مع القرآن - وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ

منذ 2015-12-15

عصوا و تولوا..... فانكسروا و ذلوا 
ثم يعفو عمن تاب و يحلم على من عصى 
ما أرحمك ربنا و ما أكرمك 
رسالة لكل من زلت به قدمه 
لكل من ضعف
لكل من تولى وقت حاجة المسلمين إليه
عد إليه فلن تجد أرحم منه عليك ...حتى نفسك التي بين جنبيك لن ترحمك كما يرحمك الله .
تأمل موقفه ممن عصى و تولى وتدبر حالك :
قال تعالى :{ إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ } [آل عمران 155] .
قال السعدي في تفسيره : يخبر تعالى عن حال الذين انهزموا يوم "أحد" وما الذي أوجب لهم الفرار، وأنه من تسويل الشيطان، وأنه تسلط عليهم ببعض ذنوبهم. فهم الذين أدخلوه على أنفسهم، ومكنوه بما فعلوا من المعاصي، لأنها مركبه ومدخله، فلو اعتصموا بطاعة ربهم لما كان له عليهم من سلطان.
قال تعالى: { إن عبادي ليس لك عليهم سلطان } ثم أخبر أنه عفا عنهم بعدما فعلوا ما يوجب المؤاخذة، وإلا فلو واخذهم لاستأصلهم.
{ إن الله غفور } للمذنبين الخطائين بما يوفقهم له من التوبة والاستغفار، والمصائب المكفرة، { حليم } لا يعاجل من عصاه، بل يستأني به، ويدعوه إلى الإنابة إليه، والإقبال عليه.
ثم إن تاب وأناب قبل منه، وصيره كأنه لم يجر منه ذنب، ولم يصدر منه عيب، فلله الحمد على إحسانه.
أبو الهيثم

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً
المقال التالي
لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا