تقرير: الشهيد أبو زهري.. فشل العدو في تصفيته فكانت سياط التعذيب في مصر
وكان المجاهد أبو زهري اعتُقل من قبل جهاز أمن الدولة المصري في شهر نيسان (أبريل) 2009م من بيته في مدينة العريش؛ حيث إنه متزوج من فتاة مصرية من مدينة العريش....
التاريخ: 5/11/1430 هـ الموافق 24-10-2009 م
وثيقة صهيونية كشفت دوره البارز في
المقاومة
المختصر / تنفَّس قادة الاحتلال الصعداء، بعد أن ورد إليهم نبأ
استشهاد المجاهد القسامي يوسف أبو زهري بالتعذيب حتى الموت، بعد أن
فشلوا في الوصول إليه على مدار أكثر من سبع سنوات؛ عندما اكتشفوا
وقوفه وراء سلسلة من العمليات النوعية التي أوقعت قتلى وجرحى في صفوف
المغتصبين والجنود الصهاينة.
لائحة اتهام تكشف عن جانب من الدور المقاوم
وأظهرت لائحة اتهام صهيونية ضد أحد المعتقلين الفلسطينيين
جانبًا من الدور البارز للشهيد القسامي أبو زهري في مقاومة الاحتلال
خلال انتفاضة الأقصى، الذي استُشهد تحت التعذيب في سجن "برج العرب"
التابع لأمن الدولة المصري.
وأكدت لائحة الاتهام الصهيونية الخاصة بالأسير المقاوم أسعد يوسف
زعرب، والتي كشفت عنها شبكة "فلسطين الآن" أنه جُنِّد من قبل المجاهد
يوسف أبو زهري (وهو شقيق المتحدث باسم "حماس" الدكتور سامي) من أجل
القيام بعملية قتل أحد المغتصبين؛ حيث تمَّت العملية بنجاح واعتُقل
بعد ذلك الأسير المجاهد زعرب.
وأشارت الوثيقة إلى أن الشهيد يوسف أبو زهري جهَّز لتنفيذ عمليات
إطلاق نار باتجاه سيارات للمغتصبين الصهاينة بطريق ما كان يسمَّى
(كفار داروم) - (رفيح -يام)، وكذلك التحضير لتنفيذ لعمليات إطلاق نار
ضد المغتصبين الصهاينة بجانب ما كان يُعرف باسم مغتصبة
(عتسمونه).
مطارد منذ سبع سنوات
وبحسب اللائحة ففي تاريخ 12-5-2002م تم اعتقال الأسير أسعد
يوسف زعرب، ومنذ ذلك التاريخ أصبح الشهيد أبو زهري مطاردًا لقوات
الاحتلال حتى دُحر من قطاع غزة في نهاية عام 2005، وبقي يوسف يمضي في
مشواره الجهادي في صفوف "كتائب الشهيد عز الدين القسام" حتى لقي الله
شهيدًا تحت سياط التعذيب في السجن المصري.
وأكدت مصادر في "كتائب القسام" أن الشهيد أبو زهري كان له دور بارز في
التصدِّي لقوات الاحتلال خلال العدوان الذي شنَّته قوات الاحتلال على
حي "تل السلطان" بمدينة رفح، والذي أُطلق عليه اسم "قوس قزح".
اعتقال المصريين
وكان المجاهد أبو زهري اعتُقل من قبل جهاز أمن الدولة المصري
في شهر نيسان (أبريل) 2009م من بيته في مدينة العريش؛ حيث إنه متزوج
من فتاة مصرية من مدينة العريش، وتم نقله للقاهرة للتحقيق معه، وخلال
التحقيق تعرَّض للتعذيب الشديد، الذي كان أقله استخدام
الكهرباء!.
واستقرَّ يوسف في سجن برج العرب، وعُرَض خلال ذلك على مختلف أنواع
الإهانة والانتهاكات، واستمر تدهور حالته الصحية في ظل رفض إدارة
السجن السماح بنقله للعلاج أو الإفراج عنه إلى أن تدهورت حالته الصحية
بشكل بالغ يوم الخميس الموافق 8 تشرين أول (أكتوبر) 2009؛ حيث قاموا
بنقله إلى غرفة الاستقبال في المستشفى الجامعي في الإسكندرية، الذي
رفض استقباله، وتمَّ إعادته إلى السجن بدون علاج.
وبعد يومين فارق الشهيد الحياة، كما أن المعلومات المتوفرة -بحسب
البيان الذي تلاه عم الشهيد في مؤتمر صحفي بغزة- تؤكد أن الشهيد بعد
وفاته بقي أكثر من يوم داخل غرفة السجن قبل أن يتم إخراجه منها كما
تمَّ تشريح جثته دون أخذ إذن من العائلة أو إبلاغهم بذلك
مسبقًا.
ووصل جثمان الشهيد إلى مدينة رفح الفلسطينية الساعة الثانية فجرًا يوم
الأربعاء 14 تشرين أول ( أكتوبر) 2009م في اليوم الخامس من الوفاة،
وكانت الأنسجة الداخلية في حالة تحلُّل تامّ؛ بسبب ترك الشهيد فترةً
في السجن بعد الوفاة وتأخُّر دفنه هذه الفترة الطويلة، وهو ما حال دون
توصُّل الأطباء في غزة لأي استنتاجات علمية حول أسباب الوفاة؛ ما أسهم
في إخفاء علامات الجريمة.
مسؤولية ثلاثية
وحمَّلت عائلة الشهيد يوسف أبو زهري جهاز أمن الدولة المصرية
ومستشفى الجامعة بالإسكندرية وإدارة سجن العرب، التي أهملت حالة
الشهيد الصحية والإفراج عنه، المسؤولية الكاملة عن استشهاده.
وأكدت العائلة في مؤتمر صحفي مساء الإثنين (19-10) أنه توفي نتيجة
التعذيب بالكهرباء والشبح والضرب، لافتةً إلى أن الشهيد فقد بصره بشكل
كامل؛ بسبب التعذيب الشديد الذي تعرَّض له في السجون المصرية، وتدهورت
أوضاعه الصحية إلى أن وافته المنية.
وأشار عمُّ الشهيد الذي ألقى الكلمة إلى أن ابنهم لم يُدَنْ في أي
قضية سياسية تخلُّ بالأمن المصري، منوهًا بأن المحققين كانوا يسألونه
بشكل دائم عن أخيه الدكتور سامي المتحدث باسم حركة "حماس".
والشهيد متزوج من امرأتين؛ إحداهما فلسطينية والأخرى مصرية، وله ستة
أولاد.
وبعد تكشف هذا التاريخ الجهادي الحافل للشهيد يبقى التساؤل المرير:
لصالح مَن يتم تصفيه هذا المجاهد الذي فشل الاحتلال ومخابراته في
الوصول إليه على مدار أكثر من سبع سنوات؟!
- التصنيف: