لفظ الجماعة؛ بين عهد السَّلف، وتحزُّب الخلَف..!
الجماعة تَعني لزوم الحقّ، فكلُّ مُناصر للحقّ، هو من الجماعة، وإن كان وحدَه!
قال محمد رشيد رضا رحمه الله: "مَفهومات الألفاظ، بحسب ما كانت تُستعمل به، في زمن التنزيل؛ دون ما بَعده.
مثال هذا: لفظ " الجماعة "؛ إنما كان يُراد به: جماعةُ المسلمين؛ التي تُقيم أمرَ الإسلام، بإقامة كتابِه، وسُنَّة نبيِّه صلَّى الله عليه وسلَّم..! ولكن صارت كلُّ دولةٍ أو إمارةٍ، من دول المسلمين؛ تَحمل كلمةَ الجماعة على نفسها؛ وإن هَدمت السُّنة، وأقامَت البدعة، وعطَّلَت الحُدود، وأباحَت الفُجور". انظر: تفسير المنار
قلتُ:
والجماعة هاهنا بمعناها العام، الذي يجمع المسلمين أو بعضهم، تحت ولاية وحُكم..!
فأين أهلُ الإرجاء والتخذيل، من هذا الوَعي، وذاك الفهم؟!!
هؤلاء الذين أضاعوا الشريعةَ، ولبَّسُوا حقائقَها على المسلمين، ورسَّخوا لتثبيت دعائم عروش الطواغيت، هنا وهناك، ورخَّصوا لهم في اغتصاب كرامة الأمَّة، وهتْك فضيلتها، وانتهاك حُرماتها..!
زاعِمين مُلبِّسين؛ أنهم الولاةُ المُصلِحون، والأئمةُ المُكرَمون، وأن جُندَهم وأنصارَهم؛ هم الجماعةُ الغالِبون..!
وأن مَن خالفَهم، فقد خرج عن الطاعة، وخالَف الجماعة، وطُوبى لمَن قتلَهم وقَتلوه..!
فإنَّا لله .. وكان الله للإسلام وأهله!
أمّا الجماعة التي تَعني لزوم الحقّ، فكلُّ مُناصر للحقّ، هو من الجماعة، وإن كان وحدَه!
أبو فهر المسلم
باحث شرعي و أحد طلاب الشيخ سليمان العلوان حفظه الله