وَمْضة في التَّعَدُّد .. !!
في قوله تعالى:
{ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ }.
قال الألوسي رحمه الله :
( ثم كون القتل مكروهًا .. لا يُنافي الإيمان !!لأن تلك الكراهية طبيعية، لما فيه من القتل، والأسْر، وإفناء البدن، وتلف المال ).
انظر: [روح المعاني]
قلتُ :
وعلى ذلك فقِسْ كلَّ ما كان من تكاليف شرعية، ظاهرها المشقة النفسية، والكراهة الروحية، وإن كان باطنها خيرًا كلّه !
بل وربما أتى بخيراتٍ لا يُدركها الطَّرْف :
{ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا }.
ومن ذلك .. التعدُّد !
بل إن كراهة المرأة لذلك؛ يُعَدُّ من كمالها، وانسجام تركيبتها وطبْعها !
إذ إنها على مثل ذا .. فُطِرَت
والإسلام دومًا ما يُراعي حساب الفطرة، وإنكارها ما يَشقّ عليها
وهو كذلك لا يُماريها ولا يُصادمها .. !
لذا .. لا يُجرّم عليها، استثقالها ما لا طاقة لها به، وإنما يَقدُرها قدْرَها .. ( لقد غارَت أمُّكم ) !!
وهذا كلُّه لا يُنافي أبدًا الإيمانَ، والرضا بأحكام الله ودِينه وشرعه !
إذ إن كراهة المرأة لذلك ؛
إنما لاجتماع غيرها معها في زوج، وليس لأن الله شرع مثل ذلك وأحلَّه ..
وبين الأمرين؛ فرق ما بين السماء والأرض، والشرق والغرب، والجَزر والمدّ، والطول والعرض .. !
لكنَّ المذموم من ذلك ولا شكّ :
هو كراهة التشريع في نفسه، وعدم قبوله باطنًا والإذعان له، والظنّ أن الله بذلك قد ظلم المرأة وضيّعها - حاشاه سبحانه - !
وذاك في المسلمات نادرٌ إن حصل، إذ به ضياع الدين، وحبوط العمل:
{ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ }.
فإلى الرجال: ترفَّقوا بالنساء، واعْدِلُوا، وراعُوا ما راعَى اللهُ ورسولُه !
وإلى النساء: سلِّمْنَ بما شُرِع؛ فكلُّه خير، واحْذَرن التَّعدّي والجَور !
أبوفهر المسلم
أبو فهر المسلم
باحث شرعي و أحد طلاب الشيخ سليمان العلوان حفظه الله
- التصنيف: