تذوق المعاني - [16] أذكار بعد السلام من الصلاة
بالدرجات العلا: إنهم حصَّلُوا الدرجات العلا، والنعيم المقيم وهو الجنة، بسبب حجهم وعمرتهم وجهادهم وصدقاتهم، وذلك كله بسبب قدرتهم على الدنيا، ونحن ما لنا دنيا!! فكيف نعمل حتى ندركهم؟ فقال لهم رسول الله: «ألا أعلمكم» إلى آخره؛ يعني: متى قلتم هذا القول تدركونهم وتشاركونهم فيما أوتوا به، وتسبقون به من بعدكم.
1. « (ثَلاثا) » (رواه مسلم برقم [591]).
«الاستغفار؟"، قال: "يقول: أستغفر الله،
أستغفر الله".
«
»: السالم من المعايب والحوادث، والتغير والآفات، وهو اسم من أسماء الله تعالى؛ فالله هو السلام، وصف به نفسه في كونه سليماً من النقائص، أو في إعطائه السلامة.«
»: السلامة، والمعنى: أنه منك يُرجى ويستوهب ويستفاد.«
»: تعاليت وتعاظمت، وأصل المعنى: كثرت خيراتك واتسعت، وقيل معناه: البقاء والدوام.«القدر؛ فالمعنى: أن الله تعالى مستحق أن يُجَلَّ ويكرم، فلا يجحد، ولا يكفر به، وهو الرب الذي يستحق على عباده الإجلال والإكرام.
»: المستحق لأن يهاب لسلطانه وجلاله، ويثنى عليه بما يليق بعلو شأنه، والجلال مصدر الجليل، يقال: جليل بيِّنُ الجلالة؛ والجلال: عِظَم2. «البخاري [844] « ».
» (ثلاثًا)، (رواه مسلم برقم [593]) وزاد عليه«التوحيد لله بأنه المستحق للعبادة وحده، ونفي وجود شريك له.
»: إثبات«
»: أن الله هو حده مالك كل شئ، العالم المرئي لنا وغير المرئي.«
»: أن الثناء الكامل له وحده.«
»: لا أحد يقدر على منع ما أعطيت أحداً من عبادك، فإذا أراد الله تعالى أن يعطي أحداً شيئاً، واجتمع الإنس والجن على منعه، لعجزوا عن ذلك.«
»: ولا أحد يقدر على إعطاء ما منعت.«
»: لا يمنع ذا الغنى أو الجاه أو السلطان غناه أو جاهه أو سلطانه من عذابك.3. «
» (رواه مسلم برقم [594]).«
»: أي من يملك القدرة المطلقة التي لا تحدها حدود على فعل كل شئ وأي شئ.«
»: لايوجد من يملك القدرة أو القوة على فعل أى شئ إلا بأمر الله ومشيئته.«
»: عبادتنا مقصورة على الله تعالى، لا نتجاوزه بها إلى سواه.«
»: النعمة الظاهرة والباطنة، وهي بكسر النون، ما أنعم به من رزق ومال وغيره، وأما بفتحها: فهي المسَرَّة والفرح وطيب العيش.«وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [البقرة من الآية:105].
»: في كل شيء، {«
»: والثناء يشمل أنواع الحمد أي المدح والشكر. والثناء على الله تعالى كله حسن، وإن لم يوصف بالحسن.«
»: أي أن توجهنا بالعبادة خالصة له دون إشراك غيره معه«
»: والمراد بالدين التوحيد.«
»: وإن كره الكافرون كوننا مخلصين الدين لله، وكوننا عابدين.4. «
» (ثَلاثاً وثَلاثِين)، « » (رواه مسلم برقم [597]، وجاء فيه: فتلك تسعة وتسعون، وتمام المئة: لا إله إلا الله).وجاء عن أبي هريرة في فضل هذا الذكر وصفته: "أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله ، فقالوا: "ذهب أهل الدثور بالدرجات العلا، والنعيم المقيم؛ يصلّون كما نصلّي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضل من أموال يحجون بها، ويعتمرون، ويجاهدون، ويتصدقون؟"، فقال: « »، قالوا: "بلى يا رسول الله"، قال: « ».
قال أبو صالح: "يقول: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، حتى يكون منهن كلهن ثلاثاً وثلاثين"(رواه البخارى برقم [843]، ومسلم برقم [595]).
الدثور: جمع دَّثْرُ ؛ وهو المال الكثير، ويقع على: الواحد، والإثنين، والجمع.
بالدرجات العلا: إنهم حصَّلُوا الدرجات العلا، والنعيم المقيم وهو الجنة، بسبب حجهم وعمرتهم وجهادهم وصدقاتهم، وذلك كله بسبب قدرتهم على الدنيا، ونحن ما لنا دنيا!! فكيف نعمل حتى ندركهم؟ فقال لهم رسول الله: « » إلى آخره؛ يعني: متى قلتم هذا القول تدركونهم وتشاركونهم فيما أوتوا به، وتسبقون به من بعدكم.
كما نصلي: كصلاتنا بشرائطها مع الجماعة؛ والمعنى: إنهم شاركونا فيما نعمل من الصلاة والصوم، ولهم مزية علينا بأموالهم، حيث يحجون، ويعتمرون، ويجاهدون، ويتصدقون بفضول أموالهم.
«
»: ألا كلمة تنبيه، تنبه المخاطب على أن الأمر عظيم الشأن.«
»: بذلك الشيء وبسببه.«
»: والمراد السبق المعنوي؛ وهو السبق في الفضيلة.«
»: من بعدكم في الفضيلة ممن لا يعمل هذا العمل.«الأذكار على غيرها من الأعمال.
»: أفضل منكم يدل على ترجيح هذهوجاء في رواية: «
» (رواه البخاري برقم[6329])، وهذه الرواية لا تنافي رواية الأكثر.وفي رواية أن تمام المئة: «
» (رواه مسلم برقم [597]).وفي رواية: «
» (رواه مسلم برقم [596]).وكلها صحيحة ويجب قبولها، فينبغي على الإنسان أن يجمع بين الروايات من حيث العمل؛ فيعمل بهذه تارة وبهذه تارة وهكذا..
قال المصحح: التسبيح، والتحميد، والتكبير أدبار الصلوات جاء على أنواع ستة على النحو الآتي:
النوع الأول: «
» ( رواه مسلم برقم [597]).النوع الثاني: «
» (رواه مسلم برقم [596]).النوع الثالث: «
» (رواه البخارى برقم [843]، و رواه مسلم برقم [595]).النوع الرابع: «
» (رواه البخارى برقم [6329]).النوع الخامس: «
» (رواه مسلم برقم [43-595]).النوع السادس: «الألباني في صحيح النسائي، المصحح: والأفضل أن يقول هذا تارة، وهذا تارة، فينوِّع بين هذه التسبيحات).
» (رواه النسائي برقم [1350 و1351]، والترمذي برقم [3413]، وصححهوجاء عن عبدالله بن عمرو أنه قال: "لقد رأيت رسول الله يعقدها بيمينه"، وفي رواية: "يعقد التسبيح بيمينه" (رواه أبو داود برقم [5065]، والترمذي برقم [3410]، والنسائي [3/74])، وفيه صفة التسبيح؛ وهو أن يكون باليد اليمنى فقط، وبطريقة العقد؛ أي: شد الإصبع إلى باطن الكف.
سهام علي
كاتبة مصرية، تخرجت في كلية الإعلام، وعضوة في هيئة تحرير موقع طريق الإسلام.
- التصنيف:
- المصدر: