مقومات طالب العلم - لعْنةُ الله على الذَّكاء بِلا إيمان.. ورَضِي اللهُ عن البَلادَة مع التقوَى..!
مِمّن ترجَم لهم الذهَبي رحمه الله، في كتابه الماتع "سِير أعلام النبلاء".. ابن الراوندي أحمد بن يحيى بن إسحاق.
وكان ممَّن يُشار إليه، في عِلمه وذكائه وحِدَّة نظرِه، ورُجحان عقْله، حتَّى أنَّه صنَّف في الردِّ على النصارى..!
"قال البَلْخي: لم يكن في نُظراء ابنِ الراوندي مثله في المعقول، وكان أوَّل أمره حسَن السيرة، كثير الحياء، ثم انسلخ من ذلك لأسباب، وكان علمُه فوق عقلِه...!
وقيل: إنه اختلف إلى المُبرِّد، فبعْد أيامٍ قال المُبرّد: لو اختلف إليَّ سَنة، لاحتجتُ أن أقوم وأجلسه مكاني". سيَر أعلام النبلاء
قلتُ:
إلَّا أنَّه ومع ماذُكر؛ قد مرَّ طيلة حياته - على قِصرِها -؛ بتحوُّلاتٍ فكريَّة، وتعدُّداتٍ مذهبيَّة، أفضَت به في نهاية المَطاف، إلى الإلحاد والزَّندقة، ولاحول ولاقوة إلَّا بالله، يَعصمُ من يشاء .. !
** لذا قال الذَّهبي حيت ترجم له: "المُلحِد، عدوّ الدِّين، صاحب التصانيف في الحطِّ على المِلَّة ... !
قال ابن عقيل: عجبي كيف لم يُقتل ؟! وقد صنَّف "الدامغ"، يدمغ به القرآن، و"الزمردة"، يزري فيه على النبوات... ! وألَّف لليهود والنصارى، يَحتجُّ لهم في إبطال نُبوَّة سيِّد البشر".
** وهذا ماجعَل الذهبيَّ رحمه الله، يختتم ترجمتَه بقولِه: "لعَن اللهُ الذكاءَ بلا إيمان .. ورضِي اللهُ عن البَلادة مع التقوى".
فيا طالب العلم.. !
عَلامَ تأمَن، وفيمَ اغترارُك .. مع قِلَّة البضاعة، وبَلادة الذِّهن، ويُبْس الفَهم..؟!
فكيف لو انضمَّ إلى ذلك؛ شهوةٌ خفيَّة، وشُبهةٌ غويَّة، والْتِماس رضا الناس.. ؟!
فجدِّد نيَّتك، ونقِّ سريرتَك، وطهِّر قلبَك، واسترضِ ربَّك..!
فوالله مَا أفلحَ إلَّا صادق، وما نجَا إلَّا مُخلِص، وما سَعد إلَّا تقيٌّ نقِيّ..!
فحَرِيٌّ أن يُرزق مثلُه؛ الذَّكاء المَرضِيّ، والسّداد الإلهي..!
فاللهمَّ عفْوَك ومُسامحَتك .. لاإله إلَّا أنت!
أبو فهر المسلم
باحث شرعي و أحد طلاب الشيخ سليمان العلوان حفظه الله
- التصنيف: