الجميع يتفقون على إقصاء شنودة.. والإسلاميون هم الضحية

منذ 2010-09-08

يكاد يجمع المراقبون على تغول الكنيسة الأرثوذكسية المصرية على شعبها خاصة والمجتمع المصري عامة؛ بل والدولة أيضاً حتى أضحت ـ بحق ـ دولة داخل الدولة وحكومة تتحكم في الحكومة ..



يكاد يجمع المراقبون على تغول الكنيسة الأرثوذكسية المصرية على شعبها خاصة والمجتمع المصري عامة؛ بل والدولة أيضاً حتى أضحت ـ بحق ـ دولة داخل الدولة وحكومة تتحكم في الحكومة ..
 

حتى لم يعد للتوريث المرتقب لمنصب رئيس الدولة المصرية من معنى حقيقي في ظل وجود حكومة الظل برئاسة شنودة وهي حكومة كاملة التصرف ومستقلة الأملاك وعصية على المسائلة أيضاً!!

في صورة عبثية أصبحت تنذر بانفجار وشيك واحتمالات لاضطرابات واسعة المجال , في ظل العجز الكامل والواضح لدولة الأكثرية في مواجهة أقلية متمردة استطاعت إخضاع الدولة لدرجة التحيز وهو ما استفز الجموع الغفيرة من المسلمين ..
 

وفي قراءة سريعة للمشهد الحالي يتضح بجلاء أن شنودة الثالث يلعب الدور الرئيسي على مسرح الأحداث في مصر اليوم حتى صارت أخبار اعتكافاته المتكررة في دير النطرون تتصدر عناوين الأنباء وصارت "الإشارة بالصليب في يده" تحرك جموع الخراف الضالة للتظاهر في ميدان العباسية في قلب القاهرة الكبرى وفي وضح النهار لتسب الدين والأمة والدولة وتستدعي العدو الخارجي عليها جميعاً, بل وتتعدى على السادة ضباط الداخلية الذين أصبحوا يتسمون ـ فجأة ـ باللطف الشديد ومراعاة حقوق الإنسان القبطي !!
 
أخطر ما في الموضوع أن شنودة قد أخذه الغرور والنرجسية وأغراه صمت المسلمين فأخذ يتمادى وخرج على الناس في زينته وقد ظن أن لن يقدر عليه أحد ..
 

ونسي العجوز الأرعن أنه قد نصب نفسه هدفاً للجميع وأنه يحفر قبره بيده ويسعى إلى حتفه بظلفه , فالمرحلة الحالية ـ وللغرابة ـ قد جمعت الفرقاء أجمعين ووحدت كلمتهم على وجوب إقصاء شنودة !!
 
فجماعة "الأمة القبطية" التي ساهم في تأسيسها حامل الصليب وكان أحد أبرز قادتها ترى أن دوره قد انتهى وأن شعب الكنيسة يحتاج إلى قيادة جديدة شابة وقوية وقادرة على أخذ الخطوات الحاسمة نحو افتعال مجزرة في البلاد والانتقال لمرحلة التقسيم المنشود , كما ستصنع من شنودة "شهيداً للشعب" وتحرض جموع الخراف الضالة من أبناء الكنيسة ـ أو ما تسميه حكومة شنودة بـ "شعب الكنيسة" تأكيداً للاستقلال ـ تحرضهم للتحرك الفوضوي والصدامي مع بني جنسهم من شركاء الوطن..
 
وكانت "الجماعة" تستعد للتحرك منذ أكثر منذ سبع سنوات بناء على وهم التدخل الأمريكي لمساندتهم بعد انتهاء الرحلة السعيدة للجيش الأمريكي في العراق , ولكن الحلم انقلب إلى كابوس بعد غوص أقدامه حتى العراقيب في أوحال دجلة والفرات ؛ مما دفع جماعة "الأمة القبطية" إلى التراجع والاستيقاظ في اللحظة الأخيرة ..
 

أما العلمانيون من النصارى فيرون وجوب إقصاء شنودة أيضاً ليعود تأثيرهم إلى الحياة الكنسية مرة أخرى وليستعيدوا عضويتهم في المجلس الملي الذي سيطر عليه هو وعصابته حين اشترى مجموعة منهم بالمال وطرد الباقين من رحمته ..
 
ويتحالف معهم ماكسيموس ومن انشق معه عن الكنيسة وكل المعذبين والمضطهدين واليائسين من شعب الكنيسة أو على الأقل يرون وجوب غياب شنودة وبالتالي تفسيراته السقيمة للكتاب المقدس؛ والتي جعلت حياتهم جحيماً لا يطاق؛ ودفعتهم دفعاً إلى ارتكاب الموبقات أو تغيير الملة؛ هذا إن سلموا من الشلح والتكفير الكنسي ..


وقد ترى المخابرات الأمريكية بدورها أن الوقت قد حان لإقصاء شنودة وإثارة حالة من الهرج الشعبي والاقتتال الداخلي لإدخال البلاد في مرحلة الفوضى الخلاقة التي بشرت بها كونداليزا رايس من قبل وإجبار النظام على تقديم تنازلات تاريخية تنهي تماسك المنطقة برمتها وتقضي على مركزية الدور المصري في الأحداث إلى الأبد ومهما كانت نوعية النظام السياسي المستقبلي فيها ..
 
كما قد يعمد بعض الشباب المسلم المتحمس والغيور في فورة من الغضب إلى محاولة استهداف شنودة أيضاً في عملية أو عمليات منفلتة وخارجة عن السيطرة ولا يربطها قاسم مشترك بالضرورة اللهم إلا حالة الاحتقان والرغبة في الانتقام من طاغوت الكنيسة الذي أراد أن يذل "شعب مصر المبارك"..


المهم أن إقصاء شنودة أصبح يشكل حتمية تاريخية للأطراف المتنازعة في الساحة القبطية داخلياً وخارجياً وقد يكون هو المخرج الوحيد من الأزمة الحالية ـ من وجهة نظرهم ـ خاصة في ظل عجز الدولة بل وتحيزها للطرف المعتدي واستفادة الجميع كذلك من تنحيته عن واجهة الأحداث ..
 
وأخشى ما أخشاه أن يكون الإسلاميون في مصر هم الضحية وأول من يقدم ككبش فداء على أعتاب "المذبح المقدس" فضلاً عما قد يصيب البلاد من بلاء لا يعلم مداه إلا الله ؛ ولكنهم على ما يبدو قد لا يكونون وحدهم فأول من سيضار بعد أن تستبين حقائق الأمور ـ ولو متأخراً ـ هم نصارى مصر أنفسهم ..

 
المصدر: د. خالد سعيد عبد القادر - خاص بموقع طريق الإسلام