كلمات متناثرة وصرخات متتالية
أكتب الآن كلمات من قلب جريح وعيون تنزف من الدم الغزير، ولعلكم تتساءلون عن السبب؟ لماذا هذه الفتاة حزينة، مكلومة؟ ستجدون جوابا لربما يكون غريبا وربما يكون شديدا ..
أكتب الآن كلمات من قلب جريح وعيون تنزف من الدم الغزير، ولعلكم
تتساءلون عن السبب؟ لماذا هذه الفتاة حزينة، مكلومة؟ ستجدون جوابا
لربما يكون غريبا وربما يكون شديدا وربما يكون جارحا، لكن سامحوني
واسمعوا قصتي، فليس لي سواكم بعد الله أشكو لهم محنتي، فإني أحبكم حبا
ليس هناك أقوى منه قط، حبا نابعا من القلب، حبا لله وليس لدنيا أو
مصلحة، فرجاء اسمعوني وتحملوني حتى النهاية .
جلست أفكر في حالي وحالكم، وقفت أتأمل حال أمتنا.
ما بين أسير وقتيل، ما بين ضعيف وذليل.
يا الله، يا الله.
العراق أم السودان؟ فلسطين أم لبنان؟
آه يا أمتي، ألم تكوني سيدة الأمم؟ ألم تكوني في أعلى القمم؟
ماذا دهاك يا أمتي؟
ضاعت كرامتك، سلب عرضك، تقطع شملك، ضاعت شريعتك، انتهكت مقدساتك، سب
رسولك، رفع الصليب، ودنست أرضك.
لماذا كل هذا؟ هل مات المسلمون ؟ هل مات المسلمون؟
تأملت في حال المسلمين، فوجدت حب الدنيا قد ملأ قلوبهم، وجدت معصية
الجبار أسهل ما عندهم، باعوا الدين بالدنيا، باعوا الباقية بالفانية
.
الشباب في الشوارع والجامعات، يعاكسون الفتيات أو على المقاهي
والبارات، يشربون السجائر والمخدرات أو في النوادي والطرقات، يهتفون
من أجل الكرة و المغنيات.
الفتيات منهمكات في اللبس والماكياج واللهو والرحلات.
الآباء والأمهات بين العمل والمباريات أو الأغاني والمسلسلات.
ألا نستحي من أنفسنا، ونحن نعيش لأنفسنا وشهواتنا، والإسلام
يستجير؟
هتفت، بكيت، صرخت .
أين الإسلام يا مسلمين؟ أين الإسلام يا مسلمين؟
هل ضاع الإسلام؟ بالله عليكم لا تقولوا: نعم.
هل ضاع الخلق القويم؟ بالله عليكم لا تقولوا: نعم.
ماذا دهاك يا أمتي؟ ماذا حل بك يا حبيبتي؟
أفيقوا يا مسلمين، أفيقوا يا مسلمين.
أين طاعة رب العالمين؟ أين سنة سيد المرسلين؟
أين هم أبناء الإسلام؟
أين هم الذين سيحملون راية الدين؟ أين هم الذين سيطبقون شريعة رب
العالمين؟
من هم هؤلاء ؟ أين هم؟
وجدت الإسلام يشكو، ولكن ليس من أعدائه وإنما من أبنائه.
سمعته يصرخ، ويئن من الألم.
يشكو من غربة، نعم غربة صنعها أبناؤه؟
لم يعد يطبقه أحد، لم يعد واقعا ملموسا، بل كلاما محفوظا، أو جواهر
في بطون الكتب.
استطاع أعداء الإسلام أن يسلبوه أبنائه، استطاع أعداء الإسلام أن
يسرقوا أبناء الإسلام.
ألهوهم بالشهوات وشغلوهم بالشبهات.
فتن لا تنتهي، مكر يبث ليل نهار عبر وسائل الإعلام وفي المدارس
والجامعات، غزو للفكر، وتدمير للعقول.
يريدون أن يصنعوا جيلا، لا يعرف عن الإسلام إلاّ اسمه، جيلا لا يعرف
عقيدته ولا هويته، مذبذبا عقائديا، ضائعا فكريا.
لماذا تخلينا عن الإسلام؟
لماذا جعلناه غريبا جامدا بلا حياة؟
يا أبناء الإسلام أجيبوني.
من يحمل الراية؟ من ينصر الملة؟ من يرفع الأمة؟
هل هان علينا الإسلام يا مسلمين، أم لماذا تخلينا؟
هل بعنا الجنة يا مسلمين، أم لماذا نسينا؟
هل ضاعت هيبة الله في قلوبنا، أم لماذا خنا ؟
هل فقدنا حبنا لنبينا، أم لماذا بعنا؟
هل فقدنا القرآن؟ أم لماذا بدلنا؟
لماذا، لماذا، لماذا ؟
أجيبوني، بالله عليكم لا تتركوني.
يا أبناء الإسلام البررة.
نريد وقفة حقيقية مع النفس.
نريد وقفة تغيير.
نريد أن نكون صورة لديننا العظيم.
نريد أن يفخر بنا الإسلام، فكم فخرنا به.
نحن نملك دينا عظيما، فمتى سنطبقه ونعمل به، وندعو إليه
بأفعالنا؟
قف وقفة حقيقية مع نفسك وحاسبها ؟
كيف هي من أوامر الله، هل تطبقها؟
كيف هي من نواهي الله، هل تجتنبها؟
كيف هي من حدود الله، ومن أحكام الكتاب والسنة؟
أخي الفاضل، إذا تعارض أمر الله مع هواك، فماذا تقدم؟
يا شباب الإسلام إن لم تحملوا هم الدين، فمن يحمله؟
يا شباب الإسلام إن لم تنصروا الإسلام، فمن ينصره؟
متى سنتحرر من عبوديتنا لأنفسنا وشهواتنا والشيطان، ونخلص لله
العبودية؟
قف واسأل نفسك، هل نصرت الإسلام أم خذلته؟
أخي الفاضل.. تذكر أنك ابن الإسلام العظيم، فكن عظيما بقدر عظمة
دينك.
أخي الفاضل.. تذكر أن هناك موتا فقبرا فبعثا فنارا أو جنة.
وأخيرا أوصي نفسي وإيّاكم، بما وصانا به نبينا ـ عليه أفضل الصلاة
والسلام ـ
« » [رواه الترمذي واحمد
وأبو داود وصححه الألباني السلسلة الصحيحة937].
- التصنيف: