دليل المسلم الجديد - (2) أهمية العلم الشرعي
من أفضل ما يقوم به المسلم، ويعبد به ربه هو طلب العلم الشرعي والتفقه في دينه.
طلب العلم الشرعي والتفقه في الشرع وتعليمه للناس، والدعوة إليه، من أفضل ما يقوم به المسلم، ويعبد به ربه، فليحرص المسلم على ذلك، فهو أفضل ما أنفقت فيه الأعمار.
روى البخاري [71]، ومسلم [1037] عن مُعَاوِيَةَ بن أبي سفيان رضي الله عنهما قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: « ».
والفقه في اللغة: هو الفهم، ثم غلب إطلاقه على فهم الدين والشرع .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: "الْفِقْهُ فِي الدِّينِ: فَهْمُ مَعَانِي الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ، لِيَسْتَبْصِرَ الْإِنْسَانُ فِي دِينِهِ، أَلَا تَرَى قَوْله تَعَالَى: {لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [التوبة:122]. فَقَرَنَ الْإِنْذَارَ بِالْفِقْهِ؛ فَدَلَّ عَلَى أَنَّ الْفِقْهَ مَا وَزَعَ عَنْ مُحَرَّمٍ، أَوْ دَعَا إلَى وَاجِبٍ، وَخَوَّفَ النُّفُوسَ مَوَاقِعَهُ، الْمَحْظُورَةَ ". (انتهى من الفتاوى الكبرى [171/6]، وينظر: مجموع الفتاوى [212/20]).
وقال النووي رحمه الله تعالى: "فِيهِ فَضِيلَةُ الْعِلْمِ، وَالتَّفَقُّهِ فِي الدِّينِ، وَالْحَثِّ عَلَيْهِ؛ وَسَبَبُهُ: أَنَّهُ قَائِدٌ إِلَى تَقْوَى اللَّهُ تَعَالَى". (انتهى من شرح النووي على مسلم [128/7]).
فتحصل من ذلك: أن الفقه في الدين هو: فهم مراد الله تعالى من عباده، سواء كان مراده تصديقًا لخبر، أو عملًا بأمر، أو انتهاء عن نهي، وليس فهم العلم فحسب؛ بل الفهم الحامل لصاحبه على الامتثال، ثم الناس يتفاوتون في ذلك، علمًا وعملًا وحالًا؛ فمن مقل ومستكثر، وقد جعل الله لكل شيء قدرًا.
- التصنيف:
- المصدر: