غـزَّة وابن تيمية والنشيد الوطني الصهيوني

منذ 2010-04-23

.. وغزة تاريخ إسلامي عريق دونه الشيخ عثمان الطباع في كتابه "إتحاف الأعزة في تاريخ غزة"، وغزّة هي غزّة التي عرفناها من قبل في فتوحات الفاروق رضي الله عنه، ومرت بنا في ترجمة الإمام محمد بن إدريس الشافعي الغزي...



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ومن والاه..أما بعد:
فقبل ثمانية قرون تقريبا، مرّ العلامة المحقق أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية رحمه الله بغزّة، وعقد في جامعها (لعله العمري) مجلسا علميا كبيرا، فتعلق أهل غزّة به، وسأله أميرها المنصوري أن يضع له برنامج عمل سياسي إسلامي، فأجابه ابن تيمية رحمه الله إلى ذلك، وحرّر له مشروعا متكاملا في هذا الشأن، كتبه في ليلة واحدة، وقدمه له صلاة الفجر، واشتهر وانتشر تحت مسمى: "السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية", وهو الكتاب القيم المعروف المشهور، الذي لا تخلو منه مكتبة طالب علم.. تذكرت هذا العالِم وقصته، وأنا أفكِّر في ذلك الثغر الذي يحمل رقما قياسيا في الكثافة السكانية على مستوى العالم مع صغر مساحته، وقلَّة موارده، ومحاصرة أهله.

وغزة تاريخ إسلامي عريق دونه الشيخ عثمان الطباع في كتابه "إتحاف الأعزة في تاريخ غزة"، وغزّة هي غزّة التي عرفناها من قبل في فتوحات الفاروق رضي الله عنه، ومرت بنا في ترجمة الإمام محمد بن إدريس الشافعي الغزي، أحد أئمة الفقه الأربعة، تلميذ الإمام مالك، وشيخ الإمام أحمد رحمهم الله..
وإنِّي لأتذكر غزّة بل فلسطين المحتلة كلّها، كلّما قرأت أو سمعت أو تذكرت آخر سورة آل عمران، لأنَّها جمعت خصالاً نراها رأي العين في الأسرة الفلسطينية الصابرة، المصابرة، المرابطة، رجلا وطفلا وامرأة وعجوزا.. غزّة التي تكاد تتجاوز حدود المعقول في صمودها واستبسال أهلها وتضحياتهم، بل تجاوزت حدود المألوف وقاربت تجاوز حدود المعقول، حين نعلم أنَّ حوامل غزّة يساهمن في المقاومة بتبرعهن بنوع من الأحماض البولية الخاصة بالحوامل، لأنها توفر لمصانع الأسلحة المحلية للمرابطين مواد أولية ليدافعوا بها عنهن!!

تذكرت غزّة وماضيها، و تذكرت جميع الأراضي المحتلة في فلسطين والجولان ومزارع شبعا وغيرها، ثم تذكرت دعوات التطبيع وما يصاحبها من جهد مأزور فيما يشبه التمهيد لتطبيع المسلم عقديا من خلال القدح الجائر والاعتداء السافر على مسلمات العقيدة الإسلامية، ودلائل النصوص القرآنية القطعية..
تذكرت تلك الجهود الخاسرة التي يتبنّاها كتّاب الخَوَر المهين في عالمنا العربي، ما بين قاصد و جاهل ومستغفَل، للنيل من عقيدة الولاء للمؤمنين وكأنّما هو جهد في تذليل الصعوبات العقدية أمام الغزاة المحتلين والصهاينة الغاصبين، بوعي أو دون وعي لحقيقة المعركة، التي يجسدها علناً النشيدُ الوطني للكيان الصهيوني:
"طالما في القلب تكمن .. نفس يهودية تتوق .. وللأمام نحو الشرق .. عين تنظر إلى صهيون .. أملنا لم يضع بعد .. حلم عمره ألفا سنة .. أن نكون أمّة حرّة على أرضنا .. أرض صهيون والقدس".
أقول هذا، لأنَّنا وجدنا من الكتاب العرب من يتعاطف مع جندي أسره مقاومون شرعيون على أرضهم -وهو الحق الذي تكفله قواعد القانون الدولي- تحت دعاوى الحرص على الفلسطينيين، في حين أنني سمعت بعضهم من قبل يردد جملة: "إخواننا في فلسطين!! إخواننا في فلسطين!!" على سبيل السخرية .. مستهجنا تعاطفنا مع إخواننا المسلمين، داعيا إلى التقوقع في ظل العولمة ونبذ الأممية زَعَم، وعدم التدخل فيما وراء الحدود. فيا ترى هل يظن هؤلاء أنَّ الجندي اليهودي المأسور، دون الحدود أو يعلمون أنه وراءها؟
لقد كانت صناديق الاقتراع التي نادى بها دعاة الديمقراطية امتحانا صعبا لهم .. فبعد عدد من النتائج غير المرضية لهم في عدد من البلدان، حاولوا تدجين الأمة إعلاميا ثم طالبوا بوضع الصناديق لها مرّة بعد مرّة، وكان مكان اختبارهم الأخير للأمة، هو أقسى مواقع معاناتها، فتمَّت انتخابات المجلس التشريعي في السلطة الفلسطينية؛ وما إن ظهرت النتائج الأولية حتى تهامس الظلمة من الإفرنج ، فلم نلبث أن سمعنا صراخ (الشرعية الدولية وحقوق الإنسان) -التي طالما يطالبون خصومهم برعايتها، في مثل حالة الصين وكوريا الشمالية- سمعناها تصرخ في فلسطين تحت أقدام واضعيها، وتنتهك دون قدرتهم على تبرير منطقي لما يجري منهم تجاهها، فحوصر الشعب الفلسطيني الذي كانوا يقدّمون صورة الحرص عليه في قالب (الديمقراطية)، وبلغ الأمر بأدعياء الديمقراطية، والمتباكين على حقوق الإنسان، أن يتآمروا على الشعب الفلسطيني في مناطق السلطة بمنعه من استلام أجرة عَرَق الجبين، التي يشتري بها -وليس منها- حليب المولود، وغذاء الطفل، وقوت الإنسان.

لقد أزالت هذه الانتخابات، بقايا أوراق التوت عن سوءات دعاة الشرق الأوسط الكبير، وبصقت في وجوه المبشرين برغده وعدالته وتفوق حقوق الإنسان فيه.
لم لا ؟ ألم ير الناس كيف حوصرت حكومةٌ منتخبة في انتخابات لم يشكك أحد في نزاهتها، مع محاولاتٍ جرت لتدارك النتيجة ولو في اللحظة الأخيرة.
لقد شهد العالم كيف خلت -ولم تكن من قبل كذلك- خزينة المالية الفلسطينية قبيل تسليمها للحكومة المنتخبة بفواق ناقة، وكأنَّ أموال الأمة وأرزاق الناس، ومستحقات اليتامى محلّ عبث سياسي .. والإمعان في الحصار بمنع البنوك من التعامل مع الحكومة المنتخبة -التي حصلت على أصوات لم يحصل على مثلها المرشحون في أعرق الأحزاب السياسية الغربية- بعيد إعلان النتائج.
ثم رأى العالم بالصوت والصورة كيف يُجلب قوت الشعب للشعب تهريبا، عبر منفذ بري حدودي وحيد بين غزة ومصر، في معاطف وزراءَ في حكومة شرعية!
إنَّ هذا الظلم والجور والتعامل غير الحضاري -ذاته- ذكرني رسالة أبي العباس ابن تيمية رحمه الله إلى ملك قبرص التي يطالبه فيها بإطلاق سراح أسرى المسلمين، ويحذره فيها من عقوبة الظلم وسنة الله في الظالمين دولا وأفرادا.
ظنّ الخصوم أنّ الأمة هزمت واستسلمت، ولكن الوهم تبدّد، ولنا في التاريخ معتبر، فلقد تيقنوا فيما بعد أنَّها لم تمت وإنَّما كانت مسترخية، وربما كان منها من أخذته سِنة من النوم، تحت شعارات القومية العربية الزائفة، والشعارات الثورية الفارغة، في ظاهرة صوتية لخصتها للجيل الذي لم يشهدها، تصريحات وزير الإعلام العراقي الذي غطّى غبارُ القصف آثار أقدامه قبل أن يغادر بغداد هاربا و هو يتحدّث عن الصدّ والصمود إلى آخر نطفة دم.
لقد رُكِلَت الأمة عام النكسة، فاستيقظت وصحت، واكتشفت سرّ هزيمتها الحديثة ثم سرّ نصرها القديم الذي قامت عليه دولتها الأولى وما تلاها من دول الإسلام، وحتى هذه الأحقاب المتأخرة التي تحالف فيها الإمامان محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب رحمهما الله، في دليل مادي ملموس على سبب النصر الإلهي؛ ولعلّ هذا سرَّ التضايق من الصحوة، ومن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ومن قبلهما ابن تيمية إيَّاه -رحمهم الله- وكأنَّ ظَلَمَة الإفرنج ومساندي المغتصب، يستشرفون آثار تراث هؤلاء القادة وتجربتهم في مستقبل القضية .. إنَّ ظلمة الإفرنج ومن خُدِع بهم أو وافقهم من بني جلدتنا، يريدون من الأمة أن تموت لا أن تغرق في النوم فقط؛ ليسرحوا ويمرحوا خارج وحي الله، في ليبرالية مخزية، لا تعرف دينا ولو كان الإسلام، ولا ثابتا ولو كان عقيدة التوحيد، ولا أصلاً يقينياً منصوصا ولو كان الولاء في أواسط الحجرات والبراء في أواخر المجادِلة.
وما علم هؤلاء أنَّ من النّوم نوماً كهفياً يصحو فيه المضطهدون على زغاريد النصر ومباهج الاحتفاء.

إنَّ من المؤسف أن نرى التطبيع الإعلامي في إعلام العرب والمسلمين يسابق التطبيع السياسي في ظل أجواء لا تسمح لذي حياء أن يتكلم. ولكن يا ترى ماذا يستطيع أن يقول دعاة التطبيع (الصلح الدائم الذي يتم بمقتضاه الدخول في جملة من الاتفاقات متنوعة الجوانب بما في ذلك الجانب الثقافي والاقتصادي والأمني وغيرها) مع هذا الكيان الصهيوني الغاصب المحتل، الذي لم يحترم شيخا ولم يرحم طفلا، ولم يقدر -ولو إنسانيا- وضع امرأة حامل! ليضعها وجنينها في عنابر قذرة، خلف قضبان ظالمة، ومعاملة جائرة .. ما الذي يمكنهم قوله، ولِمَ صَمَت بعضهم عن الحديث في الحدث، وانكفأ بعضهم على إثارة قضايا داخلية محسومة شرعا ونظاما، وفعل بعضهم الأسوأ بما تقدم ذكره..
وهنا لا يفوتني أن أهمس في آذان المخلصين من الدعاة والكتاب بأنَّنا يجب أن ندرك الفرق بين الصلح مع اليهود في فلسطين بالمعنى القانوني الدولي، وبين ما قد يضطر إليه الإخوة في الحكومة الفلسطينية الحالية من الدخول في مفاوضات والوصول إلى اتفاق هدنة سواء كان ذلك في العاجل أو الآجل، فلنفترض أنَّ الإخوة في القيادة الفلسطينية الحالية -وهم ما بين علماء و طلبة علم أو رادّون إليهم- سلكوا هذا المسلك، فهل يسوغ التثريب عليهم، فضلا عن تخوينهم والنيل منهم؟ كلّا فثمة فرق بين مسألة الصلح الدائم الذي أجمع العلماء على منعه -العلماء السابقون-، واتفق على تجريمه في قضية فلسطين العلماء المعاصرون ، وبين عقد هدنة مؤقتة أو مطلقة في نظر مصلحي ممن يملك آلة الاجتهاد وتقدير المصلحة المرعية في الشرع.
وبسبب الخلط في فهم هذه المسألة، غلط بعض الناس على شيخنا العلامة عبد العزيز بن باز -رحمه الله- حين نسبوا إليه جواز الصلح مع اليهود بالمفهوم العرفي الدولي (الصلح المؤبّد) مع أنَّه قد أوضح ما عناه وبيّنه بقوله: "الصلح بين ولي أمر المسلمين في فلسطين وبين اليهود لا يقتضي تمليك اليهود لما تحت أيديهم تمليكا أبديا، وإنما يقتضي ذلك تمليكهم تمليكا مؤقتا حتى تنتهي الهدنة المؤقتة، أو يقوى المسلمون على إبعادهم عن ديار المسلمين بالقوة في الهدنة المطلقة" (مجلة البحوث الإسلامية: العدد (48) ص : 130-132).
قد يصاب بعض الناس من أهل الغيرة والحمية، وخاصة الشباب بنوع من الإحباط أو اليأس وهم يشهدون هذا الحدث وأمثاله، وحق لهم أن يتألموا .. ولكن ربما تصرف بعضهم تصرفاتٍ غير مشروعة، لا يرجعون فيها لعالم معتبر، ولا سياسي حاذق.
ولهؤلاء يقال: السكينة السكينة .. يمكنكم أن تصنعوا شيئا في نصرة المسلمين بطرق مشروعة مرجوة النفع مأمونة العواقب، إزاء ما يجري من حصار إخواننا في غزة على سبيل المثال.
وإذا ما استبعدنا استخدام جميع الوسائل القانونية المعترف بها في سبيل مطالبة العدو بالعدالة، ومراعاة القوانين الإنسانية الموافقة للشرع، على المستوى الرسمي والمؤسسي في العالم العربي والإسلامي -وهي أمور يفقهها أهل الشأن- فإنَّ بإمكاننا كأفراد أن نقوم بجهود نصرة شرعية قانونية مؤثِّرة إن شاء الله تعالى، ولو لم يكن فوريا.

وهذه بعض الأمثلة للوسائل المشروعة المتاحة أذكرها على سبيل التنبيه لا الحصر:
فالمثال الأول: الدعاء لإخواننا في غزّة والقنوت لنازلتهم، وقد أفتى بذلك في هذه القضية بالذات سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ حفظه الله لكل من سأله، واصفا ذلك بأنّه أيسر ما يمكننا تقديمه من نصرة.
كيف وقد وجدنا في الأنباء أنَّ حاخامات يهود يدعون إلى الصلاة من أجل تحرير جندي ظالم، ويقومون على أرض مطار غزة في محاولة لتثبيت الغزاة الغاصبين، فما أهوننا إن لم نرفع أيدينا إلى الله عز وجل نطلب منه الغوث لأهلنا في غزة، ونتضرع إليه طلبا للطفه سبحانه بالأجنة في بطون الحوامل، والصغار في أحضان الأمهات، والشيوخ في زنازين الصهاينة، والمصابين والمرضى في عنابر المشافي وغرف الإنعاش.
والثاني: الكشف الإعلامي للحقائق المتعلقة بأسرانا في فلسطين، أعداداً وأوضاعا، وأحوالا، فليزر من يروم نصرة إخوتنا في فلسطين -على سبيل المثال- مواقع الأسرى على الشبكة العالمية، وليحكِ منها للناس بعض ما يجد من معاناة امرأة أو طفل أسير أو شيخ قد بلغ من الكبر عتيا! أو مولود فلسطيني ولد أسيرا في عنابر السجون الصهيونية الظالمة! فربما رقّ مؤمن فانتصر بالدعاء الذي قد لا يرد، أو اطلع ذو مالٍ فاتقى الله في ماله وبذ ، أو قرأ خصم فارعوى ورجع، أو بلغ من هو أوعى من قاريء. ومثله كشف الحقائق المتعلقة باللاجئين الذين يحل محلهم ظلما وعدوانا قطعان المستوطنين في المغتصبات الصهيونية الظالمة.

الثالث: إبراز كل ما يتعلق بجهود المقاطعة الشعبية وأسبابها المشروعة، من خلال مواقع المقاطعة الشعبية للكيان الصهيوني على الشبكة العالمية وغيرها، ومنها مواقع عديدة معروفة ومليئة بالحقائق الميدانية، والمزيد من الأفكار العملية المشروعة التي تحتاج إلى مزيد تفعيل، لتساهم في بقاء القضية الإسلامية حية في نفوس الأمة، وتوعية الرأي العام العالمي بها من خلال عرض كل جديد وتوضيحه مدعما بالوثائق والأدلة. وعدم نسيان الحقائق المتعلقة بالجهود الصهيونية في محاولة هدم المسجد الأقصى، وما يجري منهم تحته من أعمال حفر وتنقيب، وخلخلة لمبانيه ، وامتهان لأرضه، وتهديد بذلك على أيدي العصابات الصهيونية شديدة التطرف ، وكذا محاولاتهم السيئة في تغيير التركيبة السكانية في القدس المحتلة.

الرابع: كشف خطوات التطبيع الظالم، والإفادة في ذلك من إحصائيات المواقع الموثوقة التي أنشأتها المؤسسات الإسلامية والعربية في البلاد التي تضرر أهلها من التطبيع، ولم يجنوا منه غير الفساد في الاقتصاد والزرع والنسل، وتيسير الاختراق الصهيوني للبلاد العربية والإسلامية ومؤسساتها الحيوية المهمة. ولنلق الضوء على خطوات التطبيع الإعلامي، كترداد الأسماء والمصطلحات العبرية، مثل: (حاجز إيريز) بدل معبر بيت حانون؛ و(حائط المبكى) بدل حائط البراق؛ و(إيلات) بدل أم الرشراش، و(أشكيلون) بدل عسقلان، و(تل أبيب) بدل تل الربيع .. و(الأراضي الفلسطينية) بدل فلسطين، إقرارا ضمنيا بأنَّ ما تبقى حق ليهود! و(إسرائيل) للإشارة للكيان اليهودي الصهيوني المحتل أو للأراضي المحتلة عام 1948م، والإيحاء بأنَّ هذا الجزء المحتل صار حقاً ليهود، لا يجوز حتى التفاوض عليه، بخلاف الأراضي المحتلة عام 1967م فلا زالت تستحق أن يُتفاوض عليها! ( ينظر للمزيد : مصطلحات يهودية احذروها - مركز بيت المقدس) .

الخامس: المساهمة في إيصال طلبات أُسَرِ الأسرى الفلسطينيين وما يعانيه المأسورون، إلى منظمات حقوق الإنسان فإنَّ الله ينصر هذا الدين بالرجل الفاجر كما في الصحيح، ومطالبة هذه المنظمات بالمزيد من الجهود في سبيل إحسان معاملة الأسرى وإطلاق سراحهم، بيانا للحقيقة، ومحاولة في التأثير على الرأي العام العالمي، وقطعا للطريق على تباكي الصهاينة أمامها واستعطافهم لها من خلال قضايا نادرة أو مختلقة أو مدعومة بحبل من الناس. وفي هذا مساندة للجهود الرسمية المخلصة، كالذي جرى في مجلس حقوق الإنسان في الأيام الماضية القريبة، حين تمكنت الدول العربية والإسلامية الأعضاء فيه من تمرير قرار يؤكد إعادة طرح موضوع الانتهاكات في الأراضي العربية المحتلة على المجلس في المستقبل، وتنظيم دورة خاصة حول الموضوع، من خلال التصويت الذي حسم الموقف بعد تباكي اليهود وأعوانهم، وقد اعترفت سويسرا موطن اتفاقيات جنيف بانتهاك الكيان الصهيوني للقانون الإنساني بإنزال "عقاب جماعي" بالفلسطينيين في غزة، مع أنها صوتت ضد القرار السابق.

هذه أمثلة لبعض الأمور التي يمكننا أن نقوم بها دون عناء بصورة مشروعة مأمونة.
نسأل الله عز وجل أن ينصر الإسلام والمسلمين، وأن يوفق ولاة أمور المسلمين للقيام بكل ما يطيقون من جهد في نصرة الحق وأهله، ورفع الظلم عن إخواننا المسلمين في كل مكان.
هذا والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله.
المصدر: موقع نور الإسلام