حتام يبقى رجال الأقصى وحدهم؟!
منذ 2009-09-30
وكيف لا تشن حملة إعلامية كبيرة في وسائل الإعلام الإسلامية يقودها الخطباء والدعاة في كافة أرجاء العالم الإسلامي لإشعار العالم كله أننا غاضبون، ولن نسامح في إهانات كهذه؟!
أمتنا المستباحة لم تعيها الحيل لكن معظم رجالها عاجزون عن الفعل وتحريك الأمور باتجاه أنجع..
تلك هي أول قراءة يمكن أن نراها لرد الفعل الباهت الذي أظهرناه كمسلمين على هذا العدوان الجديد على الأقصى المبارك أمس.
تلك مأساتنا التي نحياها، أن تتوارى ردات أفعالنا ويدفعنا خجل العجز الذي نحيط أنفسنا به عن مجرد إظهار صورة الاحتجاج وإسماع العالم صوت غضبنا كأول دفعات فاتورة الحب التي يفترض أننا نكنها لمسرى النبي صلى الله عليه وسلم.
اقتحم قطعان المغتصبين أرضنا باحة المسجد الأقصى وتصدى لهم الرجال بالحجارة والصدور العارية والنساء والفتيان بالصراخ والنحيب.. فأما هم؛ فقد أدوا ما عليهم، وأما جموع جماهيرنا المسلمة بقادتها وزعمائها ووجهائها فالتحفت بالصمت والتواري، وأرت المدافعين عن الأقصى من أنفسها الخذلان والتجاهل.
لقد صارت ردات أفعال أمتنا خجولة لحد بئيس، وأمسى دور معظمها استسلامياً واهناً، وأضحى صمت قادة المسلمين مريباً، وغدا البعض من خلف ذلك كله متواطئاً خائناً عميلاً، وإلا فكيف يتسنى أن نفسر صمت زعماء كثيرين عرب على الجريمة النكراء، وكيف نفهم لجم الضفة الغربية التي فجرت الانتفاضة تلو الأخرى دفاعاً عن الأقصى؟!..
كيف يمكننا أن نبرهن على براءة المتنفذين في السلطة الفلسطينية وحكام المقاطعة في رام الله ما دام جل همهم ينصب على ملاحقة المقاومين في الضفة الغربية وسومهم كل أنواع التعذيب التي يتفنن العدو الصهيوني في تدريب حلفائه عليها في سجون لا تعرف الفاسدين وتزخر بالمجاهدين؟!
وكيف نفهم صمت الأحزاب السياسية العربية الحاكمة والمعارضة إزاء الجريمة، وغلفة الكثيرين حتى عن أضعف الإيمان، وهو تسجيل المواقف ولو لم تكن فاعلة؟!
وكيف لا تشن حملة إعلامية كبيرة في وسائل الإعلام الإسلامية يقودها الخطباء والدعاة في كافة أرجاء العالم الإسلامي لإشعار العالم كله أننا غاضبون، ولن نسامح في إهانات كهذه؟!
وكيف لا يخاطب الزعماء سيد البيت الأبيض واضعينه أمام مسؤولية ألزم ذاته بها حين لبس جلد الضأن وخاطب المسلمين من جامعة القاهرة بأنه لا يعاديهم ولا ينتقص حضارتهم، ويجل دينهم الذي ساهم بقوله في نهضة أمريكا ذاتها؟! هي استحقاقات كثيرة بالفعل، لا يلام العدو بكل أسف إن رآها غائبة فازداد في غيه واحتقرنا وافترس مسجدنا الثالث الذي لا يدافع عنه إلا عشرات أو مئات الرجال..
علينا أن نكون صرحاء بما يكفي، لقد جرأنا من ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا علينا، وشجعنا أجبن الناس علينا، وألهبنا الحماسة الدينية الزائفة في قلوب من تجدنهم أحرص الناس على حياة، حتى أصبحوا غير عابئين بردات فعلنا الكرتونية الواهنة.. علينا أن نرصد الآن وضعنا ونقيس حرارتنا تجاه الأقصى على ترمومتره الخاص المعبر بجلاء عن جذوة حماستنا لمقدساتنا.. أو لا؛ فإن الفاجعة عظيمة إذًا بأنفسنا ومهمة الإحياء عسيرة.
المصدر: المسلم
- التصنيف: