عاقبة ترك الجهاد، وشؤم تضييعه
تأمَّل ما ورد من الترهيب، عند أحمد، وأبي داود، من حديث ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
« » .
= قال [الصنعاني في التنوير] :
( فجعل الجهاد؛ الدين، وأن الذِّلة لازمة لمن تركه ).
= وقال [الشوكاني، في نيل الأوطار] :
( وسبب هذا الذل؛ أنهم لما تركوا الجهاد في سبيل الله، الذي فيه عزّ الإسلام وإظهاره على كل دين؛ عاملهم الله بنقيضه، وهو إنزال الذِّلة، فصاروا يمشون خلف أذناب البقر، بعد أن كانوا يركبون على ظهور الخيل التي هي أعزّ مكان.
وقوله: "حتى ترجعوا إلى دينكم ": فيه زجر بليغ؛ لأنه نزَّل الوقوع في هذه الأمور؛ منزلة الخروج من الدين ).
= بل أغلظ [المناوي في التيسير] ، فقال :
( جعل ذلك بمنزلة الرِّدة، والخروج عن الدين؛ لمزيد الزجر والتهويل ).
وعليه :
فاحْذر أن تجمع بين تَرك الجهاد، والتخذيل عنه، وإضعاف شوكة أهله .. فواللهِ إنها لإحدى الكُبَر :
قال [ابن تيمية رحمه الله، في الاستقامة] :
( وسنامُ ذلك؛ الجهادُ في سبيل الله .. فإنه أعلى ما يُحبه اللهُ ورسولُه، واللائمون عليه كثير !!
إذ كثيرٌ من الناسِ الذين فيهم إيمانٌ؛ يَكرهُونَه، وهُم؛ إما مُخَذِّلُون مُفتِّرون للهِمَّة والإرادة فيه، وإما مُرجفون مُضْعِفون للقوة والقُدرة عليه؛ وإن كان ذلك من النفاق؛ قال الله تعالى :{قد يَعلمُ اللهُ المُعوِّقين مِنكُم والقَائلِين لإخْوانِهم هَلُمَّ إلينَا ولا يَأتُون البأسَ إلَّا قليلًا} ).
فهلَّا اعتبر المتخاذلون، واتَّعظ المتقهقرون، وأفاق الغافلون .. ؟!!
أبوفهر المسلم
أبو فهر المسلم
باحث شرعي و أحد طلاب الشيخ سليمان العلوان حفظه الله
- التصنيف: