السير إلى الله بحكمة
العبد الكيس الفطن لا يحمل نفسه ما لا تطيق ويسير إلى الله سيراً دائماً مستمراً و إن كان بطيئاً .
المهم أن يستمر السير و لا ينقطع أو يتقهقر للخلف ..وهذا فعل الأكياس المتاجرين مع الله بتبصر و فطنة .
قال الحسن البصري رضي الله عنه :
(إنَّ هذا الدِّين دينٌ واصب (أي ثابت مستمر ) ، وإنَّه مَن لا يصبر عليه يدعه، وإنَّ الحقَّ ثقيل، وإنَّ الإنسان ضعيف، وكان يقال: ليأخذ أحدكم مِن العمل ما يطيق، فإنَّه لا يدري ما قَدْرُ أجله، وإنَّ العبد إذا ركب بنفسه العنف، وكلَّف نفسه ما لا يطيق، أوشك أن يسيب (أي يترك ) ذلك كلَّه، حتى لعلَّه لا يقيم الفريضة، وإذا ركب بنفسه التَّيسير والتَّخفيف، وكلَّف نفسه ما تطيق كان أكيس أو قال: كان أكثر العاملين، وأمنعها مِن هذا العدو وكان يقال: شرُّ السَّير الحَقْحَقة (أي شدة السير يعني التشدد) [الزهد لابن المبارك ] .
أبو الهيثم
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: