خزعبلات (الكهنوتية)

منذ 2016-06-17

السمت المخشّب.. وطريقة الحديث المتكلّفة.. والملبس المستغرب في المجتمعات؛ مفردات جرت كوارث تربوية وسلوكية على أجيال من (الأتباع)..

أحد المشايخ الضيوف في لقاء؛ وجّه سؤالا للدكتور سلمان العودة يستفسر فيه عن مقصده ورسالته من تبسطه الذي بدا مؤخرا من خلال ( خلع المشلح، وترك الشماغ، وصوره وهو يتنزه أو بصبحة أولاده ) .. ثم أضاف: وألا ترى في هذا (نزولا) غير لائق؟!

بصرف النظر عن نية الشيخ -وفقه الله- مستفسرا أم مستنكرا؛ فهذا السؤال كاشف جدا لبعض خزعبلات (الكهنوتية) التي أُدخلت في دين الله من بعض من راقهم سلطان بهرجها على (الطيبين)!

السمت المخشّب.. وطريقة الحديث المتكلّفة.. والملبس المستغرب في المجتمعات؛ مفردات جرت كوارث تربوية وسلوكية على أجيال من (الأتباع)..

وصار الالتزام عند كثير منهم لا يتم إلا ببعض المظاهر (الفلكلورية) التي تُحبَك بها الغربة (المزعومة) والنقاوة (الفارغة)..

ودين الله أرقى وأجمل وأبسط من كل هذه العقد النفسية!

نزول؟!
ومن قال لكم أنكم فوق البشر؛ كي تنزلوا إليهم إن مننتم عليهم بمشاركتهم شيئا طبيعيا يقوم به أفرادهم؟!
وإنما أنتم بشر مستأمنون على ما آتاكم الله من علم ودعوة.. كالأغنياء المستأمنين على المال..
وحق العلم خفض للجناح ونصح.. كما حق المال تواضع وبذل.

كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يأكل كما يأكل قومه، ويلبس كما يلبسون، ويتحدث كما يتحدثون .. ولا يعرف بين أصحابه إلا بتوقيرهم له، وهو رسول الله!

نعم .. من حق العلم أن يُصان مقامه ويرفع شأنه.. لكن هذا بعيد تماما عن الهيبة (السينمائية) التي يحرص عليها بعض من يدعون الحفاظ عليه بها.. وهي -والله- رغبات أنفسهم المستترة خلفها.. والمعصوم من عصمه الله.

يا معشر الدعاة .. تعاملوا مع المرضى على أنكم أمرض لولا ستر الله.. الله الذي منحكم القدرة على وصف الدواء!

يا معشر الناس .. خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلّم.. ولا عليكم ممن يصبون لمجرد قيادتكم.. بمظاهر.. منه خواء.

محمد عطية

كاتب مصري