مع القرآن - كن محمدياً

منذ 2016-08-03

كن محمدياً تنجو في الدنيا و الآخرة :
في أحلك المواقف و أصعب الأزمات ينجي الملك سبحانه عباده المصطفين الأخيار من مكر أعدائهم ... ويعاملهم بمكره الذي لا يغالب .
إذن : لو تمكن منك عدو فاعلم أن اتباعك لمحمد صلى الله عليه و سلم منقوص و أن الهزيمة أتت من قبل نفسك و تقصيرك .
فقط راجع نفسك و اتبع غرز محمد صلى الله عليه وسلم و انظر إلى بعد المسافات بينك و بين منهجه و سدد و قارب يتحقق النصر و تنزل النجاة .
تأمل هذا الموقف العصيب و كيف نجى الله منه حبيبه صلى الله عليه و سلم :
{ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ } [الأنفال 30] .
قال السعدي في تفسيره : أي: { و } أذكر أيها الرسول، ما منَّ اللّه به  عليك. { إِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا } حين تشاور المشركون في دار الندوة فيما يصنعون بالنبي صلى الله عليه وسلم، إما أن يثبتوه عندهم بالحبس ويوثقوه.
وإما أن يقتلوه فيستريحوا - بزعمهم - من شره.
وإما أن يخرجوه ويجلوه من ديارهم.
فكلُّ أبدى من هذه الآراء رأيا رآه،فاتفق رأيهم على رأي: رآه شريرهم أبو جهل لعنه اللّه،وهو أن يأخذوا من كل قبيلة من قبائل قريش فتى ويعطوه سيفا صارما، ويقتله الجميع قتلة رجل واحد، ليتفرق دمه في القبائل.فيرضى بنو هاشم ثَمَّ بديته، فلا يقدرون على مقاومة سائر قريش، فترصدوا للنبي صلى الله عليه وسلم في الليل ليوقعوا به إذا قام من فراشه.
فجاءه الوحي من السماء، وخرج عليهم، فذرَّ على رءوسهم التراب وخرج، وأعمى اللّه أبصارهم عنه، حتى إذا استبطؤوه جاءهم آت وقال: خيبكم اللّه، قد خرج محمد وذَرَّ على رءوسكم التراب.
فنفض كل منهم التراب عن رأسه، ومنع اللّه رسوله منهم، وأذن له في الهجرة إلى المدينة،فهاجر إليها، وأيده اللّه بأصحابه المهاجرين والأنصار،ولم يزل أمره يعلو حتى دخل مكة عنوة، وقهر أهلها،فأذعنوا له وصاروا تحت حكمه، بعد أن خرج مستخفيا منهم، خائفا على نفسه.
فسبحان اللطيف بعبده الذي لا يغالبه مغالب.
أبو الهيثم
#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
الفرقان : استشراف المستقبل لمن ؟
المقال التالي
من أسباب تأخر العقوبة : وجود الصالحين