والله لا يلقي حبيبه في النار
كيف له سبحانه أن يعذبك وقد جعل سبحانه وتعالى الملائكة تستغفر لك وتدعو لك. كيف يهينك وقد كرمك وفضلك على سائر المخلوقات فيباهي بك الملائكة، ويفرح بتوبتك، ويضحك لصنيعك، ويعجب لفعلك، ويستبشر بك، وأنت عنده أغلى ما في الوجود
أنت حبيب الله: «الملائكة تستغفر لك وتدعو لك. كيف يهينك وقد كرمك وفضلك على سائر المخلوقات فيباهي بك الملائكة، ويفرح بتوبتك، ويضحك لصنيعك، ويعجب لفعلك، ويستبشر بك، وأنت عنده أغلى ما في الوجود. فهو وكيلك الذي يكره ما تكرهه ويريد لك الخير والسعادة في الدنيا والآخرة.
» (صحيح الجامع). كيف له سبحانه أن يعذبك وقد جعل سبحانه وتعالىإنه بالغ الكرم معك، عطاياه عديدة، وهداياه متنوعة، وكنوزه كثيرة لا تنفد؛ فمن أجلك أنت يفرق بين ميزان الحسنات وميزان السيئات: {مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ۖ وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [الأنعام:160].
ويقول صلى الله عليه وسلم: «البخاري).
» (يجازي على القليل بالكثير وعلى الكلمة بغفران الذنوب؛ يقول صلى الله عليه وسلم: « » (متفق عليه). وقال صلى الله عليه وسلم: « » (مسلم).
الكون كله دائم التسبيح: {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لاَ يَفْتُرُونَ} [الأنبياء:20]، ويرضى منك أنت بالقليل؛ قال صلى الله عليه وسلم: « » (مسلم). بل إنه سبحانه وتعالى يعلي من شأن هذا الحمد كما قال صلى الله عليه وسلم: « » (صحيح الجامع الصغير).
وانظر إلى كرمه العجيب مع آخر رجل يدخل الجنة: قال صلى الله عليه وسلم: « ». وضحك صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، فكان يقول: « » (متفق عليه).
أرحم بك من الأم بصبيها الذي ضاع منها فظلت تسعى ملهوفة مضطربة حتى وجدته، فأخذته وضمته إلى صدرها بشدة، فتساءل صلى الله عليه وسلم قائلا لأصحابه: «
» قالوا: لا والله. قال: « » (البخاري ومسلم).رحمة خشي جبريل عليه السلام أن تطال فرعون عند غرقه، قال صلى الله عليه وسلم: «
» (صحيح الجامع:5206).يقول د/ مجدي الهلالي: "شهادة لا تنفع في هذا الوقت، وقت الغرغرة ونزع الروح، ورؤية الملائكة، ومع ذلك فإن جبريل عليه السلام كان له موقف عجيب انطلق من إدراكه لمدى سعة الرحمة الإلهية، وانطلق كذلك من بغضه الشديد لفرعون وأفعاله الطاغية، وكبره وإصراره على الكفر رغم ما رأى من آيات مبصرة".
رحمان رحيم رؤوف بك يغفر ويعفو ويحلم ويستر، ينير طريق المؤمنين: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} [الأحزاب:43].
ماهر إبراهيم جعوان
- التصنيف: