سؤال ملحد : كيف يعذبنا الرحيم
تخيل نفسك أمام مُلحد أو من يعترض على قدر الله ويقول : كيف يُعذبنا الله والله محبة ؟ لماذا خلق الله النار والعذاب وهو خلقنا وكان قادر على أن لا يخلقنا ؟ بماذا سترد عليه ؟
الإجابة :
لو كان ملحدا، سأسأله مبدأيا ،لو أنك ملحد فاعتراضك هو على وجود الله؟! أم على خلقه لنا وتعذيبه للآثم فينا على قدر إثمه؟! إن سلّمنا بوجود الله فمرحى أنك تركت الإلحاد! حينها تكون أنت تتحدث عن صفات الله وليس عن وجوده!
وحينها تكون معترضا على قدره، فأقول لك إن وجود الخالق يستتبع أنه مستكملا للحُسن كله، وليس فيه من القبح أبدا .. ذلك أن الخسن هو ما نستحسنه ونميل إليه، والقبح هو ما نستقبحه وننفر منه، وحيث أننا نميل إلى الخالق بحكم ميلنا إلى أصلنا وعلّتنا، فهذا دليل أن الخالق هو مجمع الحُسن كله وليس فيه من القبح شيء..
.
أما أن الله يعذبنا - إن ارتكبنا الإثم لاسيما في حق غيرنا من العباد - رغم أنه رحمن رحيم، فالعلة هي أنه رحمن رحيم! لأن عدم تعذيبه لنا رغم آثمنا فيه ظلم، والرحيم الظالم هو ليس رحيما لأنه لو رحم لأنصف المظلوم ولاقتص من الظالم ولكافأ المحسن وعاقب المسيء، فالرحمة دون عدل ليست رحمة حقيقية بل هي رحمة مشوهة!! رحمة من زاوية واحدة، رحمة مبتورة، رحمة ناقص وليس رحمة عادل كامل!
.
أما أن الله قد خلق النار وهو يستطيع ألا يخلقنا، فهو قد خلق الجنة ايضا وهو يستطيع ألا يخلقنا! وقد خلقنا الله لندخل الجنة وليس النار، هذا هو قمة الرحمة أن نقلنا من حيز الممكن الغير موجود لحيز الممكن الموجود. أقول أن الله خلقنا لندخل الجنة لا النار لكن الآثمين منا أبوا أن يستمتعوا بالجنة كاملة دون أن تمسهم النار، أو أبوا أن يدخلوا الجنة أصلا! هم حكموا على انفسهم بما ينبغي أن يحدث لهم، بما هو من الطبيعي أن يحدث لهم. فلا يصح إلا الصحيح.
أحمد كمال قاسم
كاتب إسلامي
- التصنيف: