شاطيء الشيب

منذ 2015-11-21

 

الشيب ليس مجرد شعرات بيض تدب إلى الرأس دبيباً حتى تشعله و تمتد إلى اللحية فتكسوها البهاء .

إنما الشيب قصة حياة 

تاريخ رجل عاش وكدح و ناضل حتى رست أسرته إلى بر الأمان 

و امرأة تعبت و كدت حتى وهنت من معترك حياة تفرغت فيها لتربية و تنشئة جيل جديد حلمت معه و سهرت من أجله و تحملت كل سخافاته حتى ينضج 

فهنيئاً لكل صاحب رسالة في الحياة وصل إلى شاطيء الشيب .

عن سعيد بن المسيَّب، قال: (كان إبراهيم أوَّل النَّاس أضاف الضَّيف، وأوَّل النَّاس قصَّ شاربه وقلَّم أظفاره واستحدَّ، وأوَّل النَّاس اختتن، وأوَّل النَّاس رأى الشَّيب، فقال: يا رب، ما هذا؟ قال: الوَقَار، قال: رب! زدني وقارًا) [ رواه ابن أبي شيبة  في المستطرف مرسلاً] .

قال الباجي في [المنتقى] (...سأله -عليه السَّلام- الزيادة منه؛ إذ قد علم أنَّ الوَقَار محمودٌ مأمورٌ به، من هدي الصَّالحين، ولعلَّه أراد أن يزيده من الشَّيب الذي هو الوَقَار) 

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.