بين الأعلام و مرجئة السلطان - المُحاربة للدِّين وأهلِه
المُحاربة للدِّين وأهلِه بالقَلم والّلسان؛ أشدّ من السلاح والسِّنان !
قال ابن تيمية رحمه الله، في الصارم المَسلول :
( المُحارَبة نوعان: مُحاربة باليد، ومُحاربة باللسان .. والمُحاربة باللسان في باب الدِّين؛ قد تكون أنكَى من المحاربة باليد ... !
وكذلك الإفساد .. قد يكون باليد، وقد يكون باللسان، وما يُفسده اللسان من الأديان؛ أضعاف ما تُفسده اليد، كما أن ما يُصلحه اللسان من الأديان؛ أضعاف ما تُصلحه اليد !
فثبَت أن مُحاربة الله ورسولِه باللسان؛ أشدّ، والسَّعي في الأرض لفساد الدين باللسان؛ أوْكد !
فهذا ... أولَى باسم المُحارِب المُفسِد، من قاطع الطريق ).
قلتُ :
فلا يَظننَّ ظانٌّ، أن المُحاربة لدين الله وأوليائه؛ إنما تكون بالسلاح فقط، بل تكون باللسان كذلك، وبالقلَم كذلك، وبالأفعال والأقوال كذلك!
بل وفي زماننا هذا .. قد تَحصل المحاربة؛ بخُطبة جُمعة، ومُحاضرةُ جامعة، وتغريدة أو منشور على مواقع التواصُل وغيرها !
فجميعُ هذه السُّبُل العصريَّة الحديثة على الحقيقة .. رُكنٌ رَكين، ووَتدٌ رَصين؛ لتثبيت بنيان الطواغيت وعُروشهم، ودوام إفسادهم وكُفرهم، واستمرار جَبروتهم وفُجرهم !
وللأسف أصبح هذا حال كثيرٍ، ممَّن يَنتسبون إلى العلم والدِّين !
قد نجحَ الطواغيتُ في استدراجهم، وأحكموا قبضتَهم عليهم لصَيدِهم، حتى صارَ خِطابُ العالِم منهم؛ مُغنِيًا وكافيًا، عن خطاب حُكومات الطواغيت، وبيان وزارات داخليّتهم .. وإنَّا لله !
وقد كان المسلمون أوْلَى بصلاح هؤلاء، وأجدر بعِلمهم وعَملهم، وأحقّ الناس باصطفافهم بينهم ومُناصرتهم .. إلا أنهم آثَروا دنيا الطواغيت وحَلواءَهم، واستَبدلوا الذي هو أدنَى بالذي هو خير !
وأبَوا إلا أن يكونوا سِلْمًا لأعداء الله، حرْبًا على دينِه وأوليائِه !
أعاضَ اللهُ الأمّة خيرًا منهم !
والحمد لله .. لا تَخلو أمّةُ الإسلام من خير، ولا تُحرَم من برَرةٍ أعلام !
فلينظر كلٌّ أين يَقف ويتكلَّم أو يَكتب ؟!
ومع مَن يقوم ويَنصُر أو يَخطُب ؟!
وفي سبيل مَن يُحارب ويُقاتل ؟!
{ الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا }.
أبو فهر المسلم
باحث شرعي و أحد طلاب الشيخ سليمان العلوان حفظه الله
- التصنيف: