مُعلِّمتي
ما قالَت أنا هُنا.. ولكن عطرها الزاكي أنبأ عنها..
ولَقَد عَلَّمَتني أُمّي.. مُذ كنتُ صَغيرة.. أن الفتاة النَبيلة.. تمشي على أطراف أصابعها.. ولا تَدُكُّ الأرضَ من تحتها دَكَّا..
ولا تَمشي مُختالة فَرِحة.. ولَكُن تَمُرُّ كالطَّيف.. كَريحِ الشَّمال الباردة.. لا يرونها.. ولكن يُحِسّون آثارها.. والرَّحمات بين طَيّاتها..
ويعرفون بَعد مُرورها أن الطَّيِّبة حَلَّت.. في سُكون.. ٍ ثُمَّ ارتَحَلَت..
ما قالَت أنا هُنا.. ولكن عطرها الزاكي أنبأ عنها..
وما أغواها.. بهاء اللون في اللوحة الفانية.. فهي للون السرمدي بالضفة الأخرى ترنو..
وما أغرتها زخارفها وحُليّ دار الفتنة والاختبار .. ولو انتثرت ماساتها تحت قدميها..
ولَدمعة خشية تغسل وجهها حال السجود.. وتُذهب عنها أدران قلبها.. تعدل عندها كل ذلك.. بل تفوق كل ذلك.. لو أنَّ حبيبها يرضى.. ويرحم.. ويعفو.. ويجود عليها ولو بذرات قليلة.. من تلك التي ترابها المسك والزعفران..!
بسمة موسى
مهتمة بالقراءة في مجالات مختلفة والمجال الأدبي خاصة بفروعه المختلفة
- التصنيف:
- المصدر: