مع القرآن - فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ

منذ 2015-10-21

دائماً ما يكون الإكراه من أجل ترك الدين أو التنازل عن مبدأ من مباديء العقيدة.
 أما أن يكون الإكراه في الدين فهيهات .
دين الإسلام عقيدة واضحة سلسة جاء بها سائر الأنبياء, و الدعوة إليه لا تكون إلابحكمة و موعظة حسنة .
و ملاك الأمر و قاعدته الأساسية تتمثل في التوحيد الخالص لله و هذا لا يكون إلا بالكفر بكل طاغوت يعبد أو يطاع أو يتبع من دون الله 
و إثبات  العبد لله كل ما يستحقه من نعوت و صفات الجلال  و منتهى الكمال في الأفعال وفعل  كل ما أمر به سبحانه  أفعال وخصال  .
قال تعالى 
{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } . [البقرة 256] . 
قال السعدي رحمه الله :
فمن يكفر بالطاغوت فيترك عبادة ما سوى الله وطاعة الشيطان، ويؤمن بالله إيمانا تاما أوجب له عبادة ربه وطاعته { فقد استمسك بالعروة الوثقى } أي: بالدين القويم الذي ثبتت قواعده ورسخت أركانه، وكان المتمسك به على ثقة من أمره، لكونه استمسك بالعروة الوثقى التي { لا انفصام لها } وأما من عكس القضية فكفر بالله وآمن بالطاغوت، فقد أطلق هذه العروة الوثقى التي بها العصمة والنجاة، واستمسك بكل باطل مآله إلى الجحيم { والله سميع عليم } فيجازي كلا منهما بحسب ما علمه منهم من الخير والشر، وهذا هو الغاية لمن استمسك بالعروة الوثقى ولمن لم يستمسك بها.
 

المقال السابق
أنفق أنفق عليك
المقال التالي
اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا