نكسة العيد... بين مصدّق ومكذّب
منذ 2003-12-06
بسمك اللهم ينطقُ الخطيب ، سبحانك ربي فأنت القريب ، ما سبّح الحوت في
البحر العجيب ،
أدعوك ربي فأنت المجيب ، سدّد القول لا تجعله يغيب ، ولا تجعله عند الناس غريب
وصلي اللهم على رسولك الحبيب ، ما غرّد الشادي على الغصن الرطيب
واجمعنا به وبجمعه المهيب
لا تبنون بما أكتب حُكما ، ولكن نصيحة صغـتها حِِكَما
ومن أُوتي الحكمة صار نجما ، وعليه الله قد أنعـما
فبسم الله أبدأ القول
والصلاة والسلام على الرسول ، وعلى آله وصحبه ومن والاه في الفعل والقول
فاقرؤوا يا أصحاب العقول
حتى وإن كان في المقال طول
في ذبي عن الدين حياة كالقصاص
من المبطلين بلا سيف ولا رصاص
لكل أسلوبه وهذا أسلوبي الخاص
أنا لست من أهل الاختصاص
ولست الأديب القاص
بآي الكتاب والحديث بنيت الأساس
فلا تفرّون من الحق فمنه لا مناص
هو علي عهد ... فأما بعـد
بسم الله أبدأ... وعليه التكلان
إليه الملتجأ... خالق الأكوان
الله أكبر الله أكبر
لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر
ولله الحمد
هكذا كانت جموع المصلين تردد..
في زمن غابر ، وبالتكبير تنشد..
بقلب حاضر ، وبالشكر توحد..
رباَ قادرًا وتحمد ذو الجلال والاكرام ..
على نعمة الصيام والقيام
ترجو أن تكون فائزة .. في يوم الجائزة
تستعد للحصاد .. بأمر رب العباد .. فهل لا زلنا نستعـد لأيام الحصاد ؟
أرجو ذلك متفائلا .. وأن أكون للصدق قائلا
هل تصدق ما سأحكي ؟
ماض ٍ على الإطلال يبكي
فلا تكن بين مصدق ومكذب... وكن إلى العدل أقرب
حاضرنا من الأهوال يشكو .. نكسة العـيد
منتدياتنا بالأغنيات تشدو .. لكل سعـيد
لا للحزن .. ليس بيننا من به يرسو .. لسنا عبيد
أليست نكسة؟؟ حينما يُـقلب الأمر على رأسه ؟
!!جعلناالعيد فرصة.. لننال من الله بأسه .. نكسة وأي نكسة
"كان الرسول يوم العيد يقرأ بـ { اقتربت الساعة }
فهل كان متشائم ؟؟؟ وهو الذي لا يخاف في الله لومة لائم
وقرأ بـ { ق والقرآن المجيد } .. كي لا تغيب الحقيقة عن العبيد
فهل كان غير الخير يريد ؟؟
: ما لكم؟؟ ماذا جرى لكم؟؟؟ أيعقل أن تقولون للخير
لا تـُقبل فإنك عنَّا بعيد ... وتعكِّـر علينا العيد
:وتقولون للشر
أقبل فأنت السعيد
بلا لهب وبلا وعيد
أنت أنت فهل من مزيد
ليت شعري حينما تقول النار هل من مزيد
:كأني بصوت يهمس لي ويقول
الحق يقال ولا خجل .. الجزاء من جنس العمل
فكما تَسمَع ستُسمَع ..... وكما تَـركع ستُـرفع
وكما تَسجُد ستَسعَـد .... وكما تجحد ستُـبعـد
فلا تكن بين مصدق ومكذب... وكن إلى العدل أقرب
ألم تسمع قول الجبار؟؟
في إمام من أهل النار :{ ذرني ومن خلقتُ وحيدا وجعلت له مالاََ ممدودا وبنين شهودا ومهدت له تمهيدا ثم يطمع أن أزيد } [11- 15:المدثر]
فمَن بنزال ِ المولى برأيكم مستفيد ؟؟
!ونحن العبيد وهو المجيد ؟
نحن وقود النار .. وهو العزيز الغـفار
نحن المكذبون .. وهو رب فرعون
أليس الطامع في الزيادة .. يعيش وهم السعادة ؟؟
.. هوالمتجاهل معاده
الموقن انتكاسته.. المعروفة نهايته
نكستُه في العيد .. والله عليه شهيد
غيّـر شُـكر الله إلى كفـرٌ بنعمته... فلينتظر من الله نقمته
أليست نكسة ؟؟ حينما يقلب الأمر على رأسه
!! جعلنا العيد فرصة .. لننال من الله بأسه .. نكسة وأي نكسة
... يا أولي النعمة احذروا
أنتم لشقاق ِ الله أقرب
فقوله : { ذرني } يدل على الغضب
فاغـتنموا الفـراغ وبددوا التعـب
فقد قال سبحانه: { فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب } [7-8 : سورة الشرح]
فلا تكونون من المكذبين فقد قال سبحانه: { ذرني والمكذبين أولي النعمة } [11 : سورة المزمل]
أما تخشون منه عظيم النقمة ؟؟؟
فلا تكن بين مصدق ومكذب ... وكن إلى العدل أقرب
هيا لنبك على الماضي
ولكن ... بدموع التفاؤل .. فلله الأمر من قبل ومن بعد
ويقضي الله ماهو قاض
: فكم قال من قائل ٍ .. بحرقة الشوق وهو مرتعد
هذا هو العيد ... فهل من جديد؟؟
قلت : إن لنا ماضِِ تليد
قال: ولكنه غير مفـيد
قلت : وعدنا الله بالنصر مع الصبر
وإن لم يأت ِ النصر فلنا الأجر
قال : هذا كلام كله عاطفة
ألا ترانا في أصل العاصفة ؟؟
قلت : ها أنت بذلك تعترف
فهل تريد النجاة ؟ أم أنت شيء مختلف ؟
قال : نعم ولكن كنت للسعادة أرجو
والآن لا أستطـيع من التيـه أنجو
قلت : لن تنجو إلا بالمساعدة
قال : إني أرى قبري بعين واحدة
قلت : مسكين أنت أين عينك الأخرى ؟
قال : لا ترى القبور.. .بل ترى الذكرى
قلت : وأيهما أقوى في النظر ؟
قال : عين الذكرى .. بنيت بها أجمل قصر
قلت : ستنجو لحرصك على الآخرة
قال : وأيضا لديَّ زوجة ماهرة
! قلت : حسبك أظنك عن الدنيا تتكلم
هيا إنهض يا أخي فقد كنت تحلم
ظننـتك بعين الذكرى تـتفائل
لكنك تنظر بها إلى نعيم زائل
قال : من حقي أن أحلم بلا منَّـة
قلت : حقك .. ولكن أكمل الحكاية في الجنَّـة
قال : وهل بعـد الدنيا من حكاية ؟؟؟
قلت : إن كنت لا تعرف ... فاليك البداية
لا تكن بين مصدق ومكذب ... وكن إلى العدل أقرب
.. سأبدأ الخطبة .. ولكن
من أحبَّ أن ينصرف فلينصرف .. ومن أحب أن يقيم للخطبة فليقم
وهذا التخيير ليس بمختلف .. عن ما جاء به الرسول من قِـدَم
فأنا لا أصول وأجول ... بل خيَّرتكم كما خيَّر الرسول
حَدَّثـَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ قَالَ : حَدَّثـَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى قَالَ : حَدَّثَـنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ السَّائِبِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الْعِيدَ ، قَالَ
« مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْصَرِفَ فَلْيَنْصَرِفْ ، َمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُقِيمَ لِلْخُطْبَةِ فَلْيـُقِمْ » سنن النسائي 1553
ولا بد للخطبة .. من أذكار باللسان رطبة
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ومن والاه :
... أما بعد
لقد خلقنا مليكُنا
وأراد العزة لديننا
ولا عزة لنا إلا مع مليكنا
ولا غنى لنا عن رازقـنا
خلق الله بني الإنسان لحكمة
وسيحاسب عليها العبد مهما كان اسمه
ومهما كان رسمه
ومهما بلغ من حكمة
يؤتي الحكمة من يشاء.. له خوفنا وله الرجاء
سبحانه وتعالى عما يصفون ... جلّ ربنا في علاه
يقول لما أراد كن فيكون ... وقد خاب من عـصاه
إقرؤا وعـوا... وبما فيه ذكِّروا، ولا تعسِّروا ولا تنفِّـروا
فإن الذكرى تنفع المؤمنين ..وتوضح لهم أهم المباديء
فكونوا يا عباد الله مبلغـين .. فرب قاريء أوعى من قاريء
... يا أيها الانسان
أيها المُستحِلّ للحرير
هل تعلم بالمصير؟؟
إن خلفك جنان ،وحفر ونيران ، وهما خياران
: ولا ثالثاََ خُـيِّرت به الثقلان
لقد خُـلِقنا لنعبد الله وحده .. ولا نشرك معه أحدا
وكلنا في الميزان عبده .. سبحانه فردا صمدا
وأن نُـقرَّ أن النعمة من عنده ... ونقوم بشكرها أبدا
وأن نطلب في الحياة وعده ... لنفوز بالخلد موعدا
لا تكن بين مصدق ومكذب ... وكن إلى العدل أقرب
ففي العبادة قال سبحانه : { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } [56 : سورة الذاريات]
فهل قمتم بحق العبادة أيها العقلاء ؟؟
أم إنكم لأقسام العبادة جهلاء؟؟
فأقسامها كثيرة .. ومنها الرجاء
وكذا الخـوف والذبح والتوسل والدعاء
كثيـرة .. وصرفها لغير الله شرك وبلاء
وفي الشرك قال سبحانه :{ إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } [84 : سورة النساء]
فهل أخلصت العمل والعبادة لله ؟ .. أم قد خالطها بعض الرياء ؟
فريائك لا ينفعك .. وكن مع الله
لكي لا يتركك ..أنت وشركك .. كما تركته سواءََ بسواء
وأيضا في الشرك بالنعمة قال سبحانه : { واضرب لهم مثلاََ رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا ، كلتا الجنتين آتت أُكلها ولم تظلم منه شيئاوفجرناخللهما نهرا ، وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا اكثر منك مالا وأعز نفرا ، ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال مآ أظن أن تبيد هذه أبدا ، ومآ أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيراََ منها منقلبا ، قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفةِِ ثم سوّاك رجلا ، لكنَّـا هو الله ربي ولآ أشرك بربي أحدا ، ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شآء الله لا قوة الا بالله إن ترن ِ أنا أقلُّ منك مالاََ وولدا ، فعسى ربي أن يؤتين ِ خيراََ من جنتك ويرسل عليها حسباناََ من السمآء فتصبح صعيدا زلقا ، أو يصبح مآؤها غوراََ فلن تستطيع له طلبا ، وأُحيط بثمرهِ فأصبح يقلب كفيه على مآ أنفق فيها وهي خاوية ٌ على عروشها ويقول يا ليتني لم أُشرك بربي أحدا ، ولم تكن له فئةُ ينصرونه من دون الله وما كان منتصرا ، هنالك الولاية لله الحق هو خيرُُ ثواباََ وخيرُُ عقبا } 32-42 سورة الكهف
.. أيها الجاحد
ألست تعلم أن الناس لا يتساوون رُتباََ ؟
فكيف تساوي بين الله وبين نعمته كَذِبا ؟
وهو عالم الخفية.. صمد للناس ربا
مصور البرية.. خلق للمخ العصبا
... أمَّا إن كنت أصلاََ لا تعرف للإسلام معناه
: فإليك تعريفه ولا تنساه
الإسلام على خمسة أركان بُـني
شهادةُُ بوحدانية الله .. وشهادةُ أن رسولَهُ نبي
وإقام صلوات خمس وزكاةُ الغـني
وصوم شهر رمضان كل حولِ ٍ فني
وحج البيت مرة في العمر للمقتدر الفطن
... أيها الحائر
لا تكن بين مصدق ومكذب ... وكن إلى العـدل أقرب
وإن أردت الطـريـق الموصل للغـاية
فاقرأ كتاب الله ففيه البداية والنهاية
قال تعالى: { قد أفلح المؤمنون ، الذين هم في صلاتهم خاشعون ، والذين هم عن اللغو مُعرضون ، والذين هم للزكاة فاعلون ، والذين هم لفُروجهم حافظون ، إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ، فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ، والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون ، والذين هم على صلواتهم يحافظون ، أولئك هم الوارثون ، الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون } [1-11: سورة المؤمنون]
فهل ستكون من المؤمنين بذلك قولا وعملا ؟؟
وتكون جنة الفردوس لك هدفا وأملا ؟؟
أرجو ذلك متفائلا .. وأن أكون للخير فاعلا
في يوم العيد تكون الملائكة في الطرقات
تدعو للمسلميـن وهم يذهـبـون للصـلاة
في عيد الفطر كفى الله المؤمنين القتال مع الأحزاب، ووقاهم العذاب
أمَّـنهم من بعد خوفهم .. وناموا سالمين من المشركين
فإن كنت تعـرفهم .. وتقـتدي بهـم فأنت من الموقـنيـن
يشكرون الله على نعمته وفضله
ولا يباهي مؤمنهم بعمله
!! أليست نكسة؟؟ حينما يقلب الأمر على رأسه
!! جعلناالعيد فرصة.. لننال من الله بأسه.. نكسة وأي نكسة
أيها اللاهث وراء سراب بقيعة
إنما العيد لاستلام الجائزة الرفيعة
شهادة الإخلاص والقبول لا شهادةُُ وضيعة
هل ضمنت قبول زكاة فطرك ؟؟
أم ضمنت قبول صيام يومك ؟؟
كيف تكفر بنعمته وتنسبها إلى موهبتك؟؟
فلا تكن بين مصدق ومكذب... وكن إلى العدل أقرب
قال تعالى : { وما منعهم أن تقبل نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون الا وهم كارهون ، فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون ، ويحلفون بالله أنهم لمنكم وماهم منكم ولكنهم قومٌُ يفرقون ، لو يجدون ملجئاََ أو مغارات أو مدخلا لولَّوا إليه وهم يجمحون } [54-57 : سورة التوبة]
.. أيها البارع
... أيها العبقري
يا من ضخمت من مقدرتك .. أضمنت ما عند ربك ؟
أتذكر كيف كنت ؟ وماذا أصبحت ؟ أم أنك قد تناسيت ؟
تظن بأنك أصبحت تملك زمام الأمر من دون الله ... كما هو لسان حالك
فإن رضيت أن تكون مع الله في معاداة ... إذن فأنت والله الهالك
!! أليست نكسة ؟؟ حينما يقلب الأمر على رأسه
جعلنا العيد فرصة .. لننال من الله بأسه .. نكسة وأي نكسة
فلا تكن بين مصدق ومكذب... وكن إلى العـدل أقرب
أيها الماضي التليد
ماذا تريد؟؟
كم أبكيتنا عليك
وشوقتنا اليك
ومددنا أيدينا ليديك
فرددتنا خائبين .. وقد كنا فيك مؤملين
فلماذا لا تستبين؟ وعن ظهورنا ترفع الثقـل الحزين ؟
: قلت لنا
هذه يدي .... ولن أخلف موعـدي
ولكنها لا تصافحكم
ولا تقترب منكم
ولا ترى حزنكم
ولا تسمع ذكركم
أنا الماضي أنا
سائر لموعـدي .. والحل ليس بيدي
لا أجاملكم ، لا أعرفكم
!! حتى تطيعـوا نبيكم
فقد قال لكم فيما معـناه .. وهو الذي لا ينطق عن هواه
صلاح آخركم ... بصلاح أولكم
أرجو ذلك متفائلا ... وأن أكون عادلا
... فهذه نصيحتي
ولن تكتمل فرحتي ، إلا إن زالت بها معصيتي ، وأعانتني على شقوتي
فيا رب تقبل مني هذا العمل ، واهد قارئه لترك العلل
فإن أخطأت فإني أبرأ إليك ربي من الزلل
وإن أصبت فأنت الأعلم وأنت الأجل
ولك اللهم المثل الأعلى إن قيل المثل
قال تعالى : { إِن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم } [118 : سورة المائدة]
والحمد لله على ما صنع ، وما أعطى وما منع ،
وما أعـزّ وما وضع ، ما صَدح مُغرّدٌ أو هَجع
ربُّ الأرض والسماوات ، وما بينهما من كائنات
سبحانه المُـتعالي
يسرّ اختزالي ... لمقالي في هذه الكلمات
النكسة حينما نتنعم ويستشري شرنا .... النكسة حينما نتنعم ويستشري شرنا
والسلام خير ختام .
أدعوك ربي فأنت المجيب ، سدّد القول لا تجعله يغيب ، ولا تجعله عند الناس غريب
وصلي اللهم على رسولك الحبيب ، ما غرّد الشادي على الغصن الرطيب
واجمعنا به وبجمعه المهيب
لا تبنون بما أكتب حُكما ، ولكن نصيحة صغـتها حِِكَما
ومن أُوتي الحكمة صار نجما ، وعليه الله قد أنعـما
فبسم الله أبدأ القول
والصلاة والسلام على الرسول ، وعلى آله وصحبه ومن والاه في الفعل والقول
فاقرؤوا يا أصحاب العقول
حتى وإن كان في المقال طول
في ذبي عن الدين حياة كالقصاص
من المبطلين بلا سيف ولا رصاص
لكل أسلوبه وهذا أسلوبي الخاص
أنا لست من أهل الاختصاص
ولست الأديب القاص
بآي الكتاب والحديث بنيت الأساس
فلا تفرّون من الحق فمنه لا مناص
هو علي عهد ... فأما بعـد
بسم الله أبدأ... وعليه التكلان
إليه الملتجأ... خالق الأكوان
الله أكبر الله أكبر
لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر
ولله الحمد
هكذا كانت جموع المصلين تردد..
في زمن غابر ، وبالتكبير تنشد..
بقلب حاضر ، وبالشكر توحد..
رباَ قادرًا وتحمد ذو الجلال والاكرام ..
على نعمة الصيام والقيام
ترجو أن تكون فائزة .. في يوم الجائزة
تستعد للحصاد .. بأمر رب العباد .. فهل لا زلنا نستعـد لأيام الحصاد ؟
أرجو ذلك متفائلا .. وأن أكون للصدق قائلا
هل تصدق ما سأحكي ؟
ماض ٍ على الإطلال يبكي
فلا تكن بين مصدق ومكذب... وكن إلى العدل أقرب
حاضرنا من الأهوال يشكو .. نكسة العـيد
منتدياتنا بالأغنيات تشدو .. لكل سعـيد
لا للحزن .. ليس بيننا من به يرسو .. لسنا عبيد
أليست نكسة؟؟ حينما يُـقلب الأمر على رأسه ؟
!!جعلناالعيد فرصة.. لننال من الله بأسه .. نكسة وأي نكسة
"كان الرسول يوم العيد يقرأ بـ { اقتربت الساعة }
فهل كان متشائم ؟؟؟ وهو الذي لا يخاف في الله لومة لائم
وقرأ بـ { ق والقرآن المجيد } .. كي لا تغيب الحقيقة عن العبيد
فهل كان غير الخير يريد ؟؟
: ما لكم؟؟ ماذا جرى لكم؟؟؟ أيعقل أن تقولون للخير
لا تـُقبل فإنك عنَّا بعيد ... وتعكِّـر علينا العيد
:وتقولون للشر
أقبل فأنت السعيد
بلا لهب وبلا وعيد
أنت أنت فهل من مزيد
ليت شعري حينما تقول النار هل من مزيد
:كأني بصوت يهمس لي ويقول
الحق يقال ولا خجل .. الجزاء من جنس العمل
فكما تَسمَع ستُسمَع ..... وكما تَـركع ستُـرفع
وكما تَسجُد ستَسعَـد .... وكما تجحد ستُـبعـد
فلا تكن بين مصدق ومكذب... وكن إلى العدل أقرب
ألم تسمع قول الجبار؟؟
في إمام من أهل النار :{ ذرني ومن خلقتُ وحيدا وجعلت له مالاََ ممدودا وبنين شهودا ومهدت له تمهيدا ثم يطمع أن أزيد } [11- 15:المدثر]
فمَن بنزال ِ المولى برأيكم مستفيد ؟؟
!ونحن العبيد وهو المجيد ؟
نحن وقود النار .. وهو العزيز الغـفار
نحن المكذبون .. وهو رب فرعون
أليس الطامع في الزيادة .. يعيش وهم السعادة ؟؟
.. هوالمتجاهل معاده
الموقن انتكاسته.. المعروفة نهايته
نكستُه في العيد .. والله عليه شهيد
غيّـر شُـكر الله إلى كفـرٌ بنعمته... فلينتظر من الله نقمته
أليست نكسة ؟؟ حينما يقلب الأمر على رأسه
!! جعلنا العيد فرصة .. لننال من الله بأسه .. نكسة وأي نكسة
... يا أولي النعمة احذروا
أنتم لشقاق ِ الله أقرب
فقوله : { ذرني } يدل على الغضب
فاغـتنموا الفـراغ وبددوا التعـب
فقد قال سبحانه: { فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب } [7-8 : سورة الشرح]
فلا تكونون من المكذبين فقد قال سبحانه: { ذرني والمكذبين أولي النعمة } [11 : سورة المزمل]
أما تخشون منه عظيم النقمة ؟؟؟
فلا تكن بين مصدق ومكذب ... وكن إلى العدل أقرب
هيا لنبك على الماضي
ولكن ... بدموع التفاؤل .. فلله الأمر من قبل ومن بعد
ويقضي الله ماهو قاض
: فكم قال من قائل ٍ .. بحرقة الشوق وهو مرتعد
هذا هو العيد ... فهل من جديد؟؟
قلت : إن لنا ماضِِ تليد
قال: ولكنه غير مفـيد
قلت : وعدنا الله بالنصر مع الصبر
وإن لم يأت ِ النصر فلنا الأجر
قال : هذا كلام كله عاطفة
ألا ترانا في أصل العاصفة ؟؟
قلت : ها أنت بذلك تعترف
فهل تريد النجاة ؟ أم أنت شيء مختلف ؟
قال : نعم ولكن كنت للسعادة أرجو
والآن لا أستطـيع من التيـه أنجو
قلت : لن تنجو إلا بالمساعدة
قال : إني أرى قبري بعين واحدة
قلت : مسكين أنت أين عينك الأخرى ؟
قال : لا ترى القبور.. .بل ترى الذكرى
قلت : وأيهما أقوى في النظر ؟
قال : عين الذكرى .. بنيت بها أجمل قصر
قلت : ستنجو لحرصك على الآخرة
قال : وأيضا لديَّ زوجة ماهرة
! قلت : حسبك أظنك عن الدنيا تتكلم
هيا إنهض يا أخي فقد كنت تحلم
ظننـتك بعين الذكرى تـتفائل
لكنك تنظر بها إلى نعيم زائل
قال : من حقي أن أحلم بلا منَّـة
قلت : حقك .. ولكن أكمل الحكاية في الجنَّـة
قال : وهل بعـد الدنيا من حكاية ؟؟؟
قلت : إن كنت لا تعرف ... فاليك البداية
لا تكن بين مصدق ومكذب ... وكن إلى العدل أقرب
.. سأبدأ الخطبة .. ولكن
من أحبَّ أن ينصرف فلينصرف .. ومن أحب أن يقيم للخطبة فليقم
وهذا التخيير ليس بمختلف .. عن ما جاء به الرسول من قِـدَم
فأنا لا أصول وأجول ... بل خيَّرتكم كما خيَّر الرسول
حَدَّثـَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ قَالَ : حَدَّثـَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى قَالَ : حَدَّثَـنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ السَّائِبِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الْعِيدَ ، قَالَ
« مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْصَرِفَ فَلْيَنْصَرِفْ ، َمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُقِيمَ لِلْخُطْبَةِ فَلْيـُقِمْ » سنن النسائي 1553
ولا بد للخطبة .. من أذكار باللسان رطبة
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ومن والاه :
... أما بعد
لقد خلقنا مليكُنا
وأراد العزة لديننا
ولا عزة لنا إلا مع مليكنا
ولا غنى لنا عن رازقـنا
خلق الله بني الإنسان لحكمة
وسيحاسب عليها العبد مهما كان اسمه
ومهما كان رسمه
ومهما بلغ من حكمة
يؤتي الحكمة من يشاء.. له خوفنا وله الرجاء
سبحانه وتعالى عما يصفون ... جلّ ربنا في علاه
يقول لما أراد كن فيكون ... وقد خاب من عـصاه
إقرؤا وعـوا... وبما فيه ذكِّروا، ولا تعسِّروا ولا تنفِّـروا
فإن الذكرى تنفع المؤمنين ..وتوضح لهم أهم المباديء
فكونوا يا عباد الله مبلغـين .. فرب قاريء أوعى من قاريء
... يا أيها الانسان
أيها المُستحِلّ للحرير
هل تعلم بالمصير؟؟
إن خلفك جنان ،وحفر ونيران ، وهما خياران
: ولا ثالثاََ خُـيِّرت به الثقلان
لقد خُـلِقنا لنعبد الله وحده .. ولا نشرك معه أحدا
وكلنا في الميزان عبده .. سبحانه فردا صمدا
وأن نُـقرَّ أن النعمة من عنده ... ونقوم بشكرها أبدا
وأن نطلب في الحياة وعده ... لنفوز بالخلد موعدا
لا تكن بين مصدق ومكذب ... وكن إلى العدل أقرب
ففي العبادة قال سبحانه : { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } [56 : سورة الذاريات]
فهل قمتم بحق العبادة أيها العقلاء ؟؟
أم إنكم لأقسام العبادة جهلاء؟؟
فأقسامها كثيرة .. ومنها الرجاء
وكذا الخـوف والذبح والتوسل والدعاء
كثيـرة .. وصرفها لغير الله شرك وبلاء
وفي الشرك قال سبحانه :{ إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } [84 : سورة النساء]
فهل أخلصت العمل والعبادة لله ؟ .. أم قد خالطها بعض الرياء ؟
فريائك لا ينفعك .. وكن مع الله
لكي لا يتركك ..أنت وشركك .. كما تركته سواءََ بسواء
وأيضا في الشرك بالنعمة قال سبحانه : { واضرب لهم مثلاََ رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا ، كلتا الجنتين آتت أُكلها ولم تظلم منه شيئاوفجرناخللهما نهرا ، وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا اكثر منك مالا وأعز نفرا ، ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال مآ أظن أن تبيد هذه أبدا ، ومآ أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيراََ منها منقلبا ، قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفةِِ ثم سوّاك رجلا ، لكنَّـا هو الله ربي ولآ أشرك بربي أحدا ، ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شآء الله لا قوة الا بالله إن ترن ِ أنا أقلُّ منك مالاََ وولدا ، فعسى ربي أن يؤتين ِ خيراََ من جنتك ويرسل عليها حسباناََ من السمآء فتصبح صعيدا زلقا ، أو يصبح مآؤها غوراََ فلن تستطيع له طلبا ، وأُحيط بثمرهِ فأصبح يقلب كفيه على مآ أنفق فيها وهي خاوية ٌ على عروشها ويقول يا ليتني لم أُشرك بربي أحدا ، ولم تكن له فئةُ ينصرونه من دون الله وما كان منتصرا ، هنالك الولاية لله الحق هو خيرُُ ثواباََ وخيرُُ عقبا } 32-42 سورة الكهف
.. أيها الجاحد
ألست تعلم أن الناس لا يتساوون رُتباََ ؟
فكيف تساوي بين الله وبين نعمته كَذِبا ؟
وهو عالم الخفية.. صمد للناس ربا
مصور البرية.. خلق للمخ العصبا
... أمَّا إن كنت أصلاََ لا تعرف للإسلام معناه
: فإليك تعريفه ولا تنساه
الإسلام على خمسة أركان بُـني
شهادةُُ بوحدانية الله .. وشهادةُ أن رسولَهُ نبي
وإقام صلوات خمس وزكاةُ الغـني
وصوم شهر رمضان كل حولِ ٍ فني
وحج البيت مرة في العمر للمقتدر الفطن
... أيها الحائر
لا تكن بين مصدق ومكذب ... وكن إلى العـدل أقرب
وإن أردت الطـريـق الموصل للغـاية
فاقرأ كتاب الله ففيه البداية والنهاية
قال تعالى: { قد أفلح المؤمنون ، الذين هم في صلاتهم خاشعون ، والذين هم عن اللغو مُعرضون ، والذين هم للزكاة فاعلون ، والذين هم لفُروجهم حافظون ، إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ، فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ، والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون ، والذين هم على صلواتهم يحافظون ، أولئك هم الوارثون ، الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون } [1-11: سورة المؤمنون]
فهل ستكون من المؤمنين بذلك قولا وعملا ؟؟
وتكون جنة الفردوس لك هدفا وأملا ؟؟
أرجو ذلك متفائلا .. وأن أكون للخير فاعلا
في يوم العيد تكون الملائكة في الطرقات
تدعو للمسلميـن وهم يذهـبـون للصـلاة
في عيد الفطر كفى الله المؤمنين القتال مع الأحزاب، ووقاهم العذاب
أمَّـنهم من بعد خوفهم .. وناموا سالمين من المشركين
فإن كنت تعـرفهم .. وتقـتدي بهـم فأنت من الموقـنيـن
يشكرون الله على نعمته وفضله
ولا يباهي مؤمنهم بعمله
!! أليست نكسة؟؟ حينما يقلب الأمر على رأسه
!! جعلناالعيد فرصة.. لننال من الله بأسه.. نكسة وأي نكسة
أيها اللاهث وراء سراب بقيعة
إنما العيد لاستلام الجائزة الرفيعة
شهادة الإخلاص والقبول لا شهادةُُ وضيعة
هل ضمنت قبول زكاة فطرك ؟؟
أم ضمنت قبول صيام يومك ؟؟
كيف تكفر بنعمته وتنسبها إلى موهبتك؟؟
فلا تكن بين مصدق ومكذب... وكن إلى العدل أقرب
قال تعالى : { وما منعهم أن تقبل نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون الا وهم كارهون ، فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون ، ويحلفون بالله أنهم لمنكم وماهم منكم ولكنهم قومٌُ يفرقون ، لو يجدون ملجئاََ أو مغارات أو مدخلا لولَّوا إليه وهم يجمحون } [54-57 : سورة التوبة]
.. أيها البارع
... أيها العبقري
يا من ضخمت من مقدرتك .. أضمنت ما عند ربك ؟
أتذكر كيف كنت ؟ وماذا أصبحت ؟ أم أنك قد تناسيت ؟
تظن بأنك أصبحت تملك زمام الأمر من دون الله ... كما هو لسان حالك
فإن رضيت أن تكون مع الله في معاداة ... إذن فأنت والله الهالك
!! أليست نكسة ؟؟ حينما يقلب الأمر على رأسه
جعلنا العيد فرصة .. لننال من الله بأسه .. نكسة وأي نكسة
فلا تكن بين مصدق ومكذب... وكن إلى العـدل أقرب
أيها الماضي التليد
ماذا تريد؟؟
كم أبكيتنا عليك
وشوقتنا اليك
ومددنا أيدينا ليديك
فرددتنا خائبين .. وقد كنا فيك مؤملين
فلماذا لا تستبين؟ وعن ظهورنا ترفع الثقـل الحزين ؟
: قلت لنا
هذه يدي .... ولن أخلف موعـدي
ولكنها لا تصافحكم
ولا تقترب منكم
ولا ترى حزنكم
ولا تسمع ذكركم
أنا الماضي أنا
سائر لموعـدي .. والحل ليس بيدي
لا أجاملكم ، لا أعرفكم
!! حتى تطيعـوا نبيكم
فقد قال لكم فيما معـناه .. وهو الذي لا ينطق عن هواه
صلاح آخركم ... بصلاح أولكم
أرجو ذلك متفائلا ... وأن أكون عادلا
... فهذه نصيحتي
ولن تكتمل فرحتي ، إلا إن زالت بها معصيتي ، وأعانتني على شقوتي
فيا رب تقبل مني هذا العمل ، واهد قارئه لترك العلل
فإن أخطأت فإني أبرأ إليك ربي من الزلل
وإن أصبت فأنت الأعلم وأنت الأجل
ولك اللهم المثل الأعلى إن قيل المثل
قال تعالى : { إِن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم } [118 : سورة المائدة]
والحمد لله على ما صنع ، وما أعطى وما منع ،
وما أعـزّ وما وضع ، ما صَدح مُغرّدٌ أو هَجع
ربُّ الأرض والسماوات ، وما بينهما من كائنات
سبحانه المُـتعالي
يسرّ اختزالي ... لمقالي في هذه الكلمات
النكسة حينما نتنعم ويستشري شرنا .... النكسة حينما نتنعم ويستشري شرنا
والسلام خير ختام .
المصدر: خاص بإذاعة طريق الإسلام
- التصنيف: