جدوى المقاطعة الشعبية
ونفس الحكم ساري على البضائع الهولندية، والسويسرية الآن ...
سئل أحد الأخوة الأستاذ الدكتور حسين شحاته السؤال التالي..
"هل ترون أن هناك جدوى للمقاطعة إذا لم يكن هناك موقف رسمي من قبل
الحكومات؟ وجزاكم الله خيرا."
وأجاب بما يلي...
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
المقاطعة الاقتصادية للبضائع الأمريكية والصهيونية واجبة على الجميع
لأنها من الجهاد بالمال، فإذا تخاذل البعض فلا يجب أن يتخاذل الجميع ،
ولهذه المقاطعة جدواها في تكبيد العدو خسائر مادية جسيمة ، ولنهضة
الاقتصاد الوطني ولو على المدى البعيد ، و لا يُنظر إليها بما تحققه
من خسائر مادية للعدو، ولكن يُنظر إليها على أنها موقف مع النفس،
وموقف مع الله، وموقف لمؤازرة إخواننا، فقيمتها المعنوية لا تُقوّم
بمال.
يقول الأستاذ الدكتور حسين شحاته الأستاذ بجامعة الأزهر :
المقاطعة الاقتصادية فريضة شرعية وواجب ديني، وطاعة لله ورسوله، وقد
أقرها الفقهاء، ويجب على كل مسلم يؤمن بالله ربًا وبالإسلام دينًا، أن
ينظر إلى المقاطعة على أنها عبادة لله عز وجل، وموقف مع النفس، وموقف
مع الله؛ ولذلك ليست متعلقة بأمر يصدر من رئيس أو حاكم، وإن كان من
الأفضل أن تتعاون النظم الحاكمة مع الشعوب في تحقيق الغاية.
ولكن إذا كانت النظم الحاكمة تعارض المقاومة لسبب أو لآخر، فإن هذا لا
يعفي المسلمين من القيام بمسؤولياتهم تجاه المقاطعة، ولقد نجحت الشعوب
فعلاً في تفعيل المقاطعة بالرغم من معارضة حكامها؛ لأن المقاطعة ترتبط
بالإنسان المسلم، لأنه هو الذي يشتري وهو الذي يبيع وهو الذي يدفع وهو
الذي يقبض، فعندما يقدم المسلم على شراء سلعة فيجب أن يسأل نفسه، هل
هي سلعة وطنية، ومن دولة عربية إسلامية، نعم فيؤجر على ذلك.
أما إذا اتبع هوى نفسه الأمارة بالسوء، وترك السلعة الوطنية المنتجة
بأيدِ طاهرة، واشترى سلعة أمريكية أو صهيونية، فإنه قد خان الله
ورسوله، وخان الأمانة، ويعتبر آثما، ومظاهرا، ويعين الأعداء على دين
الإسلام.
والذي يقوم الآن بالمقاطعة فعلاً هم الأفراد، والشعوب، وليست الأنظمة
الحاكمة، وقد نجحت فعلاً المقاطعة في إحداث خسائر في العدو الصهيوني،
قدرت بما لا يقل عن مائة مليار دولار، كما كبدته خسائر شهرية لا تقل
عن 640 مليون دولار، كما أن العديد من الشركات الأمريكية التي منيت
بخسائر فادحة من المقاطعة، بدأت تضغط على أمريكا لتعيد النظر في
سياستها العدائية للعرب والمسلمين.
والأغرب من هذا أن هناك شركات أمريكية صهيونية، بدأت تتبرأ نفاقًا من
تبعيتها لأمريكا ولليهود، وأصدرت منشورات تنفي علاقتها بالصهيونية،
وهناك شركات أخرى أمريكية صهيونية بدأت تعلن أنها تدعم نفقات الحج
والعمرة، وتتبرع لمدارس القرآن الكريم، حتى تنفي التهمة عن نفسها.
وهناك شركات أخرى بدأت تساوم الجمعيات والنقابات التي تتبنى المقاطعة،
بأن تدفع لها مبلغا من المال نظير أن يلغى اسمها من سجل الشركات
الواجب مقاطعتها.
وخلاصة القول: إن المقاطعة فعالة، وهي مسؤولية الفرد، ومسؤولية
الشعوب، ومسؤولية الحكومة، ومسؤولية الأمة الإسلامية، وهي فرض عين على
كل مسلم ومسلمة، فإذا تخاذلت الحكومات العربية والإسلامية في
المقاطعة، فلا يجب على الشعوب أن تتهاون فيها، وخصوصًا أن هذه
المقاطعة لله، ولله، وكل عمل لله فيه إخلاص الله يرعاه ويجعل منه
الخير الكثير.
والله أعلم.
- التصنيف: