وسيم.. تاسع ضحية للدهس الإسرائيلي في 2009

منذ 2009-12-09

غزة - ست رصاصات أفرغها جنود الاحتلال في جسمه، وتركوه ينزف على الأرض، وأمام أعينهم انطلقت سيارة رمادية اللون يستقلها أحد المستوطنين لتدهس الجسد المُضرج بالدماء ثم تُعاود الرجوع للخلف غير آبهةٍ بصيحات عذابه ....


غزة - ست رصاصات أفرغها جنود الاحتلال في جسمه، وتركوه ينزف على الأرض، وأمام أعينهم انطلقت سيارة رمادية اللون يستقلها أحد المستوطنين لتدهس الجسد المُضرج بالدماء ثم تُعاود الرجوع للخلف غير آبهةٍ بصيحات عذابه وبعد سيرها للوراء عادت من جديد لتتلذذ بآهاته.

هكذا تناقلت الفضائيات ما عرضته القناة الثانية الإسرائيلية الأربعاء لحادثة دهس الشاب الفلسطيني "وسيم أسامة مسودة" (21 عاماً) على يد مستوطن من كريات أربع جنوب مدينة الخليل.

وبعد الحادث فقد وسيم الوعي وتم سحبه من تحت السيارة ونقله إلى مستشفى في القدس حيث يـرقد في حـالة يصفها الأطباء ما بين خطيرةٍ وشبه مسـتقرة.


وحاولت إسرائيل تبرير الحادثة التي جرت أمام مرأى طواقم الإسعاف وجنود الاحتلال، بالزعم أن سائق السيارة هو زوج الإسرائيلية التي تعرضت للطعن يوم الخميس الموافق 26 نوفمبر الماضي على يد الشاب وسيم من الخليل.

وكانت عملية الدهس قد وقعت الأسبوع الماضي حيث سرت حينها أنباء حول الحادثة لكن وسائل الإعلام الإسرائيلية سارعت إلى النفي حتى تم الكشف عنها من خلال صورة حية التقطها أحد الهواة.

وذكر الجيش الإسرائيلي قبل أيام أن مستوطنتين أصيبتا بجراح طفيفة، بعد أن قام فلسطيني بطعنهما في مدينة الخليل وتم إطلاق النار عليه وإصابته.


8 حوادث دهس

الدهس أصبح شكلا من أشكال الترويع من جانب المستوطنين ضد الفلسطينيين، حيث ذكرت إحصائيات فلسطينية أن المستوطنين تسببوا في سقوط ما يقرب من ثمانية حوادث دهس قبل حادثة وسيم منذ بداية عام 2009 أسفرت عن إصابة 31 مواطنا تنوعت إصاباتهم بين خطيرة ومتوسطة وطفيفة، بينما وقعت العشرات من هذه الحوادث خلال الأعوام الماضية.

ويرى مراقبون أن ما يُشجع المستوطنين على هذه العمليات هو تصرف جنود الاحتلال وعدم اكتراثهم بالأمر والاكتفاء بتوجيه عبارات اللوم والإدانة وأن ما يُشجعهم أكثر ممارسات الجنود أنفسهم.

وتسجل الذاكرة الفلسطينية مأساة الشاب زكريا رضوان (21 عاماً) من مدينة قلقيلية والذي يعاني حتى اليوم من آثار دهسه من قبل أحد المستوطنين في نوفمبر 2009.

وقال شهود عيان وقتها إن زكريا تُرك على الأرض أكثر من نصف ساعة على قارعة الطريق وأن جيباً عسكريًّا إسرائيليًّا مرّ من أمامه ولم يهتم به.


وفي تصريح صحفي لرئيس بلدة حواره جنوب نابلس "سامر مرعب" قال إن المستوطنين يعمدون دوما للاعتداء على أهالي بلدته وإن الدهس هو أحد أشكال هذه الاعتداءات.

وأشار إلى أن الطفل "قسام ضميدي" أحد ضحايا هذه الاعتداءات قبل نحو عامين ما زال في حالة موت سريري حتى اللحظة بعد أن دهسه أحد المستوطنين.

وكانت اللجنة الإسرائيلية لمكافحة التعذيب أكدت في تقرير سابق لها انتشار ظاهرة العنف ضد الفلسطينيين والتنكيل بهم، مشيرةً إلى أن هذه الظاهرة أصبحت اعتيادية وجزءاً من سلوك الإسرائيليين دون رادع.


وليس بعيداً عن الأذهان جريمة 7 يوليو 2008 عندما عرضت منظمة "بيتسليم" الحقوقية الإسرائيلية شريط فيديو يظهر جنديا إسرائيليا يطلق النار - بدم بارد- على الشاب الفلسطيني "أشرف أبو رحمة" (27 عامًا) في قرية نعلين والذي يظهر في الفيلم معصوب العينين ومقيد اليدين بجوار جيب عسكري، ويصوب الجندي النار بندقيته على قدميه من مسافة قريبة للغاية وذلك بحضور ضباط إسرائيليين كبار.

المصدر: علا عطا الله - موقع إسلام أون لاين