تذوق المعاني - [10] صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين
هؤلاء الذين أكرمتهم واصطفيتهم فعاشوا النعمة والنعيم مرتين؛ مرة فى الدنيا بالأنس بك فيها من خلال ذكرك وعبادتك والتزام الصحبة الطيبة التى تكافئ بها عبادك باستمرارها في الآخرة، ومرة فى الآخرة حيث النعيم المقيم، والنعيم الإضافى من خلال صحبة من هم أعلى منزلة فى الجنة، ثم يبلغ النعيم ذروته عند النظر إلى وجهك الكريم.
{صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}
صراط الذين أنعمت عليهم بطاعتك وعبادتك من الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين، فقد قال تعالى:{وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا} [النساء: 69].
فهؤلاء قد أنعم الله عليهم بالنعم فى الدنيا والآخرة؛ ففى الدنيا قد أنعم الله عليهم بالأنس بذكره عبادته وطاعته وهدايته لهم، ونعمه التى لا تعد ولا تحصى، وإذا كانت هذه نعم الدنيا فكيف بنعم الآخرة؟ لقد قال الله سبحانه وتعالى عنها: {لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} [ق:35]، أي أنه ليس كل ما يطلبونه فقط سيجدونه أمامهم بمجرد وروده على خاطرهم، ولكن مهما طلبوا من النعم ومهما تمنوا فالله جل جلاله عنده المزيد.
هؤلاء الذين أكرمتهم واصطفيتهم فعاشوا النعمة والنعيم مرتين؛ مرة فى الدنيا بالأنس بك فيها من خلال ذكرك وعبادتك والتزام الصحبة الطيبة التى تكافئ بها عبادك باستمرارها فى الآخرة، ومرة في الآخرة حيث النعيم المقيم، والنعيم الإضافى من خلال صحبة من هم أعلى منزلة فى الجنة، ثم يبلغ النعيم ذروته عند النظر إلى وجهك الكريم.
{غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ}
المغضوب عليهم هم الذين عَلِمُوا ولم يعمَلوا، فهم الذين خرجوا عن الحق بعد علمهم به، والذين بلغهم شرع الله ودينه فرفضوه ولم يتقبلوه فغضب الله عليهم وغضب الله يترتب عليه عقوبته و انتقامه.
ولا تجعلنا من الذين غضبت عليهم بأي درجة من درجات الغضب، وليس فقط الغضب بسبب الكفر ولكن ما دون ذلك أيضًا؛ فالمؤمن طموحه أكبر من أن يناله أي قدْر من غضب الله أو سخطه.
{وَلَا الضَّالِّينَ}
الضالين هم الذين عملوا بدون علم، فالضال هو الذي ضل الطريق فاتخذ منهجًا غير منهج الله ومشى في الضلالة بعيدًا عن الهدى وعن دين الله، ويقال ضل الطريق أي مشي فيه وهو لا يعرف السبيل إلى ما يريد أن يصل إليه، أي أنه تاه في الدنيا فأصبح وليًا للشيطان، وابتعد عن الطريق المستقيم.
فلا نكون من الذين ضلوا عن طريق الحق فى دينهم ومعبودهم بدايًة، أوأى دركة من دركات الضلال بسبب الجهل، فمن أهل الضلال والفسق من يحسب نفسه من المسلمين وهو يتبع سبيل الكافرين شبرًا بشبر، بل منهم من يصلي إلى القبلة ويصوم رمضان وهو يتبع أهل البدع في معتقداهم وشعائرهم ومماراساتهم ويدعو إليها بكل كيانه منكِرًا على أهل السنة أنهم لا يحذون حذوه.
أما معنى آمين
كلمة آمين كلمة قديمة، وتعني اللهم استجب دعائي، وقد تناقلها أصحاب الديانات الإبراهيمية حتى يومنا هذا، وبما أن العربية لغة سامية كما العبرية والأرامية، فقد استخدمها المسلمون في صلواتهم وأدعيتهم حتى هذا اليوم بكل لغاتهم وكذلك اليهود والنصارى.
ففي الإسلام يقول في حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم: «غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} » (البخاري، صحيح البخاري رقم: [782]).
{سهام علي
كاتبة مصرية، تخرجت في كلية الإعلام، وعضوة في هيئة تحرير موقع طريق الإسلام.
- التصنيف:
- المصدر: