الحلف الصَفَليبي
لا يحتاج المتابع العادي أن يتعب ليستنتج معلومة باتت كالشمس في وضح الضحى .. هي الحلف الصفليبي أي الصفوي الصليبي ضد الإسلام الحق متمثلاً في صورته السوية وسنته الغراء .. وتكلُّف إقامة الدليل على هذه الحقيقة كتلف الشاخص إلى الشمس ليثبت أن النهار موجود!
لا يحتاج المتابع العادي أن يتعب ليستنتج معلومة باتت كالشمس في وضح الضحى ..
هي الحلف الصفليبي أي الصفوي الصليبي ضد الإسلام الحق متمثلاً في صورته السوية وسنته الغراء ..
وتكلُّف إقامة الدليل على هذه الحقيقة كتلف الشاخص إلى الشمس ليثبت أن النهار موجود!
وليس يصح في الأذهان شيءٌ *** إذا احتاج النهار إلى دليلِ
ومع أن هذا الحلف بين الصفوية والصليبية ضارب في أعماق التاريخ، وعبر مراحل ليس أولها تحالف الشاه الصفوي والبرتغالي على غزو مكة والمدينة وحرب الدولة العثمانية إلا أنه يتجدد في مراحل التاريخ وأحقابه
ومن باب توضيح الواضحات أقول:
تتضح ملامح هذا الحلف ومعالمه لكل ذي بصر وبصيرة:
- منذ تبني الغرب واحتضانه لأكبر طاغوت وأكذب دجال عرفه العصر آية الشيطان (الخميني) فقد عاش لاجئًا هارباً إلى باريس من الشاه محمد رضا بهلوي حتى أنجحت الثورة الشعبية على الشاه وجيء بالهالك الخميني على متن طائرة الخطوط الفرنسية إلى طهران لتسلم له البلاد الإيرانية على طبق من ورِق!
- وكان شعار ثورتهم المرفوع (الموت لأمريكا الموت لروسيا الموت لإسرائيل) وهو الشعار عينه لخميني اليمن الحوثي فيما يسمى بالصرخة الحوثية، وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن الدجال معه جنة ونار وأن ناره جنة وجنته نار؛ وكذا الدجال الخميني موته حياته وحياته موت؛ فقد رفع شعار الموت لهؤلاء وهم من باركه ورعاه كالحوثي الآن، ورفع شعار التقارب والوحدة الإسلامية وهو ودولته وخلفاؤه أول وأشد من يسعى في تقطيعها وهدمها وتصدير ثورتهم المشئومة الملعونة إليها.
- وعبر سبع وثلاثين سنة وهو عمر ثورتهم -لا أطاله الله- ما سجلت واقعة احتكاك (غير كلامي دعائي) بين إيران والغرب ابتداء من أزمة السفارة الأمريكية في طهران التي ظن الغفل أنها شرارة الحرب، أما حمامات الدماء فهي من نصيب المسلمين السنة ولمكة والحج من ذلك أوفر الحظ والنصيب ثم في طول الخارطة الإسلامية وعرضها.
- ونبتت أجنحة إيران المشئومة وتمددت أذرعتها وعصاباتها في بلاد المسلمين فقط؛ لبنان والعراق واليمن والقطيف والحجاز (حزب لات الحجاز) في الوقت الذي خلت منها بلاد الغرب ودولة اليهود!
- وفي كل حروب الغرب التي خاضها في بلاد سنية كانت إيران أول مساند وأشد مساعد، كما في حرب أفغانستان لإسقاط طالبان، وحرب العراق لإسقاط صدام.
- وكانت ولازالت البواخر المحملة بكل أنواع السلاح تمخر المحيطات والبحار من إيران وغيرها بإشرافها وشرائها إلى أجنحتها وتجتاز مناطق حساسة جدا إلى شواطئ لبنان واليمن عبر باب المندب وقناة السويس مروراً بشواطئ اليهود في إيلات وتفرغ في هذه الموانئ تحت سمع وبصر الغرب وجاسوسيته وأقماره الصناعية وتنقل هذه الأسلحة لتخزن على الشريط الحدودي اللبناني اليهودي بكل أمان!
- في الوقت الذي تنقش هذه الأقمار الأراضي السنية الشاسعة وتصوب أسحلتهاوتصيب (الدرونز) الأمريكية أهدافها بكل دقة، فتقتل رجلاً في سيارته أوتضرب اجتماعًا في عقر دار وقعر قرار وتستهدف المقاومين السوريين المدافعين عن طفلة وعجوز ما صرخ لهم صارخ بموت أمريكا ولا إسرائيل!!
- ويأبى الغرب الصليبي في المرحلة الأخيرة إلا أن يسفر عن وجهه الكريه ويعلن هذا الحلف على الملأ عبر الاتفاق النووي ورفع العقوبات والحماس المنقطع النظير من لدن الإدارة الأمريكية لتصنع من إيران قوة بالقوة، وتكون شرطيها في المنطقة، حتى زفر أوباما بزفرة طالما أخفاها قائلا: "أتمنى أن أرى إيران قوة إقليمية حقيقية كبرى".
- وتمر التهورات والمراهقات الإيرانية وتحرشها المزعوم واحتجازها للسفن الأمريكية وارتكابها أبشع المؤامرات على الأراضي الأمريكية ومن أقربها التآمر لاغتيال السفير السعودي؛ كل هذا يمر بسلام وأمان.
- ويصر الغرب الكريه على إشراك إيران في حلّ كل مشكلة في البلاد العربية وهو أول من يعلم أنها هي رأس الفتنة وأساس المشكلات وموقدة الحروب وداعيتها وراعيتها وتصرخ بذلك وتجهر دون أدنى تخوّف وتحفّظ وتردد ولولاها لكان المنطقة أهدأ ما تكون ولتخلصت البلدان من طواغيتها وسفاحيها في أيام؛ ومع ذلك يصر الغرب على إشراكها واعتبارها لاعباً أساسًا وليس احتياطاً في المنطقة.
- ولايخجل المندوبون الدوليون المتعاقبون كلهم بل والأمين غير الأمين للأمم المتحدة وبكل صفاقة بالإشادة بدور إيران والثناء على مواقفها في اليمن وسوريا في الوقت الذي يتهم فيه الأخير المملكة بالانتهاكات في اليمن وقصف المدنيين؛ فهل يا ترى سيتجرأ هؤلاء الأقزام الأُجَراء على قول ذلك من عند أنفسهم لولا أنه يملَى عليهم من طواغيت الغرب بكرة وأصيلاً أو يعرفون أهواءهم ..
- ولو ذهبنا نتتبع الأدلة لتُهنا في أودية الكلام؛ فنكتفي بهذه الإشارات من هذه الدلالات المتوافرات المتواترات التي لا يحجب شمسها غربال بعض الشبه منها:
- العقوبات الغربية الاقتصادية على إيران فهذه يعلم البليد أنها لصالح الغرب لما ارتفع طموح الآيات إلى النووي للحدّ منه ولذلك تحمس الغرب نفسه لرفع العقوبات بمجرد توقيع الاتفاق، فهي من جنس خلافات الأحبة كالعقوبات على موسكو إثر قضية أوكرانيا.
- ومنها ادعاء المقاومة والممانعة وحرب 2006 وهذه بالذات لم تعد تنطلي إلا على أغبى الأغبياء وأحمق الحمقى؛ فالباطنية بطوائفها الرافضة والنصيرية والدروز وغيرها هم والله من يحمي اليهود ويواليهم وحرب 2006 كانت كشجار الأشقاء ومع ذلك دفع اللبنانيون جميعًا ثمنها غاليا وكانت الغلبة والمكنة فيها لليهود الذين دمروا حتى بيروت وما مجزرة قانا بغائبة عن الأذهان.
- وأما انسحابهم من أمتار من الحدود فهي حركة من ذكي عرف أن الرافضة أحرص على ردع السنة عدوهم الحقيقي من اليهود أنفسهم فضحك اليهودي من نفسه لماذا يبذل الدم والمال لحراسة الحدود طيلة السنين والوكيل المخلص موجود، وهل يقارن العاقل بين إخلاص حزب اللات واستماتته في حرب السنة الآن في سوريا وادعاء حربه لليهود.
- وأما اغتيال اليهود لبعض قاداته كقنطار إن صح أن اليهود وراءه، ومن قبله عماد مغنية فكل هذا من قبيل: كخ لمن جاوز الحد من الأحبة.
- وأخيرًا ما يقال من مساعدات إيران لغزة فهو محاولات مستميتة لتشييعها وتقوية جماعة الجهاد إيرانية الهوى أو على الأقل لتسكت عنها حماس، واليهود من ذلك أكبر مستفيد وودّوا لو أمسوا وأصبحوا على غزة شيعية خالصة؛ ولذلك تمر المساعدات بعلمهم وإذنهم، ومن اعتقد سوى ذلك فليتحسس عقله.
محمد بن أحمد الفراج
محاضر في جامعة الإمام سابقاً
- التصنيف: