مع القرآن - افتراء الكذب على الله

منذ 2016-06-19

افتراء الكذب على الله قد يكون : 
1-     بالشرك (اختراع شريك لله ) سواء كان ملكاً أو نبياً أو ولياً أو وثناً أو قبراً و سواء بادعاء النسب إلى الله أو ادعاء المعاونة و المساواة في أفعاله و قضاء حوائج العباد . 
2-    أو الانتقاص من شأن الله و عدم توقيره و إعطاءه حق قدره من التنزيه الكامل عن كل نقيصة .
3-    أو القول على الله بما لم يقل و الاختراع في الفتوى و يدخل في هذا الابتداعفي دين الله و الفتوى بغير علم و نسبة القول إلى الله كذباً .
و كل منهم وقع في أعظم الظلم و موعدهم يوم تأتيهم الملائكة الموكلون بقبض أرواحهم و استيفاء آجالهم .
وساعتها لن تتبقى سوى  الندامة و الحسرات .
قال تعالى : { فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ } [الأعراف 37] .
قال السعدي في تفسيره  : أي: لا أحد أظلم { مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا } بنسبة الشريك له، أو النقص له، أو التقول عليه ما لم يقل، { أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ } الواضحة المبينة للحق المبين، الهادية إلى الصراط المستقيم، فهؤلاء وإن تمتعوا بالدنيا، ونالهم نصيبهم مما كان مكتوبا لهم في اللوح المحفوظ، فليس ذلك بمغن عنهم شيئا، يتمتعون قليلا ثم يعذبون طويلا { حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ } أي: الملائكة الموكلون بقبض أرواحهم واستيفاء آجالهم.
{ قَالُوا } لهم في تلك الحالة توبيخا وعتابا { أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ } من الأصنام والأوثان، فقد جاء وقت الحاجة إن كان فيها منفعة لكم أو دفع مضرة. { قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا } أي: اضمحلوا وبطلوا، وليسوا مغنين عنا من عذاب اللّه من شيء.
{ وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ } مستحقين للعذاب المهين الدائم.
أبو الهيثم 
#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
بكل اختصار هما معادلتان
المقال التالي
الاجتماع الرهيب