مع القرآن - النصرشفاء للصدور

منذ 2016-08-21

مشهد النصر على الأعداء و ظفر الجيش المسلم و شفاء الصدور المؤمنة من أعظم المشاهد .
مشهد تكرر في الكثير من غزوات الرسول صلى الله عليه و سلم كما تكرر في فتوحات الشام و بلاد فارس و تكرر في حطين و عين جالوت و تكرر في نصر أكتوبر على اليهود  .
فهل يتكرر و نرى فرحة الأمة بنصرها الجديد المنتظر وسط هذا الهوان الغير معهود الذي تعيشه ؟؟؟!!!!
قال تعالى :{ قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } [التوبة 14و15] .
قال السعدي في تفسيره :
{ قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ } بالقتل { وَيُخْزِهِمْ } إذا نصركم اللّه عليهم، وهم الأعداء الذين يطلب خزيهم ويحرص عليه، { وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ } هذا وعد من اللّه وبشارة قد أنجزها.
{ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَيُذْهِبْ * غَيْظَ قُلُوبِهِمْ } فإن في قلوبهم من الحنق والغيظ عليهم ما يكون قتالهم وقتلهم شفاء لما في قلوب المؤمنين من الغم والهم إذ يرون هؤلاء الأعداء محاربين للّه ولرسوله ساعين في إطفاء نور اللّه وزوالا للغيظ الذي في قلوبهم وهذا يدل على محبة اللّه لعباده المؤمنين واعتنائه بأحوالهم حتى إنه جعل -من جملة المقاصد الشرعية- شفاء ما في صدورهم وذهاب غيظهم
ثم قال { وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ } من هؤلاء المحاربين بأن يوفقهم للدخول في الإسلام ويزينه في قلوبهم ويُكَرِّهَ إليهم الكفر والفسوق والعصيان
{ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } يضع الأشياء مواضعها ويعلم من يصلح للإيمان فيهديه ومن لا يصلح فيبقيه في غيه وطغيانه
أبو الهيثم
#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
ردع الخائنين
المقال التالي
ناكثوا العهود