بين الأعلام و مرجئة السلطان - نذارة للمنافقين و بشارة للربانيين

منذ 2016-01-07

نذارة لمُنافِقي السلاطين .. وبِشارة للربَّانيين الصادِعين !

في قوله عليه الصلاة و السلام : 
  «إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، لا يُلقي لها بالًا؛ يَرفعه اللهُ بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله، لا يُلقي لها بالًا ؛ يَهوي بها في جهنم »  .. !!
* [قال الإمام ابن عبد البرّ رحمه الله، في التمهيد] : 
( لا أعلم خلافًا في قوله، صلى الله عليه وسلم، في هذا الحديث: " إن الرجلَ ليتكلم بالكلمة من سخط الله " .. إنها الكلمة عند السلطان الجائر الظالم؛ ليُرضيه بها فيما يُسخط الله عزَّ وجل، ويُزيّن له باطلًا يُريده؛ من إراقة دمٍ، أو ظلم مسلم ! ونحو ذلك مما يَنحطّ به في حبْل هواه،فيَبعد من الله ويَنال سَخطه ! وكذلك الكلمة التي يُرضي بها الله عزَّ وجل، عند السلطان؛ ليَصرفه عن هواه، ويَكفّه عن معصيةٍ يريدها؛ يَبلغ بها أيضًا من الله، رضوانًا لا يَحسبه، والله أعلم. وهكذا فسَّره ابنُ عُيينة وغيره ). 

قلتُ : 
فلَيَعتبِر شيوخُ الطواغيت وجنودُهم وإعلاميّوهم، وليتأمَّلوا المصيرَ المَحتوم الذي يَلقَونَه ؛ إن لم يَتوبوا ويَنزِعوا !
فكَم أعانوا طواغيتَهم على سَفك الدماء، التي عصمها الله !
وكم زيَّنوا لهم باطلَهم وجَورهم، حتى مرَقوا بمُباركتِهم من رِبقة الإسلام، وحظيرة الإيمان
وكم حابَوهم ونافَقوهم وداهَنوهم، حتَّى بذَلوا دينَهم لنَيل رضاهم، بحطامٍ فانٍ من دُنياهم !
فلَئِن كانت كلمةٌ من هذا، تَهوي بهم في النار .. ؛
فكيف بفتاوى ومقالات، وخُطبٍ ومُحاضرات، ومنشوراتٍ وتغريدات، ومُؤلَّفاتٍ وندوات .. قَضَوا في مثلها دهرًا ، وسنين عددًا ؟!! 
ولَيتَهم والَوا بها، ظالمًا جائرًا .. بل طاغوتًا محارباً للشرع !

ولكن هنيئًا هنيئًا لآخرين ربَّانيين !
جَهروا عند جائرٍ مُتجبّر، بكلمة الحقّ لا غير !
وبَذلوا من أنفسهم وأهليهم - ابتغاء وجه الله ولقائِه -؛ ما يُقيم الحقَّ ويَنصره، ويَخذل الباطلَ ويَدمغُه، ويُعلي الدينَ ويَنشره !
{ فانقَلبُوا بنعمَةٍ من اللهِ وفضل لم يَمسَسهُم سُوء }.

فاللهمَّ اسْتَعملنا ولا تَستبدِل بنا !
 

أبو فهر المسلم

باحث شرعي و أحد طلاب الشيخ سليمان العلوان حفظه الله

المقال السابق
ابْن حَزم .. يُحاجّ شيوخ السلطان !
المقال التالي
هل يُعاوَن الحاكم الجائر ..