مخاوف من تلويث الجدار مياه رفح

منذ 2010-01-06

سكان غزة يخشون أن يلوث الجدار الذي تبنيه مصر مياه الشرب في آبارهم..


تتصاعد حدة القلق لدى سكان مدينة رفح الفلسطينية كلما اقتربت الحفارات والآليات المصرية العملاقة العاملة في مشروع بناء الجدار الفولاذي إلى الجهة الغربية الجنوبية للمدينة.


وعلى عكس سائر سكان غزة الذين يخشون من أن يمنع هذا الجدار تدفق البضائع عبر الأنفاق إلى القطاع المحاصر، يخشى أهل رفح من تلوث الخزان الجوفي الذي يستمدون منه مياه الشرب عبر الآبار الإرتوازية المنتشرة غربي وجنوبي غربي المدينة.


ويقول المواطن سلامة الصوفي (35 عاما) الذي يسكن في منطقة الشعوت القريبة من الحدود مع مصر "ينتابني وكل سكان المنطقة الخوف كلما لاحظنا الحفارات المصرية البازغة خلف الحدود تتقدم في عملها إلى الجهة الغربية".



نزار الوحيدي قال إن الجدار سيفرض حصارا مائيا على غزة (الجزيرة نت)
ويضيف "لا أستطيع وصف حجم الكارثة التي ستسببها هذه الحفارات الممتدة ألسنتها لتصل عشرات الأمتار في باطن الأرض وتقترب من الخزان الجوفي الذي يزود كل مدينة رفح بالماء الصالح للشرب".


وتابع في حديثه للجزيرة نت، أن مبعث الخوف لدى الناس ليس من الآبار الرأسية التي تحفرها الآليات المصرية في باطن الأرض، بل مما سيضخ فيها من مياه عادمة لمحاربة الأنفاق، على غرار ما يقوم به الأمن المصري حال اكتشافه أي نفق على الجانب المصري من الحدود، حسب قوله.


حصار مائي جديد
حالة الخوف التي يعيشها أهل رفح يشاركهم إياها مختصون فلسطينيون في مجال المياه والبيئة حذروا من مخاطر مشروع القنوات الرأسية المصاحب لبناء الجدار الفولاذي على البيئة والخزان الجوفي الذي لا يبعد سوى عشرات الأمتار عن سطح الأرض في منطقة جنوبي غربي قطاع غزة.


ويؤكد المختص في شؤون المياه الجوفية بوزارة الزراعة التابعة للحكومة المقالة نزار الوحيدي أن الجدار الفولاذي سيفرض على غزة حصارا مائيا جديدا من الجهة الجنوبية، إضافة للحصار المائي الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي من خلال المصائد المائية "التي تنهب مياه غزة الجوفية عبر مضخات ضخمة على طول حدود شرق وشمال القطاع".


وأشار إلى أن الجدار الفولاذي سيغير بناء التربة ويخلق حاجزا صناعيا يحول بين التواصل "الهيدروليكي" للمياه، لافتا إلى أن الأنفاق ستتحول إلى قنوات مائية سريعة لنقل المياه العادمة والملوثة إلى مئات الآبار الجوفية في كلا الجانبين من الحدود.



مناشدات الحكومة
من جانبه أكد المدير العام لسلطة المياه في غزة مازن البنا أن الجدار المصري سيؤثر على مصادر المياه الجوفية في المنطقة، وتوقع تآكل وتصدع هيكل الجدار على المدى البعيد لوجوده في بيئة رطبة خاصة في موسم الأمطار، مما سيؤثر في نظره على المياه الجوفية ويلوثها.


ولفت البنا في حديثه للجزيرة نت إلى أن الحكومة الفلسطينية المقالة، بعثت بعدة رسائل مناشدة إلى جامعة الدول العربية والأمم المتحدة وللرئيس المصري حسني مبارك، مطالبة بوقف بناء الجدار.


أما أستاذ البيئة وعلوم الأرض في الجامعة الإسلامية بغزة، الدكتور سمير العفيفي، فأكد أنه لا توجد أي إجراءات أو وسائل حقيقية على أرض الواقع لتفادي المخاطر البيئية والمائية للجدار في ظل الظروف الحالية.


وذكر العفيفي للجزيرة نت أن "الجدار على شكل أنابيب فولاذية مفرغة من الداخل في الغالب ستتم تعبئتها بمياه البحر أو مياه عادمة"، مضيفا أن هذه المياه "تتسرب في باطن الأرض لتصل إلى مستويات المياه الجوفية وتعمل على تلويثها".

أحمد فياض-رفح

المصدر: موقع الجزيرة