أسطول الحرية.. ماذا كشف للعالم عن المسلمين؟
إلى متى تبقى الدول العربية الحلقة الأضعف في دائرة هذا العالم؟ إلى متى نبقى أسرى لموالاة الغرب ومفاوضات اليهود، نصمت عن الحق الفلسطيني، ونموّل مشاريع الغرب من جيوبنا وأموالنا فيما يستخدمون هذه الأموال لقتل المسلمين كلما سنحت لهم الفرصة في ذلك.
إلى متى تبقى الدول العربية الحلقة الأضعف في دائرة هذا العالم؟ إلى
متى نبقى أسرى لموالاة الغرب ومفاوضات اليهود، نصمت عن الحق
الفلسطيني، ونموّل مشاريع الغرب من جيوبنا وأموالنا فيما يستخدمون هذه
الأموال لقتل المسلمين كلما سنحت لهم الفرصة في ذلك.
إلى متى نرى المجازر الإسرائيلية ترتكب بحق الفلسطينيين، دون أن
نتمكن من فعل أي شيء سوى المشاهدة وإدارة الحوارات الساخنة عن هذا
الموضوع. هل عجزنا عن القيام بما قام به 750 شخصاً في أسطول الحرية
الذي حاول فك الحصار عن غزّة؟ هل عجزنا أن نقف موقفاً فاعلاً ولو
لمرّة واحدة مما يفعله الإسرائيليون هناك، وهم القلة القليلة، ونحن
الأكثرية الكبيرة.
في الأمس جالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في الدول الخليجية،
لدفعهم إلى إقامة مشاريع واستثمارات في ألمانيا ودول أوروبا، والتي
تعاني من هزّات اقتصادية أثّرت على اليورو.. وقبلها ابتلعت الولايات
المتحدة مليارات الدولارات من جيوب المستثمرين العرب عندما انهارت
أسهم البورصة.
نحن نمد الغرب بشريان الحياة لديهم، النفط والطاقة والمال، وهم
يساهمون بفعالية في مد المنطقة بشريان الموت.. الاحتلال والأسلحة
النووية وما ينتج عنها من حروب وإرهاب.
الكيان الصهيوني فيه 6.5 مليون يهودي، ودول الجوار العربي فقط فيها
أكثر من 200 مليون مسلم. هم يحتاجوننا كي نكون جسراً لتجارتهم وسوقاً
لصناعتهم ومورداً لحاجاتهم الغذائية وسوراً لأمنهم، ونحن لا نحتاجهم
في شيء، بل لا نرغب بهم نهائياً.. ومع ذلك يهوّدون الأقصى ويستبيحون
ساحاته ونفتح أراضينا لضيافتهم وإقامة سفارات وقنصليات وملحقيات لهم
على أرضنا، يقتلون الأبرياء في فلسطين، ونمد لهم أيدينا بالسلام
الزائف الرخيص الذي يخبرهم ويخبر العالم عن مدى ضعفنا وهواننا.
يعدون العدّة لقتالنا واحتلال المزيد من الأراضي العربية، ونصدق أننا
دول زراعية نامية لا تستطيع أن تستثمر إلا بالزراعة والصناعات
البدائية بعيداً عن الأسلحة والتكنولوجيا، ونصدق أيضاً أننا مقبلون
على سلام عادل وشامل في المنطقة!
حتى الشعوب العربية التي تتبرأ أمام الله من موقف بعض الحكام الذين
يفتحون أراضيهم لليهود وآذانهم لأوامرهم لم تستطع أن تقاطع منتجاً
إسرائيلياً واحداً طوال فترة هذا الصراع المستمر بين المسلمين
واليهود.
فأي نصر نتوقع؟ وأي حال سنكون عليه بعد سنوات.؟ وإلى متى نبقى أضعف
من أن نقوم بما قام به المئات أمام شواطئ غزّة، والذين سطروا شرفاً
رفيعاً لم نسمُ يوماً للوصول إليه.
18 - جماد ثاني - 1431 هـ - 31 - مايو - 2010 م
- التصنيف: