مقاطع دعوية منوعة - (42) دُرر

منذ 2016-08-17

أختاه عزكِ في حجابكِ فاعلمي *** وامضي بــعزمٍ في الطريق الأقومِ

لا تسمعي لدعايةٍ مسمومـةٍ *** لا تُنصــتي لربيبِ قلبٍ مظلمِ

الدنيا كامرأة بغيٍّ لا تثبت مع زوج، وإنما تخطب الأزواج؛ ليستحسنوا عليها؛ فلا ترضَ بالدياثة. [ابن القيم]

وَفِي الْحِكْمَةِ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ لِلنَّاسِ:

أَحَدُهَا: أَنَّهَا مُطَابَقَةُ عِلْمِهِ لِمَعْلُومِهِ، وَإِرَادَتِهِ وَمَشِيئَتِهِ لِمُرَادِهِ، هَذَا تَفْسِيرُ الْجَبْرِيَّةِ، وَهُوَ فِي الْحَقِيقَةِ نَفْيُ حِكْمَتِهِ إِذْ مُطَابَقَةُ الْمَعْلُومِ وَالْمُرَادِ، أَعَمُّ مِنْ أَنْ يَكُونَ حِكْمَةً أَوْ خِلَافَهَا، فَإِنَّ السَّفِيهَ مِنَ الْعِبَادِ: يُطَابِقُ عِلْمُهُ وَإِرَادَتُهُ لِمَعْلُومِهِ وَمُرَادِهِ، مَعَ كَوْنِهِ سَفِيهًا.

الثَّانِي:  مَذْهَبُ الْقَدَرِيَّةِ النُّفَاةِ -: أَنَّهَا مَصَالِحُ الْعِبَادِ، وَمَنَافِعُهُمُ الْعَائِدَةُ عَلَيْهِمْ، وَهُوَ إِنْكَارٌ لِوَصْفِهِ تَعَالَى بِالْحِكْمَةِ، وَرَدُّوهَا إِلَى مَخْلُوقٍ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ.

الثَّالِثُ: قَوْلُ أَهْلِ الْإِثْبَاتِ وَالسُّنَّةِ: أَنَّهَا الْغَايَاتُ الْمَحْمُودَةُ الْمَطْلُوبَةُ لَهُ سُبْحَانَهُ بِخَلْقِهِ وَأَمْرِهِ، الَّتِي أَمَرَ لِأَجْلِهَا، وَقَدَّرَ وَخَلَقَ لِأَجْلِهَا، وَهِيَ صِفَتُهُ الْقَائِمَةُ بِهِ كَسَائِرِ صِفَاتِهِ، مِنْ سَمْعِهِ، وَبَصَرِهِ، وَقُدْرَتِهِ، وَإِرَادَتِهِ، وَعِلْمِهِ، وَحَيَاتِهِ، وَكَلَامِهِ. [ابن القيم]

صاحب كسرى

وراع صاحب كسرى أن رآى عمرًا *** بين الرعية عدلًا وهو راعيها
وعهده بملوك الفرس أن لها *** سورًا من الجند والحراس يحميها
رآه مستغرقًا في نومه فرآى *** فيه الجلالة في أسمى معانيها
فوق الثرى تحت ظل الدوح مشتملًا *** ببردةٍ كاد طول العهد يُبليها
فهان في عينيه ماكان يكبره *** من الأكاسر والدنيا بأيديها
وقال قولة حق أصبحت مثلًا *** وأصبح الجيل بعد الجيل يرويها
أمنت لما أقمت العدل بينهمو *** فنمت نومًا قرير العين هانيها

تَأْثِيرُ الِاسْتِغْفَارِ فِي دَفْعِ الْهَمِّ وَالْغَمِّ وَالضِّيقِ:
وَأَمَّا تَأْثِيرُ الِاسْتِغْفَارِ فِي دَفْعِ الْهَمِّ وَالْغَمِّ وَالضِّيقِ، فَلِمَا اشْتَرَكَ فِي الْعِلْمِ بِهِ أَهْلُ الْمِلَلِ، وَعُقَلَاءُ كُلِّ أُمَّةٍ أَنَّ الْمَعَاصِيَ وَالْفَسَادَ تُوجِبُ الْهَمَّ، وَالْغَمَّ، وَالْخَوْفَ، وَالْحُزْنَ، وَضِيقَ الصَّدْرِ، وَأَمْرَاضَ الْقَلْبِ، حَتَّى إِنَّ أَهْلَهَا إِذَا قَضَوْا مِنْهَا أَوْطَارَهُمْ، وَسَئِمَتْهَا نَفُوسُهُمُ ارْتَكَبُوهَا، دَفْعًا لِمَا يَجِدُونَهُ فِي صُدُورِهِمْ مِنَ الضِّيقِ وَالْهَمِّ وَالْغَمِّ كَمَا قَالَ شَيْخُ الْفُسُوقِ:


وَكَأْسٍ شَرِبْتُ عَلَى لَذَّةٍ *** وَأُخْرَى تَدَاوَيْتُ مِنْهَا بِهَا

وَإِذَا كَانَ هَذَا تَأْثِيرَ الذُّنُوبِ وَالْآثَامِ فِي الْقُلُوبِ، فَلَا دَوَاءَ لَهَا إِلَّا التَّوْبَةُ.
[ابن القيم وَالِاسْتِغْفَارُ]

من تلمح حلاوة العافية، هانت عليه مرارة الصبر.
[ابن القيم]

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
المجموعة (41)
المقال التالي
(43) من روائع الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.