القرآن لطائف وأحكام - (15) القرآن لطائف وأحكام
تيسير القرآن أجلّ الهدايا والعَطايا .. !
في قوله تعالى:
{ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } .. !
يقول ابن القيم رحمه الله :
( وتيسيره للذكر يَتضمن أنواعًا من التيسير :
إحداها: تيسير ألفاظه للحفظ
الثاني: تيسير معانيه للفهم
الثالث: تيسير أوامره ونواهيه للامتثال ... !
ولهذا .. لا تجد كلامًا أحسن تفسيرًا، ولا أتمّ بيانًا، من كلام الله سبحانه ).
انظر: [الصواعق المُرسلة]
قلتُ :
وعلى هذه الأنواع الثلاثة من التيسير، تَواترت أدلة القرآن وتكاثَرت .. !
فالأول: وهو تيسير ألفاظه، فقد دلَّ عليه قوله تعالى :
{ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ }.
قال [ابن كثير رحمه الله، في تفسيره] :
( أي: هذا القرآن الذي أنزلناه إليك، أنزلناه بلسانك العربيّ الفصيح الكامل الشامل، ليكون بيِّنًا واضحًا ظاهرًا، قاطعًا للعُذر، مقيمًا للحُجة، دليلًا إلى المَحجة ).
وأما الثاني: وهو تيسير معانيه، فقد دلَّ عليه قوله تعالى :
{ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ }.
فكيف يُكلَّفون بتدبّره، إن لم تكن معانيه بادية ميسورة ؟!
وأما الثالث: وهو تيسير أوامره للامتثال، فقد دلّ عليه قوله تعالى :
{ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ }.
وفي الجملة :
فتَيسير القرآن هو أجلّ النِّعم، وأمنّ المِنَن .. !
كما قال ابن عباس: ( لولا أن الله يسَّره على لسان الآدميين؛ ما استطاع أحدٌ من الخلق، أن يتكلم بكلام الله عزَّ وجلّ ). [تفسير ابن كثير]
أبوفهر المسلم
أبو فهر المسلم
باحث شرعي و أحد طلاب الشيخ سليمان العلوان حفظه الله
- التصنيف: