مع القرآن - يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ

حذر تعالى أمة محمد صلى الله عليه و سلم من مريدي الضلال و الغواية و حاسديهم على ما معهم من هدى .
و من العجب العجاب في زماننا الحاضر أن من حذرنا ربنا منهم يملكون أدوات توجيه الأمة إعلامياً و إلكترونياً ( فهم يمتلكون الآلة الإعلامية عالمياً و يمتلكون الشبكات الإلكترونية و يتحكمون فيها تحكماً واضحاً لخدمة معتقداتهم و مخططاتهم ) .
بينما ينقاد المسلم لهم مذعناً طائعاً بل راغباً دون تفكير أو إرادة حقيقية لصنع البدائل أو مجرد الرغبة في صناعة حضارة فهو مستهلك يكتفي بالاستمتاع و لو كلفه دينه و عرضه إلا من رحم الله... و إلى الله المشتكى .
قال تعالى :
{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ } [النساء 44] .
قال ابن كثير في التفسير :
يخبر تعالى عن اليهود عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة ، أنهم يشترون الضلالة بالهدى ويعرضون عما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم ويتركون ما بأيديهم من العلم عن الأنبياء الأولين في صفة محمد صلى الله عليه وسلم ليشتروا به ثمنا قليلا من حطام الدنيا ويريدون أن تضلوا السبيل  أي يودون لو تكفرون بما أنزل عليكم أيها المؤمنون وتتركون ما أنتم عليه من الهدى والعلم النافع . 
أبو الهيثم