيئاً لهم تلك الدماء والأشلاء والبطولات والأمجاد والشجاعة والصبر والجنة بإذن الله..

يا أيها السادة العلماء، أنتم ضميرنا الحي الأخير، كواهلكم أصبحت مثقلة الهموم، ولم يعد للأمة غيركم ليقول كلمة حق واحدة، أرجوكم ثم أرجوكم، لا تسلموا أبطالنا للمهانة، ولا تطلبوا منهم فوق ما يطيقون، أشركوا الأمة كلها مسؤولية ما يجري لحماتها في غزة، أطلقوا كلمة الحق لهم، أطلقوا حملة الجهاد الحق، أطلقوها من الهند حتى المغرب، نريد البيان تلو البيان، نريد جلجلة الحق أن تسمع أصم الأذن والقلب، أعلنوا المقاطعة في كل بلدان الإسلام، اجمعوا لهم المال في كل زاوية، ضيقوا الحصار على كل خائن عميل، قولوا لنا وسنفعل إن شاء الله، فوالله إن في الأمة من الخير ما لا نعلم، ومن حب فلسطين ما يفوق كل خيال، اجعلوا فتح المعبر هدفاً لا تقف الأمة عن شيء حتى يفتح، اجعلوا رفع الحصار هدفاً، أين السياسيين والحقوقيين والاقتصاديين والإعلاميين، لا تنتهي هذه المذلة إلا بجسد الأمة الحي يحارب بأكمله.

يا شعوب الأمة.. خذّلوا عن إخوانكم ما استطعتم.. اكتبوا من اليوم تاريخاً جديداً للجهاد والثورة.. وللصمود والتضحية.. اكتبوه.. لعل أبناءكم وأحفادكم يقرؤون ما يشفع لكم أن يعذروكم عن الخذلان..

يا شعوب الأمة المغلوبة.. انتفضوا لله.. ولرسوله.. ولعباده المؤمنين.. لا تسلموا إخوة الإيمان للأكفان، فوالله لأن نبكي على أحباب استشهدوا.. خير من أن نبكي على أمة ماتت..

يا شعوب الأمة.. قوموا لإخوانكم ديناً.. وقوموا حمية.. وقوموا للعدل.. وقوموا للكرامة.. وقوموا للضمير الحي.. وقوموا لكل طفل قتله الملاعين ونحن نتفرج على كرامتنا.. وقوموا لربكم قبل ذلك..

إن شجرة الأمة قد رواها أبطالها من الدماء ما يكاد يكفيها لتثمر، وإن يوم النصر قريب، وإن اللحاق بركب العزة قد أزف وقته، فلا تتركوا ثمرات السنين لعدو يقصفها البكرة والعشي، وإن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص. يا جبناء الأمة.... يا رجسة الخراب.. اتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله..

تركي العردان/ كاتب سعودي








المصدر: مجلة العصر