القدس تناديكم.. أغيثوني أغيثوني !!

منذ 2010-03-14

يا أيتها الجماهير العربية والإسلامية، تحركوا قبل فوات الأوان، القدس والأقصى ليسا للفلسطينيين فقط، هما للمسلمين أينما وجدوا، اخرجوا للشوارع، انتفضوا، لربما يحرك ذلك أنظمتكم !



قضايا كثيرة يمكن الحديث عنها والكتابة فيها، منها القدس والجريمة الصهيونية الهادفة إلى ترحيل سكان سلوان في مدينة القدس تمهيدا لاستكمال عمليات التهويد وإفراغ المدينة من سكانها الأصليين وإحلال مستوطنين صهاينة لفرض سياسة الأمر الواقع فيما لو جرت محادثات حول ما يسمى بعملية سلام بين جانب من الفلسطينيين ودولة الكيان الصهيوني.


ومن القضايا التي طرحت يوم أمس كانت اعترافات بعض عناصر أجهزة الأمن البائدة، وجمعهم للمعلومات وإرسالها إلى المسئولين في رام الله، واستخدامهم وسائل متعددة تحدثوا عنها في التصوير الذي عرضته وزارة الداخلية، الذي أكد فيه المتورطون بنقل هذه المعلومات عن أماكن بالفعل قصفت من قبل قوات الاحتلال الصهيوني خلال العدوان على غزة، مما يعطي مؤشراً على أن هذه المعلومات قدمت إلى الجانب الصهيوني، وقد لا يكون هؤلاء المنتسبون إلى الأجهزة الأمنية البائدة يعلمون أن هذه المعلومات ستكون بيد الصهاينة نتيجة التنسيق الأمني وقد يكون الحقد قد دفعهم لذلك أو الحاجة إلى الراتب المهدد بالقطع لو لم يستجب هؤلاء العناصر، مهما كانت الأسباب فإن هذه المعلومات الخطيرة أدت إلى تمكن قوات الاحتلال من قصفها، علماً أن كثيراً منها قدمت فيها معلومات كاذبة وغير حقيقية، ولكن شهية العدو في القتل والتدمير أخذتها كما هي ونفذت عدوانها.


الحوار الوطني الذي دعت إليه مصر الخميس القادم من القضايا المهمة والمهمة جدا، التي يتطلع إليها الشعب الفلسطيني بشغف عل هذا الحوار يفضي إلى مصالحة تنهي حالة الانقسام التي يعاني منها الشعب الفلسطيني والقضية، صحيح أن لقاء الخميس هو أصلاً لقاء بين فتح وحماس من أجل التوطئة للحوار الشامل الذي سيضم كل القوى والفصائل الفلسطينية، إلا أن مصر دعت بعض الفصائل الأخرى أو ما يسمى بالفصائل الخمس (حماس وفتح والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية) ورغم ذلك، النية لدى مصر راعية الحوار أن يكون الأساس هو حوار فتح وحماس، وسبق أن تحدثنا عن قضايا وأمور يجب أن تكون بين يدي الحوار تؤدي إلى تهيئة الأجواء، وعلى رأس ذلك وقف الملاحقة من قبل الأجهزة الأمنية في الضفة لحركة حماس وعناصرها ومؤسساتها وأموالها، وكذلك موضوع الإفراج عن المعتقلين السياسيين من سجون سلطة رام الله، دون ذلك أعتقد حتى لو عقد الحوار فلن يؤدي إلى نتائج حقيقية تخدم مشروع المصالحة.


ولعل من القضايا الهامة أيضاً ليوم أمس هو موضوع إقالة "عاموس جلعاد" الذي يحمل ملف الجندي الأسير "جلعاد شاليط" لدى حماس، وصفقة الأسرى، ومفاوضات مع مصر الراعي لهذه الصفقة، وذلك نتيجة الرفض من "عاموس جلعاد" للطريقة التي تعامل بها "ايهود أولمرت" عندما ربط موضوع التهدئة بموضوع صفقة الأسرى، والتي اعتبرها عاموس أنها تشكل إهانة لمصر ومكانتها ودورها، ما أدى إلى ردة فعل من أولمرت الذي سحب منه ملف الاتصال مع مصر، علماً أن ملف صفقة الأسرى يبدو انه مفتوح أمام أي جهة تعمل على تحقيق صفقة تخدم الجانب الفلسطيني، وما كشف عنه عبر وسائل الإعلام أمس حول وجود تحركات كبيرة لفرنسا بمساعدة قطر للتحرك في هذا الموضوع كادت ستؤدي إلى تحقيق صفقة مشرفة دون تجاوز مصر، ولكن ماذا جرى في اللحظات الأخيرة التي لم يكشف عنها وحال دون تحقق الصفقة.


هذه القضايا مهمة، ولكن الأهم هو موضوع القدس الذي يحتاج أن تسلط عليه الأضواء، وأن يكون القضية المركزية لكل وسائل الإعلام العربية والإسلامية لخلق حالة رأي عام، ولكل الجهود الرسمية والشعبية، وقد حذرنا في أكثر من مرة أن مدينة القدس وحرمها ومسجدها وقبتها معرضة للتدمير، ولعل صرخة الشيخ رائد صلاح لا تحتاج إلى تأويل أو تفسير، فهي دعوة صريحة إلى كل المعنيين والمسئولين العرب والمسلمين ولكن لم يتحرك أحد.


يا أيها العرب، ويا أيها المسلمون، القدس في خطر شديد، أدركوا الأمر قبل فوات الأوان وقبل أن يلعنكم الله ثم يلعنكم التاريخ وتلعنكم شعوبكم، عندما يهدم المسجد وتهود المدينة، وما يدلل على تسارع الخطى الصهيونية عمليات التهجير والترحيل، وهدم المنازل في المدينة، والأحياء القريبة منها.

يا أيتها الجماهير العربية والإسلامية، تحركوا قبل فوات الأوان، القدس والأقصى ليسا للفلسطينيين فقط، هما للمسلمين أينما وجدوا، اخرجوا للشوارع، انتفضوا، لربما يحرك ذلك أنظمتكم نحو العمل على وقف هذه العدوان الصهيوني، وإن كان لديهم إرادة سينجحون، ولكن لن يفعلوا ذلك دون ضغط، مسرى الرسول وثاني بيوت الله في الأرض مُعرض للتدمير من قبل يهود لإقامة هيكلهم المزعوم، شعب فلسطين وحده لا يستطيع وقف التغول الصهيوني، وإن كان لا يبخل بنفسه وأمواله وأبنائه وكل ما يملك، ولكن بكم ومعكم يمكن أن يقوى ويمكن وقف هذا العدوان وهذه الهجمة على مقدساتنا، إن لم تفعلوا ستفيقوا يوما والحديث في وسائل الإعلام يتحدث عن تدمير المسجد الأقصى لا سمح الله، وعندها لن ينفع كل ما ستفعلون، هذا قد يكون النداء الأخير، لأن الخطى متسارعة من قبل يهود. اللهم إني بلغت اللهم فاشهد.

المصدر: مصطفى الصواف