الحرب على الدولة الإسلامية!
منذ مدة يراودني أن أكتب شيئا في النهي عن تسمية ما يُسمى "بالدولة الإسلامية" بهذا الاسم الشريف العفيف، وتسميته بـ"تنظيم الدولة" أو "دولة البغدادي" أو حتى "داعش" فحسب، وكما يقال: ليس من الضروري أن تكون عميلاً كي تخدم عدوك، بل يكفي أن تكون غبيًا.
منذ مدة يراودني أن أكتب شيئا في النهي عن تسمية ما يُسمى "بالدولة الإسلامية" بهذا الاسم الشريف العفيف، ولتكن تسميته بـ"تنظيم الدولة" أو "دولة البغدادي" أو حتى "داعش" فحسب، بم يكون علما عليها ولا يلتبس بالإسلام، وذلك لعدة محاذير قد يكون بعضها مقصودًا حتى عند الغرب، أو على الأقل استفادوا منه:
أولًا: يحصل منه استئناس أو استساغة التعبير بـــ"الحرب على الدولة الإسلامية"، خاصة مع ما يصدر منها أو عنها من تصرفات مشينة، تجعل من الناس تسمي الحرب على فصيل كهذا حربا على الدولة الإسلامية ويستسيغونه! وهو من باب : "يصبح المنكر معروفا"
ثانيا: يسري ذلك إلى استساغة حرب كل شيء إسلامي بلا استنكار، ويصبح مألوفا، وينتج عنه الخطر التالي:
ثالثا: يضمر به البراء من الكفار واختفاء الحرب الدينية العَقدية، فبه يزول الشعور بالحرب على الإسلام.
رابعا: يضمر به شيء من الولاء بين المسلمين، ويقل التحسس بهم لما يلقونه من حرب صليبية باسم صريح "الحرب على الدولة الإسلامية" مع تسويغه بما سبق ذكره وكما هو جارٍ على ألسنة أنواع من الناس بلا نكير..
خامسا: يُلقي بظلال من التشويه للدولة الإسلامية الحقيقية، والتي ليست هي إلا صورة نموذجية في أذهان الناس، كلٌّ يرسم لها صورة حسب تصوره، ويزكي سوداوية الصورة عن الدولة الإسلامية الحقيقية تصرفات من يتسمّون باسمها ولا يتمثلونها بأخلاقهم! مهما كان الذي لهم أو الذي عليهم، حتى وإن لم يصح عنهم.
سادسا: يجعل من بسطاء الغرب يربطون بين الدولة الإسلامية الغائبة والدولة الإسلامية الغائلة، فيقفون في صف طغاتهم ويشدون أزرهم في حربنا، بدلا من أن يكون فيهم من يشق الصحيفة الظالمة، كما فعلها بعض صناديد قريش في مكة.
سابعا: الاستمرار في استعمال هذه التسمية على هذا التنظيم، هو تزكية ممن قالها، وخاصة إذا كان القائل مسموع الصوت أو رائج الصيت! وهذه التزكية تصل رسالة خاطئة لمن يجهل الإسلام ودولته، وهدية باردة لمن ثنى عطفه لحرب الإسلام ودولته باللسان والسنان!
وكما يقال: ليس من الضروري أن تكون عميلاً كي تخدم عدوك، بل يكفي أن تكون غبيًا.
وربما عند غيري غيرُها، والله أعلم
أبو محمد بن عبد الله
باحث وكاتب شرعي ماجستير في الدراسات الإسلامية من كلية الإمام الأوزاعي/ بيروت يحضر الدكتوراه بها كذلك. أستاذ مدرس، ويتابع قضايا الأمة، ويعمل على تنوير المسيرة وتصحيح المفاهيم، على منهج وسطي غير متطرف ولا متميع.
- التصنيف:
- المصدر: