عام على العدوان
منذ 2009-12-29
قال صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك، قالوا: وأين هم؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس»
بدأ العدوان على غزة يوم السبت 27 ديسمبر 2008م، ولست بصدد الحديث عن الأوضاع المحلية والعربية والدولية التي سبقت هذا العدوان، ولست بحاجة لاستذكار مشاهد ذلك العدوان، والتي يقف في وجهها مشاهد الصمود والتحدي والبطولة والتضحية والفداء.
عام على العدوان.. وما زال الحصار!
من يصدق هذا!
بل من يصدق أن هدية ذوي القربى (جدار الفولاذ)!
وأن من يباركه (رئيس البلاد)!
من يحاصر من؟
عام على العدوان، وأربعة أعوام على الحصار، ولا زال الحصار قائماً، وغزة تحاصر الحصار، وتهزأ بالجدران، ويشهد بذلك العديد من عناوين الأخبار التي تكشف بعضاً من نتائج تلك الحرب على المستوى الدولي:
• فندق بإقليم تيرول بالنمسا يرفع شعار (لا يوجد غرف لليهود).
• سكان منطقة (فال دواز) الفرنسية وعدد من البرلمانيين المنتخبين قرروا مقاطعة المنتجات الصهيونية.
• الاتحاد النرويجي للنقابات التجارية والذي يمثل أعضاؤه أكثر من ثلثي العاملين في البلاد, ينظم حملة مقاطعة دولية ضد الكيان الصهيوني، ويصدر بيانا يطالب فيه وضع حد للإحتلال غير المشروع للأراضي الفلسطينية والرجوع إلى حدود عام 1967م ووقف توسيع المستوطنات وإزالة الجدار الأمني.
• تقرير أكاديمي أوروبي نشرته مجموعة الأبحاث والمعلومات عن السلام والأمن في العاصمة البلجيكية بروكسل ينتقد الدور الكبير للاتحاد الأوروبي في تسليح "إسرائيل" بمعدات ضخمة لاستخدامها في حروبها.
• جمعية الأمن للجالية اليهودية تكشف أن الاعتداءات على اليهود في بريطانيا قد تضاعفت في الأشهر الستة الأولى من عام 2009م بسبب الحرب على قطاع غزة.
• صحيفة "أفتونبلدت" السويدية تكشف أن الاحتلال يقتل الفلسطينيين في غزة والضفة للمتاجرة بأعضائهم.
• عشرات النشطاء يحتلون متجر (ويت روز) الشهير وسط (برايتون) جنوب لندن احتجاجا على بيعه منتجات صهيونية.
• الصندوق الحكومي النرويجي يبيع أسهمه البالغة 6 مليار دولار في شركة (ألبيط) الصهيونية لأسباب أخلاقية, بسبب قيام الشركة ببيع أجهزة تتبع ومراقبة للكيان الصهيوني استخدمت في تعزيز أمن الجدار العازل في الأراضي المحتلة.
• النقابات العمالية البريطانية تصوت بالأغلبية في مؤتمرها السنوي الذي عقدته في مدينة ليفربول البريطانية على التعهد بإنشاء حركة لمقاطعة ووقف الاستثمارات مع الجانب (الإسرائيلي) ومنع استيراد المنتجات التي يتم إنتاجها في المستوطنات، ووقف الاتجار بالسلاح مع الدولة العبرية، ووقف الدعم الاقتصادي لعدد من الشركات الصهيونية وتمثل هذه النقابات نحو 6 ملايين ونصف المليون عامل.
• أسبانيا تمنع وفداً من جامعة (أرئيل) الصهيونية من المشاركة في مسابقة هندسية لكون الجامعة مقامة على مغتصبة (أرئيل) بالضفة الغربية، والتي تعتبرها إسبانيا أرضًا محتلة.
• تركيا تلغي مناورات جوية كان من المقرر أن يشارك فيها الكيان الصهيوني.
• رئيس حكومة العدو السابق (إيهود أولمرت) يتعرض لهجوم عنيف خلال إلقائه لمحاضرة بجامعة شيكاغو بالولايات المتحدة.
• جمعية حماية الجالية اليهودية بفرنسا تعلن أن الحرب على غزة زادت من (الأعمال العنيفة) ضد يهود فرنسا.
• نتائج استطلاع للرأي بألمانيا تظهر أن أكثر من نصف الألمان يعتبرون الكيان الصهيوني تهديدا خطيرا للأمن في العالم.
• جامعة (تروندهايم) للعلوم والتكنولوجيا بالنرويج تصوت لمقاطعة الكيان الصهيوني أكاديمياً.
• طلاب جامعة البحر الأسود التركية يرشقون السفير الصهيوني بتركيا "غابي ليفي" بالبيض الفاسد أثناء زيارته للجامعة.
• جامعة (ساسيكس) البريطانية تعلن أن اتحاد طلاب الجامعة قرر مقاطعة المنتجات الصهيونية داخل مرافق الجامعة، وبلغت نسبة التصويت للقرار 65%.
• عدد من اليهود المناصرين للفلسطينيين يقاطعون خطاب رئيس حكومة العدو نتنياهو الذي ألقاه أمام 3000 مندوب يمثلون الجالية اليهودية بأمريكا، مرددين: (ارفع الحصار عن غزة) قبل أن تخرجهم الشرطة الأمريكية من القاعة.
• الآلاف من الأرجنتينيين يتظاهرون احتجاجا على زيارة الرئيس الصهيوني بيرس للأرجنتين.
• مؤتمر أكاديمي بأوكرانيا يتهم الكيان الصهيوني باستيراد 25 ألف طفل أوكراني للمتاجرة بأعضائهم كقطع غيار.
• تظاهر العشرات باستراليا احتجاجاً على زيارة نائب رئيس الوزراء الصهيوني (سلفان شالوم).
• تحالف يضم 90 منظمة وجمعية نمساوية غير حكومية يندد بزيارة وزير الحرب الصهيوني "إيهود باراك" لفيينا.
• مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف يصادق على مشروع القرار الخاص بتبني تقرير "غولدستون" حول الحرب الصهيونية على غزة وإحالته إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة.
• وزيرة الخارجية السابقة (ليفني هربت) من لندن بجواز سفر مزور بعد إصدار المحكمة قراراً باعتقالها.
• جيش الاحتلال يعلن فتح وحدة انترنت جديدة لخوض حرب دعائية لتحسين صورته على الانترنت وبالمحافل الدولية مطلع العام الجديد، فيما شكك خبراء بجدواها مع استمرار الاعتداءات.
• نائب رئيس الوزراء الصهيوني يقول: "إن الوضع القائم اليوم في العالم لا يطاق", في إشارة لمذكرات الاعتقال والملاحقة القانونية لقادة الاحتلال عقب تقرير (غولدستون).
من البشائر:
• التقرير السنوي الاستراتيجي لمركز مدار للدراسات الصهيونية لعام 2009 يكشف أن دولة (إسرائيل) لم تعد الملاذ الآمن الذي وعدت به يهود العالم بعد إقامتها، بل إنها الآن وبعد ستة عقود تظهر أقل الأماكن أمنا لليهود مقارنة مع أي مكان آخر تتواجد فيه الجالية اليهودية في العالم .
• قال د.غابي سيبوني الباحث في معهد الأمن القومي في (تل أبيب) في لقاء مع إذاعة الجيش: "أن التهديدات تغيرت بشكل كبير وهام مع مرور الوقت وأن إسرائيل تبني نفسها لمواجهة الجيوش، ولكن التهديدات أصبحت من حركات مقاومة تستنزف الشعب اليهودي ولا يمكن تحقيق نصر ضدها, لعدم إمكانية تهيئة وضع أمني مقبول للسكان يمكن أن يعيشوا فيه، كما أن الخطر القادم من الدول ما زال قائما".
• الصحف الصهيونية تابعت باهتمام كبير ما نشره جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني مؤخرا حول تضاعف عدد الفلسطينيين 7 مرات بعد مرور 61 عاما على النكبة، مما يعني تساوي أعداد الفلسطينيين واليهود عام 2016م، ويتخوف الصهاينة مما يسمونه بالقنبلة الديموغرافية، ففي الوقت الذي يتمتع المجتمع الفلسطيني بالفتوة والنمو السكاني السريع فإن المجتمع الصهيوني يعاني من شيخوخة تهدد بانخفاض أعداد اليهود في الأعوام المقبلة.
أيها المتربصون
قال صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك، قالوا: وأين هم؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس». [أخرجه أحمد في المسند والطبراني] في الكبير والألباني في السلسلة الصحيحة.
قال ابن جرير الطبري رحمه الله : "يعني النبي صلى الله عليه وسلم باللأواء الشدة، إما في المعيشة من جدب وقحط، أو حصار، وإما في الأبدان من الأمراض والعلل، أو الجراح، يقال من ذلك: أصابت القوم لأواء".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : "والنبي ميز أهل الشام بالقيام بأمر الله دائما إلى آخر الدهر، وبأن الطائفة المنصورة فيهم إلى آخر الدهر، فهو إخبار عن أمر دائم مستمر فيهم مع الكثرة والقوة، وهذا الوصف ليس لغير الشام من أرض الإسلام، فإن الحجاز التي هي أصل الإيمان نقص في آخر الزمان منها: العلم والإيمان والنصر والجهاد، وكذلك اليمن والعراق والمشرق، وأما الشام فلم يزل فيها العلم والإيمان، ومن يقاتل عليه منصورا مؤيدا في كل وقت".
المصدر: زياد عابد المشوخي
- التصنيف: