مع القرآن - ملخص المطلوب : وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ

منذ 2015-08-22

إياك إياك أن تدعي الانشغالات بالصرعات من أجل إقامة التوحيد و تطبيق الشريعة و أنت أبعد ما تكون عن الشريعة .


تيه و مفاوز و خرائط متداخلة و صراعات محتدمة و...و.... 
قف!!!!!!
ماذا تريد؟؟؟
انتبه ؟؟؟
من أي شيء أنتبه ؟؟؟
لقد أخذتك الصراعات و المتهات و أبعدتك عن الغاية .
و ما هي الغاية ؟
الله خلق كل هذا الكون لإفراده بالعبادة وحده دون ما سواه .
خلقنا لنحقق عبادته واقعا ملموساً في الدنيا ..في كل حركة و سكنة و أنة و نومة و قومة بل مع كل نفس نتنفسه .

إياك إياك أن تدعي الانشغال بالصرعات من أجل إقامة التوحيد و تطبيق الشريعة و أنت أبعد ما تكون عن الشريعة .
قال تعالى :

{وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} {} . البقرة  163 
قال العلامة السعدي رحمه الله :
يخبر تعالى - وهو أصدق القائلين - أنه   {إِلَهٌ وَاحِدٌ}  أي: متوحد منفرد في ذاته، وأسمائه، وصفاته، وأفعاله، فليس له شريك في ذاته، ولا سمي له ولا كفو له، ولا مثل، ولا نظير، ولا خالق، ولا مدبر غيره، فإذا كان كذلك، فهو المستحق لأن يؤله ويعبد بجميع أنواع العبادة، ولا يشرك به أحد من خلقه، لأنه   {الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ } المتصف بالرحمة العظيمة، التي لا يماثلها رحمة أحد، فقد وسعت كل شيء وعمت كل حي، فبرحمته وجدت المخلوقات، وبرحمته حصلت لها أنواع الكمالات، وبرحمته اندفع عنها كل نقمة، وبرحمته عرّف عباده نفسه بصفاته وآلائه، وبيَّن لهم كل ما يحتاجون إليه من مصالح دينهم ودنياهم، بإرسال الرسل، وإنزال الكتب.
فإذا علم أن ما بالعباد من نعمة، فمن الله، وأن أحدا من المخلوقين، لا ينفع أحدا، علم أن الله هو المستحق لجميع أنواع العبادة، وأن يفرد بالمحبة والخوف، والرجاء، والتعظيم، والتوكل، وغير ذلك من أنواع الطاعات.
وأن من أظلم الظلم، وأقبح القبيح، أن يعدل عن عبادته إلى عبادة العبيد، وأن يشرك المخلوق من تراب، برب الأرباب، أو يعبد المخلوق المدبر العاجز من جميع الوجوه، مع الخالق المدبر القادر القوي، الذي قد قهر كل شيء ودان له كل شيء.
ففي هذه الآية، إثبات وحدانية الباري وإلهيته، وتقريرها بنفيها عن غيره من المخلوقين وبيان أصل الدليل على ذلك وهو إثبات رحمته التي من آثارها وجود جميع النعم، واندفاع جميع النقم، فهذا دليل إجمالي على وحدانيته تعالى.

 

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى
المقال التالي
مع القرآن : انظر حولك